بغداد / شاكر المياح تصوير / سعد الله الخالدي تزخر شوارع مدننا وأسواقنا بالمحال التجارية التي تعلوها اللوحات الملونة والضوئية الكبيرة وهي تحمل أسماء البعض منها لا يدل على وظيفة المحل المسمى او طبيعة ونوعية البضائع التي يتاجر بها أصحابها، وهذا ينسحب أيضاً على الصيدليات والورش الحرفية، ذات مرة تساءلت مع نفسي  لما قرأت يافطة احدى الصيدليات التي كتب عليها بالخط العريض (صيدلية المرمر):
 ما علاقة المرمر بالأدوية؟، ناهيك عن أسماء لا تخطر على بال احد، وأسماء لرموز دينية خطت على لوحات الكثير من المحال  وكأن تلك الأسماء مخصصة كعلامات تجارية لا علاقة لها برمزية الاسم المحاط بالقداسة.(المدى) تجولت بين بعض تلك المحال وحاورت أصحابها فكان اللقاء الاول مع صاحب محل (طرابلس) للموبايلات برهان علي فرج الذي قال: الاسم لا يعدو كونه تعريفاً بالمحل ليس أكثر، والمحل غير مخصص للموبايلات فقط، بل للصيرفة أيضاً  والاسم كان موجودا قبل ان استأجره فأبقيت عليه و اخترته للصيرفة بعد ان استحصلت  موافقات من الجهات الرسمية وبالأخص أمانة بغداد التي تستوفي رسوما سنوية. في مكان آخر كان هناك محل (صحارى) لبيع لوازم الخياطة الذي قال عنه صاحبه (أبو حيدر): استأجرت هذا المحل في أواخر سبعينيات القرن الماضي وهو يحمل الاسم ذاته فأبقيت عليه ولم اشأ ان اغيره لانه (مرزوق).صحارى يمكن ان يطلق على شركة للسفر والسياحة والنقل اليس كذلك؟ ضحك وقال: اوافقك الرأي غير أنني عددته من باب الفال الحسن سيما أنه كان مخصصا للخياطة الرجالية ومهنيا فان هذه اللوازم قريبة جدا من الخياطة، وأنا لا أميل الى تسمية المحال باسماء الرموز الدينية لان العلامات التجارية يجب ان تستنبط من العناوين التجارية الصرفة.على مقربة منه محل الريم للمستلزمات الطبية الذي رفض صاحبه محاورتنا فأين الريم من الطب ولوازمه؟.وكذلك محل بيروت لأعمال الديكور.rnأسماء الرموز الدينية للتبرك وزيادة الرزق في شارع السعدون التقينا صاحب محل (الرحمن) للمستلزمات الطبية (أبو علي) الذي قال: الاسم يدل على اعتزازنا بالرب الرحمن الرحيم ليس ألا ولزيادة الرزق، وعملنا في بيع الأجهزة الطبية قريب من هذا المعنى لأنه ينطوي على الرحمة في مساعدة المرضى وليس هناك اي تشويه لاسم الرحمن، لكن هناك مهن  تمارس بشكل يومي تتعارض مع  هذه الرموز ومع  هذا تضع أسماؤها عناوين لها من دون ان تعي مدى المساس الذي تلحقه بمكانتها وبرمزيتها، ويسترسل: هناك أسماء لأشخاص مثل (رحمن ورزاق ورحيم وعزيز) هي بعضا من أسماء الله الحسنى  وافتتحت هذا المحل بإجازة من وزارة الصحة وهو يحمل الاسم ذاته أما أمانة بغداد فتستوفي  منا رسوما على لوحة التعريف باعتبارها تمثل أعلانا ضوئيا وبحسب مساحة اللوحة، وكذلك جباية أجور التنظيف، ويستدرك: قبل عدة ايام جاءني احد الأشخاص وعرض علي كتابا مستنسخا ادعى انه صادر من أمانة بغداد يشير الى اني مدين لها بأجور التنظيف لمدة ست سنوات، ويوم أمس حضر احدهم وهو بملابس العمل وسلمني كتاباً آخر ينذرني فيه بغلق المحل أن لم أراجع الأمانة خلال 24 ساعة ولما سألته عن الجهة التي أرسلته أجابني بان مسؤول الدائرة بقي في السيارة وكلفني بتسليمك هذا الإنذار، ويتساءل: الذي اعرفه بان الجميع يخضعون لسلطة القانون، فأين هذا السلوك الوظيفي من القانون؟، ان رسم المهنة ورسم الإعلان يتم عبر إجراءات قانونية معروفة لدى التجار والحرفيين وأصحاب المحال التجارية ويقاس بالمتر المربع غير أن جميع أصحاب المحال التجارية والشركات  يعملون خارج الضوابط والقوانين المرعية ومن دون تدخل وزارة التجارة، ففي  احد الأيام دهمت المحل ثلة من أفراد الشرطة أرسلتهم وزارة العمل والشؤون الاجتماعية وسألوني عن الشهادة التي تصدرها وزارتهم، فبينت لهم أن المحل ليس ورشة حرفية واعمل فيه لوحدي ومجاز من وزارة الصحة فما علاقة العمل والشؤون الاجتماعية باللوازم الطبية؟ وبشكل عام استخدام أسماء الرموز الدينية لا يقصد به الإساءة إليها بل على العكس تماما للتبرك بها والتفاؤل بذكرها.على مسافة ليست بالبعيدة أبصرت محل عطاء الشمس للأجهزة الطبية رفض صاحبه التحدث إلينا بحجة ان اختيار أسماء المحلات هو من شأن صاحبه. rnعنوان المحل هويته وعلى الجانب الآخر من الشارع ربضت صيدلية المسلة التي قال عنها صاحبها الصيدلي (عامر): ببساطة، القضية لا تخضع لقانون معين، كل ما في الأمر أنني بحثت في الانترنيت فأعجبت بالاسم ووضعته على واجهة الصيدلية. لم يكن ليرغب ان يستمر بالحديث كونه كان منشغلا بزبائنه. في محل عوينات (آدم) اخبرنا احد عماله بان هذا الاسم كان من اختيار صاحبه الذي أسسه في ثمانينيات القرن الماضي وظل محتفظا باسمه حتى هذه اللحظة وهو هويته الحالية ولا يمكن استبداله لان الزبائن اعتادوا عليه وصارت له سمعة تجارية وليست هناك أية جهة رسمية مسؤولة عن تسميات المحال التجارية.rnللبيئة الاجتماعية انعكاسهافي سوق الالكترونيات التقينا بصاحب محل (الدعاء) عامر داود، الذي تحدث قائلا: الخلل ليس بالتسميات سواءً كانت تتضمن أسماء المقدسات وأهل البيت او الكتاب الكريم والأنبياء، وإنما هو في المجتمع الذي بات متخلفا عبر أكثر من أربعة عقود انصرمت ومن مظ