TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ويسألونك عن الجعفري

ويسألونك عن الجعفري

نشر في: 2 ديسمبر, 2017: 05:51 م

منذ مدة لم نعثر على نكتة في أيّ مكان من أروقة الحكومة أو البرلمان، ولذا فقد ضحكت طويلاً وأنا أقرأ بيان كتلة الحل لصاحبها جمال الكربولي الذي تتهم فيه وزير الخارجية إبراهيم الجعفري بالتآمر ضدها، وأنّ الكتلة لاتستبعد استجواب الجعفري في البرلمان. ولقد شعرت، صراحةً، بالتعاطف مع آل الكربولي الذين تقدموا بعدد من المرشحين لقائمة السفراء الجديدة، إلّا أنّ الجعفري أصرّ على أن يضع قائمة جديدة.
أعرف أنّ الخسارة كبيرة بالنسبة لكتلة الحل، لكني أعرف أيضا مثلما يعرف جميع العراقيين أنّ السادة في حزب الكربولي قالوا لنا قبل عام إنّ إبراهيم الجعفري من أفضل وزراء الخارجية في تاريخ العراق ولايجوز للبرلمان استجوابه!
أمّا البسطاء من أمثالي، الذين لا معرفة لهم بعلوم”السفسطائيّات”يعرفون جيداً أنّ العراقيين كانوا يأملون أن يكون التغيير بعد 2003، بوّابتهم إلى مستقبل أفضل، حتى أطلّ السياسيون برؤوسهم، فانفصمت عرى البلاد وتفرّق الناس شيعاً وأشياعاً بفضل حكمة وحنكة العديد من الساسة الذين لم يتوقفوا عن تقديم كلّ ما يمتّ إلى الخراب والجهل.
ولأننا في زمن العجائب والغرائب فإن قائمة الجعفري”الذهبية”لسفراء العراق خلت من اسم امرأة، وكأنّ مناصب هذه البلاد حكر على أصحاب”الشوارب”. البشارة في قائمة السفراء الجدد حسب بيان لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية أنّ بعض السفراء يحملون شهادات في البيطرة والزراعة.
وبالعودة للسيد الجعفري فقد أطلّ علينا قبل أيام يطلب من العالم أن يقيم لنا”مشروع مارشال”لإعادة الإعمار؟.
و قبل أن أُصفّق للسيد الجعفري على خطوته هذه ليسمح لي أن أطرح عليه سؤالاً بريئاً : هل نحن بلد على باب الله، نقف على أبواب العالم، ونقول”لله يامحسنين”؟!
والسؤال الأهم : كيف يفلس بلد ينام على بحيرات من الذهب الأسود؟، كيف يطلب بلد مثل العراق، أن يفتح السيد ترمب جيبه وينفق عليه، وهو الذي حصل من الأموال خلال عشر سنوات، أكثر مما أنفقته أميركا على مشروع مارشال عام 1948 بمئات المليارات؟
فكتبُ التاريخ التي تمتلئ بها مكتبة إبراهيم الجعفري، تخبرنا أن مشروع مارشال كلّف الخزينة الأميركية آنذاك 13 مليار دولار، وهي بأسعار اليوم تعادل أكثر من مئة مليار دولار، فيما أصدقاء الجعفري ورفاقه في الجهاد لفلفوا أضعاف هذا المبلغ.
على أيّ حال، أنا معجب بنباهة السيد الجعفري،، فأجمل ما فيه أنه منهمك في إعادة تصحيح المصطلحات اللغويّة لأمة العرب.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. بغداد

    استاذ علي حسين اويلي يابة ما ممكن ان لا اتابع ما تكتبه من انتقادات لحكومة الكوميديا السوداء وأقف ولا اعلق وبالخصوص عندما تشرشح الفيلسوف جعفريموس على وزن بطليموس صاحب نظريات المارد والقمقم ومعجون الطماطة وكلنا ملائكيون وحكومة الملائكية ونهر دجلة والفرات ين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram