TOP

جريدة المدى > ملحق ذاكرة عراقية > متى تأسست جمعية الهلال الاحمر العراقية؟

متى تأسست جمعية الهلال الاحمر العراقية؟

نشر في: 11 إبريل, 2010: 04:45 م

تفضل جلالة الملك المعظم بالقاء الكلمة التالية في حفلة الاستقبال التي اقيمت في بهو الامانة مفتتحا بها اليوبيل الفضي لجمعية الهلال الاحمر العراقية: شعبي العزيزيتيح لي الاحتفال باليوبيل الفضي لجمعية الهلال الاحمر العراقية فرصة طيبة اتحدث فيها اليكم و اجدد عهدي بكم.
وأني لاشعر اعمق الشعور اذ احيي جمعية الهلال الاحمر بهذه المناسبة شعور مبعثه الاعجاب بما قدمت هذه الجمعية من خدمات للمجتمع العراقي وما انذرت نفسها له من واجب انساني. واني لاحس نحو هذه الجمعية برابطة عاطفية خاصة ذلك ان جدي المغفور له الملك فيصل الاول كان هو الذي أسسها ورعاها ثم خلفه والدي المغفور له الملك غازي الاول في رعايتها وكانت والدتي المغفور لها الملكة عالية رئيسة الفرع النسوي لهذه الجمعية وكانت متعلقة بها مقدرة لجهودها وخدماتها الاجتماعية والوطنية والانسانية. يسرني في هذه المناسبة ان انوه بجهود هذه الجمعية وبما ندبت نفسها للقيام به من واجب انساني ووطني وما قامت به من اعمال الاغاثة والمواساة في الظروف الحرجة التي مرت ببلادنا العزيزة وبالبلاد الشقيقة والصديقة والمجاورة وليس هذا بالامر الغريب على تقاليدنا العربية والاسلامية التي تدعو الى النجدة وتحث على اغاثة الملهوف. وختاما اسأل الله عز وجل ان يمد جمعية الهلال الاحمر بروح من عنده وان يعينها على الاسهام في الخدمة الاجتماعية العامة انه سميع مجيب. جمعية الهلال الاحمر ساعدت الجمعية جرحى الحرب ومنكوبيها وتخفيف الامهم بكافة الوسائل والتآزر مع الهيئات الصحية والعسكرية وتقديم المعونة الصحية الى مرضى الحرب وجرحاها دون تمييز بين صديق وعدو عملا بالاتفاقيات الدولية، هذه هي اهداف جمعية الهلال الاحمر في اوقات الحروب، وتهدف في السلم الى اسعاف المنكوبين الذين اصيبوا بنكبات فجائية داخل البلاد وفي خارجها وفتح المستوصفات ومراكز الاسعاف الاولى للعناية بأفراد الشعب، من الفقراء وتدريب المتطوعين والمتطوعات على اعمال الاسعاف والتمريض وتهيئتهم لحالة الطوارئ، والاشتراك في المساعي التي تقوم بها الجمعيات الخيرية الاخرى. هذه الاعمال الانسانية الكبرى هي اهداف الهلال الاحمر العراقي الذي احتفل بيوبيله الفضي في الرابع عشر من شهر تشرين الثاني الماضي. يرجع تأسيس الهلال الاحمر العراقي الى عام 1932 عندما نال العراق استقلاله وقبل عضوا في عصبة الامم وقد تم ذلك برعاية جلالة المغفور له الملك فيصل الاول، في اوائل تلك السنة دعا فخامة السيد ارشد العمري –وكان حينذاك اميناً للعاصمة -150 شخصاً من وجهاء العراق واشرافه والبارزين من رجاله الى اجتماع في مكتبة الاوقاف العامة وعرض عليهم فكرة تشكيل جمعية الهلال الاحمر وتقرر انتخاب هيئة تأسيسية من ستة عشر عضواً، ووافقت وزارة الداخلية في 29 شباط عام 1932 على تشكيل الجمعية تحت رعاية صاحب الجلالة الملك على ان يكون ولي العهد رئيسا فخريا لها ، واجتمعت الهيئة العامة بتاريخ 1 اذار عام 1932 وانتخب من بينها هيئة ادارية مكونة من ثمانية اعضاء لادارة امور الجمعية والاضطلاع بمسؤولياتها وتنمية مواردها. وتعتمد جمعية الهلال الاحمر في مواردها على نفسها وعلى همة ومساهمات اعضائها وتعمل لتدعيم ميزانيتها..بدأت الجمعية حياتها بداية متواضعة، وحرص مؤسسو الجمعية خلال المدة الماضية على تنمية مواردها بشراء العقارات والاراضي والاسهم التجارية مما جعل للجمعية كيانا ماليا قويما ورصيدا يعينها على المبادرة الى تقديم المساعدات عند الحاجة والنهوض باعباء الجمعية وواجباتها بكفاءة وبلغ ما انفقته الجمعية في الكوارث والنكبات خلال هذه الفترة (308.563) دينارا غير محسوب من ضمنها الكميات الهائلة من المواد العينية والغذائية التي تبرع بها الشعب العراقي بسخاء في مختلف المناسبات، ولم تتلق جمعية الهلال الاحمر حتى الان اعانة من اية مؤسسة خيرية اجنبية، وتحتفظ الجمعية دائما باحتياطي يمكنها من تقديم المساعدة الفورية في حالات الطوارئ، وتعتمد الجمعية على المتطوعين، من الجنسين للقيام باعمالها الادارية وتستخدم اقل عدد ممكن من الموظفين المأجورين كما هي الحال في جمعيات الصليب  والهلال الاحمر المماثلة في العالم.وقد بلغت المساعدات داخل البلاد منذ عام 1932 الى عام 1957 مئة واثنين واربعين الفاً من الدنانير، وكانت فيضانات دجلة والفرات المتكررة سببا لشقاء عدد كبير من السكان، وكان لابد من بذل الجهود الجبارة للتخفيف  من اثر تلك الويلات، وقد أدت جمعية الهلال الاحمر واجبها في تلك الملمات بصورة استحقت الاعجاب والتقدير مؤيدة من افراد الشعب بشكل يدعو للفخر، وكانت اخطر تلك الفيضانات فيضانات عامي 1946 و1954 والتي بذل خلالها الهلال الاحمر جهوداً جبارة في عمليات الاسعاف والاسكان، وقامت جمعية الهلال الاحمر العراقية بمد يد المساعدة الى الدول الصديقة كلما دعت الحاجة للنجدة، تدفعها رابطة الفكرة الانسانية التي تربط جمعيات الهلال الاحمر والصليب الاحمر في انحاء العالم ببعضها.وقامت الجمعية بواجبها في حرب فلسطين بتأسيسها مستشفيات متعددة في جبهات القتال احتوت على 300 سرسر، وبلغت نفقاتها 50 الف دينار، صرفت من ميزانية الجمعية ولم تدخل ف

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

د. عبدالخالق حسين لو لم يتم اغتيال ثورة 14 تموز في الانقلاب الدموي يوم 8 شباط 1963، ولو سمح لها بمواصلة مسيرتها في تنفيذ برنامجها الإصلاحي في التنمية البشرية والاقتصادية، والسياسية والثقافية والعدالة الاجتماعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram