طه كمر بين فترة وأخرى تتفاقم مشكلة معينة وتأخذ بنظر الاعتبار من قبل المعنيين بها والمسؤولين عليها الى ان يتم البت فيها وتحل بطريقة الحوار او غير ذلك ، لكن ما لفت انتباهنا خلال العامين الاخيرين هو مشكلة واحدة ما زالت حلولها عقيمة ونطمح لأن تحل بطريقة ترضي جميع الأطراف والأهم من ذلك هو مصلحة الوطن اذا كنا ندعي الوطنية ،
وبالتأكيد المشكلة لا تحتاج ان نصوغ لها مقدمات بعد ان اصبحت الشغل الشاغل للقاصي والداني الا وهي مشكلة اتحاد الكرة العراقي .اليوم لا أريد الوقوف ضد أو مع أي من الأطراف بقدر ما أردت من خلال مقالي هذا أن أشير الى حالة أنا اعتبرها ويعتبرها معي بعض النقاد والمحللين انها أهم من موضوعة الاتحاد لأن قضية الاتحاد لابد من ان يأتي يوم ما وتحل بالشكل الذي يصب بمصلحة العراق وسوف يجعل الكرة العراقية تزدهر وتحقق ماكنا نصبو اليه بالتأكيد ليس هذا هو موضوعي ، بل ان ما أجبرني على كتابة هذه السطور هو ذلك الوضع المأساوي لملاعبنا البائسة بكل شيء فأنا أتعجب عندما يطل علينا رئيس ناد معين ويسترسل بالكلام ويصطف مع جهة معينة على حساب جهة أخرى خصوصا في قضية الاتحاد العراقي لكرة القدم لكنه لا يملك ملعباً لمزاولة اللعبة عليه وان وجد ذلك الملعب فانه بأسوأ حالاته وما شاهدناه من خلال متابعتنا وتغطيتنا منافسات دوري زين العراق لم نجد ملعباً مؤهلاً ان يحتضن مباراة للدوري الممتاز ، بل يمكن ان يصلح لمباراة الفرق الشعبية .لا أريد ان أشير الى الاندية وأحدد بعض الاندية التي لا تمتلك ملاعب ملائمة لاحتضان المباريات الا اني استطيع القول ان جميع ملاعبنا لا تصلح لإجراء مباراة عليها ولا يمكن بأي حال من الأحوال ان نقارن مع ما نراه من خلال متابعتنا عبر شاشات الفضائيات للملاعب العربية التي فاقت حتى الملاعب الاوروبية فنحن في مكاننا نراوح لا نملك سوى ملعب الشعب الذي أكل عليه الدهر وشرب ونحن الان ننتظر ان يرفع عنه الستار للمرة الثالثة او الرابعة بعد أن شملته حملات اعمار كثيرة من قبل لم تغير من وضعه شيئاً سوى اطنان من الاصباغ غلفت بها جدرانه ومدرجاته.وما لفت انتباهي بصورة مدهشة هو ذلك الملعب الذي أقيمت عليه مباراة أربيل والشرقاط وعلى ما يبدو انه ملعب الشرقاط الذي لا يصلح ان يكون ملعباً شعبياً بل هناك ملاعب شعبية افضل منه بكثير فكيف للاتحاد العراقي ان يوافق على اقامة هذه المباراة؟! والادهى من ذلك ان هذه المباراة قد عرضت بالكامل عبر قناة الرياضية العراقية الناقل الرسمي لمباريات الدوري العراقي فماذا سيعلق المشاهد العربي عندما يشاهد ملعباً من دون مدرجات والجمهور يحيط بساحة اللعب وما يفصله عن اللاعبين سوى جدار سلكي فإنها حقيقة صورة تدعو الى وقفة حقيقية ولا نريد ان نغوص في تفاصيل هذه القضية فهناك اندية لا تملك ملاعب اذن كيف لها ان تلعب في الدوري الممتاز ونحن مقبلون على نظام دوري المحترفين؟ فإذا كنا لا نملك ملاعب نظامية كيف لنا ان نواجه فرقا من صنف اندية السد والغرافة والزمالك والاهلي والافريقي والترجي والهلال والشباب والعين وغيرها من الاندية العربية وأين سنواجهها ومتى نكون مستعدين لمواجهتها.الادهى من ذلك حتى الاندية التي تمتلك ملاعب اذا اردنا ان نعتبرها ملائمة مثل اندية الزوراء والجوية والشرطة فلم تكن محصنة بحيث الجمهور متى ما يريد ان يصل الى ارض الملعب يصلها بسهولة ودون اي عائق وما حدث في مباراة الزوراء واربيل في الدور السادس عشر نزل جمهور الزوراء الى ارض الملعب عندما سجل لاعبوه هدفي الفوز واختلط علينا وعلى الحكام. كان الله في عونهم الأمر فلم نعرف اللاعب من الجمهور الى ان حاول رجال حماية الملاعب باخراج الجمهور من ارض الملعب حتى عاود اللاعبون الاستمرار بالمباراة . وأخيراً أريد ان أوجه انتباه و عناية المسؤولين للملاعب العراقية فجميع القضايا يسهل حلها سوى قضية الملاعب التي لا تحلها الا قدرة قادر . Taha_gumer@yahoo.com
بصمة الحقيقة: ملاعب بائسة
نشر في: 12 إبريل, 2010: 04:48 م