ما يزال العراقيون يطلقون "الديوانية" على الغرفة التي تخصص لاستقبال الزائرين والضيوف ومدينة الديوانية في الاصل دار ضيافة انشأها رؤساء "الخزاعل" ايام حمد الحمود الذي ابتدأت رئاسته حوالي عام 1747 ميلادية ليقيم فيها كاتبهم الذي يعهدون اليه امور الجباية ولينزلها ضيوفهم الذين كانوا يترددون عليهم ثم صار الناس ينشئون حولها الصرائف فالاكواخ فالبيوت،
وبقيت في توسع مستمر ولما اخذ نفوذ القبائل يتضاءل عنيت بها الحكومة فجعلتها مركز قضاء في عام 1858 ميلادية حتى بلغ عدد سكانها حوالي عشرين الفاً. وقد تقدمت الديوانية في العهد الوطني وتحسنت احوالها الاقتصادية خلال السنوات الماضية وبموجب احصاء النفوس العام لعام 1957 بلغ عدد نفوس اللواء 507.203 نسمة في حين كان 379.000 بموجب احصاء عام 1947. يقع لواء الديوانية في القسم الاوسط من العراق، وهو من الالوية الزراعية وتبلغ مساحة الاراضي التي تزرع سيحاً فيه 830.511 دونماً والتي تزرع بالواسطة 2.212 دونما والتي تزرع ديماً 95.793 دونماً وكان انتاج اللواء من الحنطة للموسم الماضي 37.398 طنا ومن الشعير 51.865 طناً ومن الباقلاء 264 طناً. اما المزروعات الصيفية للموسم الماضي فقد بلغت 40.682 من الشلب، و468 طنا من السمسم و143 طنا من القطن ومن المؤمل ان تزداد مساحة الاراضي التي تزرع قطناً فتصل الى 120 الف دونم  بعد ان لمس الزراع الفوائد من زراعته وتعلموا طرق زراعته وحمايته من الافات. ومن المنتجات الصيفية الذرة البيضاء وبلغ انتاجها 4.507 طناً ومن الدخن 2.978 طناً ومن الماش 538 طناً، ومن اللوبياء 322 طناً كما زرع في اللواء 1.200 دونم من فستق العبيد والبطاطا، وتوجد ثلاثة ملايين نخلة مزروعة في سائر انحاء اللواء معدل انتاج النخلة الواحدة منها خمسون كيلو غراماً من التمر. وقد حدثنا الاستاذ عباس البلداوي متصرف اللواء عن اعمال الادارة المحلية في مجال الخدمة العامة بحدود ميزانيتها التي تبلغ (450) الف دينار، منها 330 الف دينار منحة من وزارة الداخلية لتصرف على المدارس الابتدائية لفتح ابواب مستقبل افضل امام النشء الجديد، واعمال الادارة المحلية في اللواء تقسم الى ثلاثة اقسام. اولا:- المشاريع العامة –ومنها الطرق ، فاللواء بحاجة الى شبكة من الطرق الفرعية لربط انحائه المتباعدة لتسهيل نشر الثقافة بين ابناء الريف وتمكينهم من الحصول على المعونات الصحية، والثقافية والاقتصادية ولقد تم في قضاء الديوانية انجاز طريق الديوانية –الحمزة، وطريق المزة –الرميثة ، وطريق ناحية السنية، وفي قضاء السماوة تم فتح طريق السماوة –مخفر الزريجية وبلغت كلفته 11.783 ديناراً كما تم فتح ثمانية طرق اخرى في جهات مختلفة من هذا القضاء بالاضافة الى فتح 22 طريقاً في قضاء عفك وابو صخير والشامية، وشيد ايضا عدد من القناطر والجسور نتيجة لمرور بعض الطرق الجديدة على الانهر و الجداول الكبيرة وتم تشييد خمسة جسور خشبية ومئة قنطرة كبيرة وثلاثة معابر بلغت كلفتها اكثر من اربعة وثلاثين الف دينار. ومن مشاريع الادارة المحلية تشييدها 16 داراً في ناحية الخضر لتكن نواة للقرية العصرية المقترح تشييدها هناك، وبناء ثلاثة دور لموظفي الادارة المحلية بلغت كلفتها 10.800 دينار ودائرة للادارة المحلية بلغت كلفتها 11.992 ديناراً، ونادي الديوانية وقاعة الاجتماعات العامة من المنشآت الحديثة الجميلة في مدينة الديوانية، وكلف بناؤها 12.869 ديناراً ، وتم انشاء دار ضيافة حديثة بكلفة 25 الف دينار، والقسم الثاني من اعمال الادارة المحلية يشمل التعليم الابتدائي وقد بذلت الادارة  المحلية جهودها المتواصلة في سبيل أيجاد دار للمعلمين الابتدائية في لواء الديوانية لأمكان التوسع في مجال التعليم الابتدائي وتم ذلك في السنة الماضية وبوشر بالبناء فعلا وما زال العمل مستمراً لأنشاء طابق ثان وبلغت كلفة البناء 14.045 دينارا وتتكون دار المعلمين في الوقت الحاضر من اربعة صفوف تضم 140 طالباً الحقت مؤقتا بثانوية البنين، ومن صف اخر ضم 29 طالبة ألحق بثانوية البنات.  وبالرغم من الصعوبات التي واجهتها الادارة بسبب عدم وجود عدد كاف من المدرسين والمدرسات فقد قامت بفتح خمس مدارس ابتدائية بكلفة 31.996 ديناراً، وفتح عشر مدارس ريفية ذات اربعة صفوف بكلفة 55.468 ديناراً. ووجدت الادارة ضرورة انشاء دور لسكنى المعلمين في الاقضية والنواحي فانشأت عشرين داراً بلغت كلفتها 23.047 دينارا وأدخلت اضافات على ابنية المدارس كبناء صفوف جديدة وممرات وسياجات مع صيانة الابنية القديمة بلغت كلفتها 50.819 ديناراً. وجنت المعارف من جراء تطبيق مشروع التغذية فوائد جمة خاصة بعد شمول جميع المدارس الابتدائية في اللواء بهذا المشروع وتحسنت احوال الطلاب الصحية بالاضافة الى ما لمسته ادارات المدارس من حسن انتظام سير الدوام والتدريس وقلة الغيابات وكثرة الفعاليات المدرسية وشجع هذا المشروع اولياء الطلاب على ادخال اطفالهم الى المدارس مبكرا مما ادى الى ازدياد عدد الطلاب، وبلغت نفقات مشروع التغذية الاساسي والذي يشمل 21 مدرسة وتقدم بموجبه وجبة كاملة من الطعام، ومشروع التغذية الموسع الذي يقتصر على الفيتامينات والحليب والذي يشمل جميع المدارس الابتدائية 12.