بغداد / بشرى الهلاليمنح المعهد العراقي شهادات التخرج للأرامل اللواتي اشتركن في الدورة الثالثة  التي استمرت اربعة اشهر. وقد استمرالحفل ليومين، الأول كان للأرامل من خريجات الرصافة والثاني لخريجات الكرخ.
  وتلقت الأرامل مواد تدريبية مختلفة في الحاسوب واللغة الإنكليزية ومنهاج الديمقراطية والدفاتر حسابية وتسويق المهارات، إضافة الى ادارة رياض الأطفال. وقالت إيمان عبد الرحمن –مديرة مشروع الأرامل في المعهد العراقي: "كنا نتمنى إقامة حفل تخرج يليق بالجهود التي بذلتها الأرامل، ولكن ظروف حالت دون ذلك، لذا تم تسليم شهادات التخرج في تجمع حضره كادر المعهد العراقي والأرامل وذويهن، ولمسنا فرحتهن بالمستوى الذي وصلن اليه ومدى الاستفادة التي حصلن عليها من المحاضرات التي قدمت لهن خلال الدورة". وعن طبيعة هذه المحاضرات أضافت إيمان: "تتلقى الأرملة محاضرات عديدة وعلى مدى أربع ساعات ليومين في الأسبوع وتتنوع المحاضرات بين دراسة الحاسوب والإنكليزية والتثقيف على الديمقراطية ومهارات التسويق والإدارة، وتم الإتفاق مع معهد المستنصرية ومعهد المنصور ومعهد الترجمة واللغات، إضافة الى أساتذة من جامعة بغداد". وأكدت "إن المعهد العراقي يسعى من خلال تدريبه للأرامل ومتابعته المستمرة لهن حتى بعد التخرج الى إيجاد فرص عمل لهن، إضافة الى معرفة مدى استفادة الأرملة من التدريب والتثقيف" مشيرة الى سعي المعهد في الحصول على الكتاب الصادر من مجلس الوزراء بشأن استثناء الأرامل وتعيينهن، مضيفة: "فعلا تم تعيين اثنين من الأرامل في دوائر حكومية حيث حصلت إحداهن على وظيفة في دائرة الكهرباء وأخرى في دائرة الإنشاءات، كما لمسنا الرغبة لدى بعض الأرامل في إكمال دراستهن". كما قام المعهد بتوزيع جوائز على الأرامل من المتفوقات في الدورة.  وفي نفس السياق أعلنت إيمان  عبد الرحمن عن وجود سعي حثيث و محاولات ومفاوضات مع جهات لأجل الحصول لهن على قروض صغيرة أو منح صغيرة للأرامل لمساعدتهن في افتتاح مشاريعهن الخاصة، موضحة "طلبت هذه الجهة منا تقديم أفكار الأرامل حول مشاريعهن المقترحة وفي الحقيقة هو ليس قرضا وإنما يسمى بمنحة تجهيز، وتقدم لمن لديها مشروع صغير وتنوي تطويره أو لمشروع جماعي تشترك فيه سبعة أو ثمانية أرامل وقيمة المنحة 25 مليون دينار، وسترسل هذه الأفكار الى الجهة المانحة، إضافة الى مشروع آخر يهدف الى تدريب نساء ليكن قابلات مأذونات وخصوصا في القرى والأرياف والأقضية، وذلك لتدارك عمليات الولادة المفاجأة للنساء اللواتي لا يستطعن الوصول الى مستشفى. من جهة أخرى تم إجراء استفتاء حول مشاركة النساء في الانتخابات خلال تجمع الأرامل وذكرت ضفاف الجراحي –المديرة الإدارية للمعهد العراقي- بأن "إقبال النساء على الانتخابات الأخيرة وفقا للإحصاءات التي أجراها المعهد العراقي كانت مفرحة ووصلت نسبة المشاركة إلى 100% تقريبا ولكن المؤسف إن بعضهن لم يجدن اسماءهن، كما وجدت بعضهن صعوبة في الوصول الى المحطات الانتخابية، وهذا يشكل بداية وعي للمرأة العراقية بدورها في العملية السياسية وحقها  في الانتخاب"، وفي نفس الوقت، تضيف ضفاف "من المؤلم أن تكشف الإحصائيات، بأن معظم النساء لم يقمن بانتخاب امرأة، وربما يعود ذلك الى انعدام التثقيف في هذا الاتجاه، وربما إلى عدم الثقة بالبرلمانيات وثقة المرأة بأن الرجل له سلطة وقوة في البرلمان، إضافة الى عدم معرفة المرأة بمدى نشاط المرأة بسبب بعد البرلمانيات عن النساء، فنحن لا نرى سيدات البرلمان الا في التلفزيون ونادرا، ما يعني أننا بحاجة الى توعية المرأة بشأن دور البرلمانية في إيصال صوتها الى البرلمان إضافة الى توعية البرلمانية بضرورة تواصلها مع النساء".