أربيل/ نوزت شمدينبدا كاكه حمه فخوراً وهو يجوب اجنحة دور النشر المشاركة في معرض أربيل الدولي الخامس للكتاب، وزياراته المكوكية تلك لم تكن للقبض على عنوان يفتش عنه، او ممارسة سياحة ثقافية كما فعل الكثيرون غيره، ولم يكن من قبيل التجسس عليه ان استمع اليه،
وهو يستميح علي بحسون ممثل دار الفارابي من لبنان الجلوس معه لتعريفه بمدينته أربيل، فقد مارست دور المنشغل بكتابة شيء ما، او تقليب الكتب بهدوء بينما كان يقول: "أربيل هي عاصمة إقليم كردستان العراق، وتعتبر من المدن الكبيرة وتبعد مدينة بغداد(350 كم)، تحد أربيل شرقاً محافظة السليمانية، ومحافظتي دهوك ونينوى غرباً، ومحافظة كركوك من الجنوب، وهي تقع على حدود دولتين هما ايران وتركيا". عند اكتشافي كتاب البابا الأخضر لأستورياس من بين كتب الفارابي، كان حمه يخرج كتيباً صغيراً من حقيبه كانت معه، وأخذ يتلو ما فيها من إحصائيات: مساحة محافظة أربيل (15214كم2)، وعدد سكانها تقريبا مليون وخمسمائة الف مواطن، وهي تقع على سهل واسع وعريض يتكون من الجبال والتلال والسهول والهضبات، وتزداد الجبال ارتفاعا كلما توجهنا الى الشمال، او الشمال الشرقي، وقمة هلكورد ضمن سلسلة جبال حصاروست تعتبر من أعلى القمم، ويبلغ ارتفاعها(3607م)عن مستوى سطح البحر، واهم الجبال هي: كردمند-2285 م) ( سكران_ 2434م)( حسن بك_2270م) (خو كورك-2736م)( كورك – 2115م) (سفين – 1975م)، ومن السهول المهمة فيها، (سهل حرير- سهل برازكر- سهل هولير- سهل قراج).كان علي بحسون مهتما بما يقوله كاكه حمه، لذا لم اسأله إن كان السعر الموجود على ظهر كتاب( الأمل) لجورج اورويل، بخصم او بدونه، وفي هذه اللحظة كان كاكه حمه يتحدث عن قلعة أربيل: "تعتبر هذه القلعة من الأماكن الأثرية القديمة في العالم، تقع تحديداً في وسط مدينة أربيل، وتتخذ شكلاً دائرياً، ترتفع ثلاثين متراً عن الأراضي المحيطة بها، ويعود تاريخها الى أكثر من (6000) الف سنة، يتضح من البيوت التي تضمها وهي اشكال فنية ومعمارية جميلة، إضافة الى وجود جامع كبير فيها، وحمام قديم يعود الى القرن الثامن عشر يعرف بحمام القلعة، وفيها أيضاً متحف القلعة الذي يضم الكثير من الاعمال اليدوية مثل الأدوات والألبسة والفرش المصنوعة من الصوف والأوبار، ويرجع تاريخ البعض منها الى مئات السنين".لم يقطع انبهاري بمجموعة الكاتب الياباني كاوباتا سوى صوت كاكه حمه الذي يشبه زقزقة عصفور، وهو يسرد لبحسون المندهش أسماء أقدم أحياء مدينة أربيل: "حي السراي، سمي بهذا الاسم بسبب وجود المؤسسات الحكومية وبيوت الأغوات والتجار والأعيان فيه، وهناك أيضاً حي التكية، وتقع فيها تكية الشيخ شريف التابعة للطريقة القادرية، وحي التوبخانة، سمي كذلك لوجود مدفع للعثمانيين فيه، وكان الحي مقسم الى قسمين(الحرم_الكلسية)".فجأة نهض حمه، قائلاً وهو يفرش يديه في الهواء: بحسوني، هذا المكان الذي تجلس فيه هو في متنزه سامي عبد الرحمن، الذي شيد على مساحة(800 دونم)، على مرحلتين، وهو يقع غربي مدينة أربيل، مقابل مبنى برلمان اقليم كردستان، وهو يعتبر واحداً من المتنزهات الحضارية المهمة في المنطقة، حيث شيد بطريقة هندسية جميلة جدا، فيه تنسيق فريد للأشجار والمشاتل، إضافة الى أحواض كبيرة للمياه، وملاعب للأطفال وحوانيت. سارع بحسون الى إجلاس كاكه حمه، وسأله عن أهم المناطق السياحية في أربيل:" متنزه المنارة يقع خلف جامع الصواف، وهو احد المتنزهات الحديثة التي شيدت على اساس حضاري يغلب عليه الطابع الاثري والتاريخي وعلى تصاميم الفعاليات عليها، وهناك متنزه المنارة أيضاً، وهو واحد من المتنزهات الجميلة في أربيل، هناك منطقة اسمها (هنارة) وتقع شرقي مدينة أربيل عند مفرق بستورة، وفي كل ربيع وبداية كل صيف تزدحم المنطقة بالمواطنين، أما (دلوبه) فتبعد اثني عشر كيلو متراً عن مركز مدينة أربيل، وهي من المناطق الساحرة، وهناك قلعة (دوين) التي تقع شمال غرب جبل سرين والذي يعرف اليوم بجبل بيرمام ويعرف ايضا بمصيف صلاح الدين ومكان القلعة تحديدا هو على سلسلة جبل (دوي-كوري)، وتبعد عن مصيف صلاح الدين ما يقرب من عشرين كيلو متراً، وهناك طريق معبد يربط مصيف دوين بالغرب من سيطرة شقلاوة، ويعود تاريخها الى الحاكم الكردي (شادي) جد صلاح الدين الأيوبي، وهناك كذلك منطقة (شيرة سوار) وهي من المناطق السياحية التي تقع على طريق صلاح الدين- شقلاوة)، وتبعد نحو (42كم) عن مركز مدينة أربيل، وسميت المنطقة بهذا الاسم تيمنا باسم مقاتل شجاع ساهم في تحرير القدس، في عهد القائد صلاح الدين الأيوبي، حيث لقبه القائد بـ(شيرة سوار) أي الفارس الأسد، ويقال بانه دفن في ذات المنطقة بحسب وصية تركها، وهناك منطقة توسكة تقع على سفح جبل سفين، وتبعد 15 كم شرق مصيف صلاح الدين، يمتاز المكان باتساعه، ويشتهر بوجود شجرتي صفصاف فيه يقدر عمريهما بنحو (500) عام، اما مصيف شقلاوة الشهير فيعتبر من اهم المصايف في كردستان العراق، يبعد ما يقرب من(48كم) عن مركز مدينة أربيل، المنطقة مغطاة بالأشجار المتنوعة ما أدى الى تلطيف جوها، وتشتهر شقلاوة بع
كاكه حمه فـي معرض الكتاب!
نشر في: 11 إبريل, 2010: 08:39 م