TOP

جريدة المدى > الملحق الاقتصادي > المرصد الاقتصادي :مهنة (الدوارة).. مجموعات للباحثين عن الربح البسيط

المرصد الاقتصادي :مهنة (الدوارة).. مجموعات للباحثين عن الربح البسيط

نشر في: 12 إبريل, 2010: 04:22 م

بغداد / علي الكاتب مهنة لم يألفها العراقيون من قبل انتشرت بنحو كبير في العقد التسعيني من القرن الماضي ، والتي كانت دائما ينظر اليها بكونها مهنة طارئة مضرة بمن يمارسها وتجعله عرضة للامراض والاوبئة بسبب تعامل من يمتهنها بمواد خطيرة ومؤذية في كثير من الاحيان ،
 وبرغم تحسن الاوضاع المعيشية للمواطن العراقي الا ان هذه المهنة ..الظاهرة لا تزال مقصداً للباحثين عن الربح البسيط والسهل الممتنع في ذات الوقت.rnعائلات .. عتاكة ودوارة!يقول الدكتور سامي فرج الباحث في مركز العراق للدراسات النفسية والاجتماعية: ان كثيراً من العائلات الفقيرة يمتهن افرادها هذه المهنة، بل تجد انها مجتمعة في مراكز تجميع النفايات منهمكين في البحث بين اكوام النفايات عن المواد البلاستيكية او الفافون أو الأجهزة العاطلة وكل ما يرونه نافعا لهم في بيعه للتجار فيما بعد،فالاب والام هنا والاولاد جميعهم من ذكور واناث يعملون في ذات المهنة التي يطلق عليهم بالعتاكة او الدوارة ، وعدد آخر من العائلات يزجون أبناءهم الصغار في الطرق والازقة بحثا عن ما يجدوه في النفايات واكوام القمامة،ليأتوا في آخر اليوم لهم بحفنة من المال يعيلهم في حياتهم الصعبة وما يعانونه من شظف العيش.مناطق(الخبزة)!فيما يقول جاسم دواي احد الذين مارسوا مهنة الدوارة في السنوات الماضية ان المناطق السكنية تقسم بين مجاميع الدوارة والتي يطلقون عليها اسم (مناطق الخبزة) فلا احد بمقدوره التجرؤ والدخول في مناطق تحسب لغيره والا.. يجد ما لا يسره من الشجار والتهديد والوعيد والاقتتال احيانا بين مجاميع الدوارة بهدف السيطرة على تلك المناطق واحتكارها لفئة دون غيرها ،وغالبا ماتكون تلك المناطق مصنفة بدرجات على وفق ما تدره من ارباح مادرية اكثر على الدواره،فيما يصفون المناطق التي يقل فيها مايبحثون عنه بـ (الحدايق)،وقد يخلق التنافس بين افراد المجاميع تلك فرصة للمواطن الذي يبع لهم ما لا يحتاجه من حاجيات او اجهزة عاطلة للحصول على ثمن اكبر لحاجته التي يبيعها.rnتجارة الدوارةويضيف قائلا : اعرف شخصيا بعض الاشخاص الذين كانوا يعملون في هذه المهنة سابقا لسنوات وقام بجني اموال طائلة من بيع وشراء المواد المستهلكة والعاطلة ،ليرتقي في سلم العمل التجاري ليصبح الان تاجرا يبيع الاجهزة الكهربائية والمنزلية بالجملة في منطقة الكرادة في الوقت الحاضر،حيث ان العمل المتواصل لسنوات  في مهنة الدوارة مكنه من جمع بعض المال وتوفير رصيد لا بأس به للعمل في التجارة ومن ابوابها الواسعة،ليصبح الان مستوردا للأجهزة الكهربائية من دول الجوار.rnمهن اخرى ترتبط بالدوارة .هاشم الدراجي سائق سيارة  حمل بيك اب يقول الدوارة مصدر رزقي غير المباشر اذ يستأجرني كل يوم بعض الصبية لنقلهم من مكان الى مكان في الصباح الباكر والعودة مجددا اليهم في المساء محملين باكياس ومواد اخرى يتم رزمها ووضعها في حوض السيارة لنقلها الى المناطق التي توجد فيها المعامل الصغيرة التي يشتري اصحابها منهم تلك المواد التي جمعوها  طوال النهار،وغالبا ما يتقاسمون أجرة النقل فيما بينهم التي تكون غير مرتفعة نظرا لطبيعة المهنة التي يمتهنونها والتي تمتاز بكونها مهنة لا تدر تلك الأرباح  الكبيرة على صاحبها،الامر الذي يجعلني اضع اجرة مقبولة بالنسبة لهم ومرضية بالنسبة لي ،والمواد التي يجمعونها تصنف فيما بعد في اماكن تواجدهم او سكناهم وهم من منطقة مدينة الصدر او المعامل وحي طارق والمناطق المجاورة، ويكون التصنيف على وفق نوع المادة او الجهاز وكون الجهاز يعمل او عاطل،وفي بعض الاحيان ارى احد الصبية يفرح فرحا شديدا لحصوله على مادة جيدة بثمن زهيد او بالمجان احيانا ليبعها في سوق مريدي بسعر باهظ وهي التي تعرف بضربة حظ..rnمهنة في طريقها نحو الزوال!يقول خالد ناجي موظف متقاعد: ان منهة الدوارة او العتاكة في طريقها نحو الزوال والانقراض اذ لا يرى في هذه الايام الصبية الذين يجويون الطرقات والازقة بحثا عن مواد مستهلكة او عاطلة مرددين عبارة (عتيك ..للبيع) ،على خلاف السنوات الماضية التي كانت غالبية العائلات العراقية تعاني من الفقر والفاقة،فالمستوى المعاشي والدخل الاقتصادي لاكثر تلك العائلات قد ارتفع بنحو كبير او تحسن وفق ادنى التقديرات والصبية الذين كانوا صغارا يمتهنون مهنة الدوارة كبروا واصبحوا يعملون في الدوائر والشركات  الحكومية والخاصة والاجهزة الامنية،وارى ان دوران عجلة التنمية والاقتصاد في البلد ستنهي تماما هذه الظاهرة غير الجيدة إلى الأبد من دون رجعة  . فيما يقول رائد سعدي موظف في وزارة الاتصالات: ان بيتنا فيه سياراتان وغالبا ما كان الصبية الدوارة يطرقون بابنا عند مشاهدتهم للسيارات الموجودة في مرآب البيت بحثا عن نضائد مستهلكة او قطع غيار مستعملة لسنا بحاجة اليها،والحقيقة ان كلتا السيارتين كانتا قديمتين وبحاجة دائمة الى الصيانة مما يجعلنا  نقوم بتغيير قطع الغيار لها بين الحين والحين ،الامر الذي يجعلنا نبيع  للدوارة الكثير من المواد الفائضة من الحاجة وهم ايضا يستفيدون منها وتكون الفائدة هنا مشتركة بين الج

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

العراقيون ضحايا فكين مفترسين: غلاء العقار وإهمال الدولة

العراقيون ضحايا فكين مفترسين: غلاء العقار وإهمال الدولة

  بغداد/ نوري صباح كما تتوالد الحكايات في ألف ليلة وليلة، الواحدة من جوف الأخرى، بالنسق ذاته، تتوالد الأزمات في العراق، ولا تشذ عن ذلك أزمة العقارات والسكن التي يقاسيها العراقيون منذ سنين عديدة، فليست...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram