عبد الوهاب المانتبعث الامم المتحدة وتجدد نشاطها، وتوسع ميادين اعمالها، وتدفع عجلة تقدمها في فترات من تاريخها..هذا التاريخ –او الفترة – يؤخذ نقطة بدء في كل تقدم وتطلع الى الامام.. والعراق – كأمة من امم هذه البسيطة – ليسجل بداية الحكم الوطني عام 1923 نقطة تحول في حياته وبعث آمال ابنائه.
في هذا التاريخ بدأت طلائع الحركة الرياضية في العراق ، وفي هذا التاريخ بالذات ادخلت دروس التربية البدنية في مدارس العراق. فبعد ان رأت وزارة المعارف العراقية ان مدرسي الرياضة لم يكونوا من المختصين، وان الفرق الرياضية نطاقها ضيق، وقد لا يزيد على بعض الفرق الاهلية لكرة القدم... اقول بعد ان رأت وزارة المعارف هذا، ولمست اهمية التربية البدنية في بعث طلائع جيل جديد لنهضة عهد جديد، التفتت الى ايفاد البعوث الى خارج العراق. وكان عام 1930 العام الاول لرسم سياسة تربوية متينة فكان ان انضم الطلبة الى الفرق الرياضية لاعداد معلمين مزودين بمعرفة هذا الميدان خلال العطل الصيفية، وعندما استهل عام 1938 فجر شهره الاول من العام الدراسي كان معهد التربية البدنية في بغداد يفتح ابوابه لاول مرة لاستقبال خريجي الدراسة المتوسطة وتخريجهم مدرسين للرياضة بعد ثلاث سنين.. وفي هذا التاريخ ايضا بدأت وزارة المعارف بتنظيم السباقات بين المدارس في كل مرة من كرة القدم والسلة والطائرة والملاكمة والهوكي وغيرها من الالعاب، وعندما أسس فرع التربية البدنية بدار المعلمين الابتدائية في بغداد الغي معهد التربية، وفي السنة الماضية 1952 – 1953 أسس فرعان آخران اضافيان واحد في دار المعلمين الابتدائية في بعقوبة والاخر في دار المعلمات الابتدائية في بغداد وتنصب غاية هذه الفروع الثلاثة على تخريج مدرسين ومدرسات للرياضة البدنية لمدارس البنين والبنات، وفي الوقت الذي فتحت فيه هذه الفروع استمرت وزارة المعارف بارسال البعثات الرياضية الى الخارج كانكلترا واميركا ومصر. وفي عام 1948 بدأت الرياضة الشعبية تدفع طلائعها الى الميدان الرياضي، فأسست نوادي رياضية مختلفة في انحاء البلد، والفت عدة اتحادات لادارة مختلف الالعاب الرياضية "كاتحاد كرة السلة، والقدم، والمصارعة، والاثقال، والعاب الساحة والميدان"، وبالرغم من الصعوبات المالية التي تواجهها هذه النوادي والاتحادات فقد انعشت الحركة الرياضية بقيام مثل هذه الفعاليات، والحق ان كل ناد وكل اتحاد قام بواجبه في ميدان عمله. وفي عام 1948 الفت لجنة اولمبية عراقية اشتركت في الدورة الاولمبية التي اقيمت في لندن، وكان الغرض من تأليف هذه اللجنة ليس الربح والفوز انما انحصر في اخذ الخطوة الاولى لتنظيم الرياضة الشعبية. اما الرياضة المدرسية فقد وضعت لها مناهج مفصلة لمراحل الدراسة المختلفة، فخصصت ساعتان في الاسبوع ضمن المنهج لكل صف من صفوف المدارس – على اختلاف مراحلها – كما نظم منهج المباريات العاب كرة القدم والسلة والطائرة والعاب الساحة والميدان بين المدارس المختلفة ايضا ولكل مرحلة منها على حدة. ويتم تنظيم هذا المنهج باجراء المباريات المذكورة بين الفرق المدرسية داخل كل لواء، وكل مدينة اعتباراً من بدايات السنة الدراسية حتى نهايتها، وبعد عطلة نصف السنة تبدأ السباقات بين منتخبات الالوية وقد قسم العراق الى اربع مناطق: الشمالية ، الوسطى، بغداد، الجنوبية، وتحضر الفرق الفائزة الى بغداد وتخيم في معسكر يقام في ساحة الكشافة اعتبارا من 28 مارس حتى 4 مايس وتجري خلال هذه المدة سباقات دورية فيما بينها لنيل بطولة المدارس لمختلف الالعاب، وقد اطلق على هذه الفترة (الاسبوع الرياضي لوزارة المعارف) وفي نهاية هذا الاسبوع يجري السباق الرياضي في العاب الساحة والميدان بين الالوية الاربعة عشر ويشرف صاحب الجلالة الملك على السباق وتوزيع الجوائز على الفائزين في كل عام. واما الكليات فهناك لجنة مؤلفة عن ممثلين عنها، تقوم بتسيير المسابقات والمباريات في الالعاب المختلفة بين مختلف الكليات والمعاهد العالية العراقية وتبدأ من تشرين الثاني وتنتهي في شهر مايس، وقد اعتادت مديرية التربية البدنية في وزارة المعارف ان تقيم استعراضات رياضية في 2 مايس من كل عام. وفي هذا الاستعراض تقدم كل الفعاليات الجماعية للبنين والبنات بالاضافة الى فعاليات الكشافة. هذا هو العراق.. وهذه هي طلائع نهضته الرياضية. rnمن مجلة اهل النفط التي صدرت في عددها الثالث والثلاثين من نيسان عام 1954
الحركة الرياضية في العراق
نشر في: 11 إبريل, 2010: 04:34 م