النائبة ميسون الدملوجي تعترض.. تتهم وتعترض.. تعترض وتحاكم..ياسيدة ميسون أنا أعرف أنّك رئيس لجنة الثقافة والإعلام، وأعتقد أنّ هذه اللجنة مهمتها الدفاع عن الصحافة والثقافة، وليس إرسال العاملين فيها الى السجن.
لماذا كلّ هذه الجيوش التي تدافع عن أصحاب الفخامات؟ ماذا حدث لنوّاب كنّا نعتقد أنهم يرفعون شعار الدفاع عن حرية الإعلام، فإذا بهم يريدون أن تتحول الصحافة إلى مجرد"حجي جرايد". منذ يوم أمس ومجلس النواب بكل طوائفه يعلن عن غضبه، نواب يهزجون"لايسلم الشرف الرفيع من الأذى"، الجميع يتحدث عن المعايير المهنيّة، لكنهم جميعاً مَن خلق حالة الاستعلاء التي يمارسها السياسي ضدّ الإعلام العراقي، من رئيس الجمهورية إلى أبسط نائب، يفتح أبوابه وخزائن ذاكرته لصحفي من جريدة عربية، لكنّه يستنكف أن يجلس أمام صحفي عراقي، إلّا بشروطه، التي هي أن يضع المكتب الإعلامي لفخامته الأسئلة ويجيب عليها، يضعون بينهم وبين الصحافة العراقية أسواراً من الحديد، لكنهم يهرولون وراء الصحف العربية، بل والبعض منهم يدفع أموالاً طائلة، لكي يظهر على صفحات إحدى هذه الصحف! يفيق المسؤول العراقي من النوم، وما أن يطالع الصحف حتى يصرخ:"مؤامرة".
إذا كانت النتيجة الاولى لصحوة لجنة الإعلام النيابية هي البحث عن أسماء المتآمرين ومحاسبتهم، فأين الأشياء الجيدة التي تريد هذه اللجنة تحقيقها للإعلاميين؟
كيف يسقط كبار الساسة في أوروبا وأمريكا ويذرفون الدموع أمام الفضائيات؟ في سلاح اسمه الإعلام، وليس في هتافات النواب وصراخهم، لذلك قال ديغول وهو يتأمل ما وصلت إليه الأمور بعد الحملة التي قادها سارتر ضده:"لم أُواجه في حياتي مدفعية بكل هذه القوة والتركيز على الهدف"لو حدثت قصة الجنرال ديغول مع المالكي لتحوّل سارتر الى أحد عملاء تركيا ويقبض عمولات من قطر، ولخرج مجلس النواب ليتهمه بتنفيذ عمليات إرهابية، لكنها حصلت مع سياسي يحترم منتقديه ويؤمن بأنّ المسؤول موظف عند الشعب، لا الشعب"خادم"في مزرعته.
الإعلام يزدهر في البلدان التي تحترم الرأي الآخر، ونحن يريد لنا البعض أن نعيش مع زمن علي عبد الله صالح الذي كان يرفع شعار"أنا اليمن واليمن أنا"، وظلّ حتى لحظة مقتله يرفض أن يترك اليمن لحاله.
فياعزيزتي رئيسة لجنة الإعلام وفّري علينا المزيد من الشعارات. ودعكِ من القضاء. بموجب أي قانون تريدين محاكمة صحفي لاحول له ولا قوّة ولاميليشيات تدافع عنه؟
آه يا سيّدة ميسون
[post-views]
نشر في: 4 ديسمبر, 2017: 05:43 م
انضم الى المحادثة
يحدث الآن
معرض العراق الدولي للكتاب: بوابة نحو التميز الثقافي والتضامن الإنساني
النفط يتصدر المشهد وتبدلات مفاجئة في ترتيب دوري نجوم العراق بعد الجولة الثامنة
العراق يُطلق منصة لتنظيم العمالة الأجنبية وتعزيز الرقابة الإلكترونية
العراق تحت قبضة الكتلة الباردة: أجواء جافة حتى الاثنين المقبل
ضبط طن مخدرات في الرصافة خلال 10 أشهر
الأكثر قراءة
الرأي
الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!
رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
جميع التعليقات 1
بغداد
استاذ علي حسين شكراً لك على هذا المقال الذي هو في الصميم ابداع رائع تام الوضوح انه فن الكتابة الراقية من قبل مثقف بثقافة عميقة تمتلك البصيرة وحرفة القلم الرشيق ما هذا الأبداع يا عراقي يا اصيل . ميسون الدملوجي ما هي الا دمية من دمى المنطقة المحرمة دولياً و