أكدت السلطات الإماراتية أن الفريق أحمد شفيق، رئيس وزراء مصر السابق، قد غادر البلاد متجها إلى القاهرة بينما بقت أسرته.ويأتي ذلك بعد ساعات من تأكيد دينا عدلي حسين، محامية شفيق أن الإمارات قامت بترحيل موكلها إلى مصر صباح السبت بعدما ألقت القبض عليه في وقت سابق.وقالت المحامية لبي بي سي "إنها تلقت معلومات بأن السلطات الإماراتية، قامت بترحيله إلى مصر بطائرة خاصة، بعد إلقاء القبض عليه من منزله".وأضافت إنها تلقت هذه المعلومات من ابنة شفيق، التي ذكرت لها ذلك عبر الهاتف، موضحة أن موكلها غير مطلوب على ذمة قضايا في مصر.وكان شفيق قد قال في بيان مصور، الأربعاء 29 تشرين الثاني، إنه ممنوع من السفر لأسباب "لا يفهمها ولا يتفهمها"، معتبرا هذا تدخلا إماراتيا في شؤون مصر.
وقال شفيق إنه ينوي السفر إلى فرنسا والولايات المتحدة، بعدما قالت السلطات الإماراتية إنه يمكنه مغادرة البلاد عندما يشاء.
وأضاف شفيق: "وإني إذ أدعو الأخوة القادة والمسؤولين بالتوجيه برفع أي عوائق أمام حرية حركتي أو سفري، فإنني أتعهد لأبناء وطني بألا أتراجع إطلاقا عن واجبي متقبلا في سبيل ذلك أي متاعب أو مصاعب".
ولم يتأخر الرد الإماراتي وقتها، وأكدت أنه ليس ممنوعا من السفر ويمكنه مغادرة البلاد.وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، في تغريدة على تويتر :" تأسف دولة الإمارات أن يرد الفريق أحمد شفيق الجميل بالنكران، فقد لجأ الى الإمارات هارباً من مصر إثر إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية عام 2012، وقدمنا له كل التسهيلات وواجبات الضيافة الكريمة، رغم تحفظنا الشديد على بعض مواقفه".وجاء حديث أحمد شفيق عن منعه من مغادرة الإمارات، بعد ساعات من إعلانه الترشح للانتخابات الرئاسية المصرية القادمة عام 2018. إذ تعهد شفيق في بيان إعلان ترشحه بـ "مصر قوية منتجة مسالمة صديقة للجميع، لن تكون عبئا على المجتمع العالمي، بل شريكا قويا وأمينا، يضيف للمجتمع، ولا ينتقص منه"، على حد تعبيره.
يعد شفيق أحد المسؤولين المقربين من الرئيس المصري السابق حسني مبارك، ويأتي مثله من داخل المؤسسة العسكرية التي خدم فيه في سلك الطيران حتى وصل الى رتبة فريق قبل أن يتولى حقيبة وزارة الطيران في الحكومة المصرية عام 2002.وكان قد تولى رئاسة أركان القوات الجوية عام 1991، ثم عين قائدا للقوات الجوية في نيسان 1996، وقد بقي في منصبه حتى عام 2002 حيث عين وزيرا للطيران المدني في الحكومة المصرية.ولد شفيق في القاهرة في تشرين الثاني 1941. وتخرج من الكلية الجوية عام 1961 وعمل طياراً حربياً في القوات الجوية المصرية، وشارك في العديد من الحروب التي خاضتها مصر عبر عمله في المؤسسة العسكرية المصرية .وواصل تلقيه العلوم العسكرية ليحصل على زمالة كلية الحرب العليا من أكاديمية ناصر العسكرية العليا وزمالة كلية الحرب العليا للأسلحة المشتركة بباريس والدكتوراة في العلوم العسكرية.
كما عمل ملحقاً عسكرياً في السفارة المصرية بالعاصمة الإيطالية روما من عام 1984 إلى عام 1986.وفي غمرة التظاهرات التي عمت كل المدن المصرية المطالبة باسقاط النظام المصري والتي انطلقت في 25 كانون الثاني 2011، كلفه الرئيس المصري السابق بتشكيل الحكومة الجديدة بعد استقالة حكومة أحمد نظيف بسبب تلك التظاهرات.وخسر شفيق الانتخابات الرئاسية عام 2012 أمام محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين. وكانت هذه أول انتخابات رئاسية تشهدها مصر في أعقاب انتفاضة 2011 التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك.
اسم وقضية: أحمد شفيق.. غادر أم اعتقل؟
نشر في: 3 ديسمبر, 2017: 12:01 ص