ترجمة: نجاح الجبيلي rnعثرت أحدى خريجات كامبرج على مذكرات غير منشورة من القرن التاسع عشر تصب جام غضبها على بايرون وشيللي كونهما " مسخي الكذب والدناءة والقسوة والغدر" كتبتها امرأة قريبة لهما إذ أنها تناقض الأوصاف التاريخية وتحطم مكانتهما الأخلاقية.
وقد كتبتها حين كانت كبيرة السن وتكشف لأول مرة اتهامها للشاعرين كونهما محطمين لحياة الآخرين ومنها حياتها في بحثهما عن "الحب الحر" و "عاطفة الشرّ". وقد رحب المؤرخون بهذا الاكتشاف الرائع. كانت (ديزي هي) تبحث لتأليف كتابها الأول في مكتبة نيويورك العامة حين عثرت على مخطوطة – هي عبارة عن قطعة من مذكرات كتبتها "كلير كليرمونت"(1798-1879) ،وهي الأخت غير الشقيقة لماري شيللي، التي حملت من بايرون وتخلى عنها في مراهقتها وأشاع معاصروها بأنها كان لديها طفل من شيللي أيضاًَ. وقد جاهد المؤرخون بصورة متكررة لفهم العلاقة الغريبة بين كليرمونت وعائلة شيللي- ذهبت معهم حين فروا وعاشت معهم طوال فترة زواجهم. وكانت هناك أيضاً ورطة العلاقة مع بايرون الذي تخلى فعلياً عن ابنتهما الشرعية "أليغرا" وأرسلها إلى دير إذ توفيت في الخامسة من عمرها. حين كانت كليرمونت في الثامنة عشرة من عمرها تعلق بها بايرون بسبب ظرفها وذكائها وعينيها السوداوين وقذفت نفسها معه عام 1816. كان بايرون حينذاك مشهوراً ومتزوجاً. وسرعان ما ملّ كليرمونت وطلب منها التوقف عن الكتابة إليه ورفض ذهابها إلى "أليغرا" متسائلاً إن كانت "الطفلة" تعود له.وكانت كليرمونت في السبعين وتعمل مربية حين كتبت مذكراتها مطلقة قسوتها من خلال اللغة التي كانت بليغة لكنها مليئة بالعنف وفيها فقرات مشطوبة غاضبة و تنقيحات تغطي المخطوطة ذات الثلاث صفحات.كتبت:" تحت تأثير مذهبهما في الحب الحر رأيت شاعري انكلترا البارزين.. أصبحا مسخين".وكانت تأمل بمذكراتها أن تعرض " أي عاطفة شريرة كان الحب الحر يؤكدها وأي رقة يذيبها؛ وكيف أساء استعمال العواطف التي يجب أن تكون سلوى الحياة وبلسمها، وحوّلها إلى عذاب مدمّر". وتضيف:" إن عبدة الحب الحرّ لا يؤذون الآخرين فحسب بل يؤذون أنفسهم أيضاً "محولين حياتهم إلى جحيم كلي".وشعرت بأن "الدين والأخلاق الأصيلة" تتطلب أن تصف سوء سلوك "الشاعرين العظيمين". ومنذ ذلك الحين تحولت كليرمونت إلى الكاثوليكية وقد أثار عالمها السابق الباحث عن المتعة الكاتب المسرحي هوارد برنتون لكتابة مسرحية عام 1984 بعنوان "شعر دموي".وبالنسبة إلى بايرون كان "نمراً يخفف من عطشه بتسليط الألم على النساء اللاتي لا حول لهن".وكان المؤرخون يعرفون بهذه المذكرات لكنهم لم يروها أبداً وافترضوا أنها فقدت وأشعلت أخبار الاكتشاف شرارة الإثارة والجدل.واندهش البروفسور كلفن أيفرست المختص بشيللي من الاكتشاف لأنه غيّر بشكل درامي صورة كليرمونت كونها "مدافعة وفية عن شيللي" حتى نهاية حياتها. وقال:" المذكرات مفاجأة حقيقية جديرة بالاهتمام بالتأكيد ولا أعرف شيئاً آخر غيرها. إنها هجوم قاس وفريد على سلوك شيللي. ومع ذلك فيها شيء من الغنى لأنها رمت بنفسها في أحضان بايرون".ووصف كاتب اليوميات البارز مايكل هولرويد المذكرات كونها "صرخة الألم الرائعة المليئة بالأسى والانتقام إضافة إلى أنها في منتهى البلاغة " وتهزك بقوة". وقال أنه على الرغم من أن بايرون تصرف بشكل سيئ بشأن طفلتهما إلا أن كليرمونت كانت هي التي طاردته :" ومع ذلك لم تعتقد بأنها كانت مسؤولة. كانت امرأة كبيرة السن تهاجم مثالية ورومانس امرأة شابة وكل ذلك قابل للفهم... إنه بالغ السهولة الإطلال على الألم الذي تتحراه".وتقول الدكتورة (هي):" لا يوجد مكان آخر تتهم فيه كلير بصراحة شيللي بالقسوة أو تكشف بصورة دقيقة الجانب المظلم في الحياة الرومانسية. لا شيء يشبهه. يتوقع المرء من كلير أن تكتب عن بايرون بهذه الطريقة لكن هجومها على شيللي غير متوقع". وعثرت "هي" على المذكرات في مكتبة نيويورك العامة التي تحتوي على مجموعة "بفورزايمر" وهي من أهم الأرشيفات المتعلقة بشيللي في العالم.وكانت منهمكة في إعادة عمل كليرمونت لرسائل أمها لوضع مقالة أكثر تملقاً لدورها في فرار شيللي وماري.وقد عدها الدارسون ذات أهمية ثانوية وحذرت "هي" أن تكون "حذرة" من الاعتماد على المادة. لكنها سرعان ما اكتشفت المذكرات وبرهنت على صحتها من خلال الدراسات المقارنة لخط الكتابة والورق وعلامات نسيجه.وسوف تلحق القطعة في كتاب "هي" "رومانتيكيات شابة" حول عائلة شيللي وبايرون وبقية ناس متعلقين بهم الذي سينشر في دار نشر بلومزبري في 13 آيار القادم.
مذكـرات مـكــتــشـفــة حديثاً..بايرون وشيللي عبدان للحب الحر والمسوخ
نشر في: 12 إبريل, 2010: 04:55 م