محمود النمر احتفى ملتقى الخميس الابداعي بالشاعر ياسين طه حافظ ،وادار الجلسة الشاعر عدنان الفضلي قائلا :اليوم نحتفي بشاعر من جيل مهم ترك بصمته الحقيقية ولم يمض الى ابعد من التماس مستمر مع تجارب الاجيال اللاحقة
كان ابنا حميميا للتحولات العالمية التي تجلت في الثورة الطلابية في فرنسا عام 1968 من القرن الماضي وتمردات اليسار العالمي فضلا عن الوجودية التي وصلتنا عبر كتابات سارتر وسيمون دي بوفوار.ثم تحدث الشاعر ياسين طه حافظ عن تجربته الشعرية عبر خمسة عقود مشيرا الى ان هناك عودة لان المسوغ لهذه القضايا اختفت وما اردت ان اقول ان اي قصيدة من قصائدي وراءها لمسة واقع وتجربة من تجارب الانسان ،انا لاافهم ان الشعر يكون في معزل عن الانسان، فالانسان في محنته ومنغصات عيشه بعذابه اليومي انا عندما اكتب قصيدة قريبة من الواقع هذا لايعني اني متخلف ،كلا انا رجل اكتب بلغتين واتابع الحركة النقدية واقرأ احدث الكتب ،ولكن هناك ثوابت في الادب ،تجعل من الانسان المتمكن والانسان المثقف الحقيقي لايتزحزح بسهولة،وهو يشبه الى حد ما العالم الذي لايتزحزح عندما يظهر هناك خبر علمي من هنا اوهناك فهو يمتلك ثوابت علمية وكذلك عنده شغل عقلاني ،والادب بدأ يصير علما ،الان اللغة علم ،والصوت علم والموسيقى علم وتقنيات ،نحن لانريد ان نتكلم عن قضية تضيعنا عن يجب ما يكون ،وكما بدأت انا في الادب من خلال منطلقات هذه النظريات ،نعم قد يكون فيها نوع من الاجتهادات ،اجتهاد ثقافي او لغوي او علمي ،ولكن هذا لايعني، نحن نتّبع كل صرخة او بحث ونظرية نترك ثوابتنا كلها ،انا امتص ما تطرحه الثقافة في العالم ،ولايوجد احد بدون ثقافة ان يعمل ويجتهد ،ولا تقول لي انت غير متسلح بالثقافة الغربية او الثقافات الانسانية ،كيف يمكن ان اكون انسانا معاصرا بلا ثقافة عالمية ؟انت تتغذى فتنمو وعقليا كذلك فالمسألة واحدة ،اكتب قصيدتك الخاصة بك .مرة في مجلة الاقلام طرحت ثلاث قصائد او اربعة ،ورجعت مرة ثانية الى الواقعية ،صديقنا الناقد فاضل ثامر كتب تحقيقا قال فيه ان هذا يشبه البيان الشعري وهي دعوة جديدة وهي غير ذلك ،وانما شعرت بحاجة الى هذا ،وكتبت عن قصائد اصطياد الشبوط وكيف كان هذا الشبوط يقاوم وكان رامي الشص بطعم يحاول ان يسحبه ولكن لما استسلم هذا الشبوط الى الطعم خرج وهو يندب زمنا ،وهي قصيدة رمزية ولكني طرحت المسألة التي اريد ان اقولها بان الطعوم التي تلقى للاخرين سينسحبون الى الخارج ،وكتبت ايضا عن- امرأة وبصل - وهي امرأة بساحة 55 تعيش في مدينة الثورة ،هناك بؤس اجتماعي تواجهه تلك المرأة ،انا اكتب للانسانية كلها ،انا يهمني الانسان اينما كان واتمنى ان يعيش كل انسان مطمئنا ومستقبلا زاهرا وهذه هي مشكلات الشعر .وقال الاعلامي عباس الغالبي :ياسين طه حافظ مبدع كبير تفرد عن مجايليه بان اتخذ لنفسه متنا شعريا خاصا به ،فهو يحكم تقنية القصيدة على وفق رؤيته الخاصة التي تتأتى عن ارهاصات التقليد والمحاكاة المجردة ،انه من الطراز الاول فهو يكتب في شتى مناحي الثقافة والمعرفة والفكر ولم يقتصر على الكتابة في الشعر كجنس ادبي .واشار الفنان الفوتوغرافي والقاص كفاح الامين الى مفهوم المثقف وعلاقته بالمجتمع وانا احاول ان ابحث فيه واحاول ان اقترب منه اذ ان المثقف له امتياز معرفي عندما تضع البطل او تكتب القصيدة حسب تصوراتك ولذلك اعادة تكوينات الواقع في الذهن ممكن ان تكون غير ذات قصدية وعندما تضعها في منجز ابداعي كأن يكون فوتوغرافاً او قصيدة تنتهي هنا اللاقصدية ولا يمكن لك الافتراض وهكذا لايمكن ان تقول عن فاشي ان تقول هذا بطل ثائر.بعد ذلك قال الامين العام الفريد سمعان عن تجربة الشاعر: لقد ازف الف الصمت والف العلاقات الطيبة وليست العلاقات التي لاتضج بالحياة ،انه رجل تأملي في كل شيء ويعمل بهدوء وبصدق وبأمانة ،القصائد التي قرأها ياسين وما كتب اذا اردنا ان نتطلع فيها جيدا ،وجدناها مكتوبة بلغة مألوفة وليس للكلمة جعجعة او ضجيج وهي كلمة هادئة وبسيطة ،لكن اذا تاملناها جيدا لوجدنا ان الشاعر قد تعب في بناء هذه الجمل الشعرية وصاغ منها شيئا ابداعيا.واخيرا قرأ الشاعر ياسين طه حافظ عدة قصائد وكانت احداهنَّ مهداة الى الشاعر الامريكي والت ويتمان قال فيها الشاعر احلى وابهج المشاعر الانسانية التي تخص شعبه معبرا بكل مايمتلك من رهافة الحس الانساني في تلك الرسالة النثرية وفي اخر الحفل قدم الامين العام لوح الابداع للملتقى وقدم الناقد كاظم مرشد السلوم باقة ورد .
في ملتقى الخميس الابداعي..ياسين طه حافظ.. ما قاله آخر الخطباء
نشر في: 11 إبريل, 2010: 05:27 م