بغداد/ وائل نعمة لم تكن المرة الاولى التي ينشد فيها المواطن العراقي الامن ولكنه تمنى ان تكون الاخيرة . فرغم القفزات النوعية التي حققتها القوات الامنية والتي خلصت العراق من كوارث كادت ان تنهي مشروعه الديمقراطي وتفتك بأبنائه ،الا ان الهاجس الامني مازال مسيطرا على نفوس البغداديين بالخصوص،
على اعتبار انها اكثر المدن تعرضا لهجمات الارهابيين، ففي خلال الأيام القليلة الماضية ضربت بغداد سلسلة هجمات وتفجيرات أسفرت عن مقتل وجرح العشرات غالبيتهم من المدنيين ، حيث اقتحم مسلحون احدى القرى جنوب بغداد وقتلوا 25 شخصا، تبعه هجوم بثلاث سيارات مفخخة يقودها انتحاريون استهدفوا عددا من السفارات، ما أدى الى مقتل 30 شخصا واصابة 224 آخرين بجروح ، ولم يمض يومان حتى هزت عدة انفجارات مباني سكنية بمناطق مختلفة من بغداد أدت الى مقتل 35 شخصا واصابة 140 آخرين بجروح حتى اصبح المواطن البغدادي ينام وعيونه مفتوحة خوفا من سقوط سقف المنزل بعد ان طال الارهاب المواطن داخل بيته. وربما استثمر البغداديون ذكرى سقوط الدكتاتورية ليذكروا المقيمين على رأس السلطة بأن الخلاص من ارهاب الدولة أبان النظام السابق لن يكون ارهاب القاعدة والعبثيون بدلا عنه.rnتبخر الوعود !يقول وليد ناجي 24 عاما من سكان منطقة الكرادة " أن الهاجس الأمني مازال يشغلنا بعد سبع سنوات على الخلاص من حكم الدكتاتور ، وما قدمته لنا الحكومات المتعاقبة من وعود معسولة، بتحقيق الأمن والرخاء والازدهار ولكن هذه الوعود سرعان ما تبخرت في لهيب العنف والانفجارات التي تشهدها مناطقنا في كل يوم ، وآخرها ما حدث قبل أيام من تفجيرات استهدفت مباني سكنية أسفرت عن مقتل وجرح العشرات.ويصف وليد حالة البغداديين بأنهم قد فقدوا الامل وفي اوقات كثيرة بتحسن أمني حقيقي، فكل فترة من الاستقرار والهدوء تعقبها موجة من الانفجارات المدمرة تبدد أحلامهم وتعيدهم الى واقع يريدون نسيانه.rnلغة التفاؤل فيما ذهب رحيم عبدالله 44 سنة (مهندس) الى القول " كل عام يمر علينا نحن نتفاءل رغم الاخفاقات ونتمنى ان يكون العام القادم افضل مما سبقه ، ولكن مع كثرة الاخفاقات نتساءل اين المنجز الحقيقي في طريق الدولة الديمقراطية التي نسعى للوصول اليها وما الذي ننتظره للوصول الى مانبغيه"؟ ويضيف قائلا " كلام الساسة كثير عن التقدم الأمني والتوجه نحو الاعمار وتحسين الأحوال الاقتصادية للمواطنين، الا أن ما نلمسه على أرض الواقع قليل جدا ، واصبح من غير المعقول بعد كل هذه السنوات التي استطعنا من خلالها ان نقضي على اكبر الشبكات الارهابية ونفضح للعالم بأسره من يقف وراء استهداف المواطن العراقي لاتزال الانفجارات تعصف بالمدينة ، بينما يقول الساسة انها خروقات أمنية وأن الأمور تحت السيطرة.rn الإسراع بتشكيل الحكومة بدورها أكدت هناء سعد 36عاما (معلمة) أن أكبر أمنياتها في هذه الذكرى أن لا تسمع أصوات الانفجارات، وهي تحصد أرواح العشرات من الأبرياء. وتجد هناء بأنه رغم الانتشار الكثيف للقوات الأمنية في كل أنحاء بغداد الا ان زمام المبادرة يكون بيد الارهابيين فيحنما يريدون ان يرعبوا الشارع لايقف احد بوجوههم فهم يدخول الاماكن المحصنة ويعبرون نقاط التفتيش. متخوفة في الوقت نفسه من أن صراع السياسيين والكتل المتنافسة على تشكيل الحكومة وعلى المناصب والمكاسب ينذر بالكثير من المخاطر، وقد يشغل الحكومة والمسؤولين عن مهماتهم على اقل تقدير، وهذا يجعل المواطنين يعيشون في حالة من القلق على مستقبلهم ومستقبل عوائلهم.فيما اشار سلوان كاظم 22 سنة (طالب جامعي) بالقول "اننا نسعى إلى ان نستمر بدراستنا دون ان ينغص على حياتنا ومسيرتنا العلمية اي خرق امني او حادث ارهابي ، ونجد ان ذكرى سقوط الدكتاتورية يوما مناسبا لنطالب به القوائم الفائزة بضرورة الاسراع بتشكيل الحكومة ووضع حد للتدهور الامني وعدم اعطاء الفرصة للمتربصين بالعراق ان يفسدوا علينا فرحة الخلاص من نظام الطغيان".
سبع سنوات على سقوط الطاغية :الهاجس الأمني مازال مسيطراً على يوميات المواطن
نشر في: 10 إبريل, 2010: 07:09 م