TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > آه يا سيّدة ميسون

آه يا سيّدة ميسون

نشر في: 4 ديسمبر, 2017: 05:43 م

النائبة ميسون الدملوجي تعترض.. تتهم وتعترض.. تعترض وتحاكم..ياسيدة ميسون أنا أعرف أنّك رئيس لجنة الثقافة والإعلام، وأعتقد أنّ هذه اللجنة مهمتها الدفاع عن الصحافة والثقافة، وليس إرسال العاملين فيها الى السجن.
لماذا كلّ هذه الجيوش التي تدافع عن أصحاب الفخامات؟ ماذا حدث لنوّاب كنّا نعتقد أنهم يرفعون شعار الدفاع عن حرية الإعلام، فإذا بهم يريدون أن تتحول الصحافة إلى مجرد"حجي جرايد". منذ يوم أمس ومجلس النواب بكل طوائفه يعلن عن غضبه، نواب يهزجون"لايسلم الشرف الرفيع من الأذى"، الجميع يتحدث عن المعايير المهنيّة، لكنهم جميعاً مَن خلق حالة الاستعلاء التي يمارسها السياسي ضدّ الإعلام العراقي، من رئيس الجمهورية إلى أبسط نائب، يفتح أبوابه وخزائن ذاكرته لصحفي من جريدة عربية، لكنّه يستنكف أن يجلس أمام صحفي عراقي، إلّا بشروطه، التي هي أن يضع المكتب الإعلامي لفخامته الأسئلة ويجيب عليها، يضعون بينهم وبين الصحافة العراقية أسواراً من الحديد، لكنهم يهرولون وراء الصحف العربية، بل والبعض منهم يدفع أموالاً طائلة، لكي يظهر على صفحات إحدى هذه الصحف! يفيق المسؤول العراقي من النوم، وما أن يطالع الصحف حتى يصرخ:"مؤامرة".
إذا كانت النتيجة الاولى لصحوة لجنة الإعلام النيابية هي البحث عن أسماء المتآمرين ومحاسبتهم، فأين الأشياء الجيدة التي تريد هذه اللجنة تحقيقها للإعلاميين؟
كيف يسقط كبار الساسة في أوروبا وأمريكا ويذرفون الدموع أمام الفضائيات؟ في سلاح اسمه الإعلام، وليس في هتافات النواب وصراخهم، لذلك قال ديغول وهو يتأمل ما وصلت إليه الأمور بعد الحملة التي قادها سارتر ضده:"لم أُواجه في حياتي مدفعية بكل هذه القوة والتركيز على الهدف"لو حدثت قصة الجنرال ديغول مع المالكي لتحوّل سارتر الى أحد عملاء تركيا ويقبض عمولات من قطر، ولخرج مجلس النواب ليتهمه بتنفيذ عمليات إرهابية، لكنها حصلت مع سياسي يحترم منتقديه ويؤمن بأنّ المسؤول موظف عند الشعب، لا الشعب"خادم"في مزرعته.
الإعلام يزدهر في البلدان التي تحترم الرأي الآخر، ونحن يريد لنا البعض أن نعيش مع زمن علي عبد الله صالح الذي كان يرفع شعار"أنا اليمن واليمن أنا"، وظلّ حتى لحظة مقتله يرفض أن يترك اليمن لحاله.
فياعزيزتي رئيسة لجنة الإعلام وفّري علينا المزيد من الشعارات. ودعكِ من القضاء. بموجب أي قانون تريدين محاكمة صحفي لاحول له ولا قوّة ولاميليشيات تدافع عنه؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. بغداد

    استاذ علي حسين شكراً لك على هذا المقال الذي هو في الصميم ابداع رائع تام الوضوح انه فن الكتابة الراقية من قبل مثقف بثقافة عميقة تمتلك البصيرة وحرفة القلم الرشيق ما هذا الأبداع يا عراقي يا اصيل . ميسون الدملوجي ما هي الا دمية من دمى المنطقة المحرمة دولياً و

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram