اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > حـــوارات "الكيـــــا"... محاولة من المواطن للخروج من ساحة الاحباط

حـــوارات "الكيـــــا"... محاولة من المواطن للخروج من ساحة الاحباط

نشر في: 12 إبريل, 2010: 05:00 م

وائل نعمةطريق طويل ومزدحم واينما ادرت برأسك ترى وجوها تجلس بقربك تتطلع اليك والى الشارع وتحمل في داخلها هموما كثير ماتلبث حتى تنطلق حينما تشتعل اول شرارة كلام فيشتعل  الجميع  بالحديث  كالنار في الهشيم، وتتدحرج  الكلمات متقلبة بين الكراسي الضيقة حتى  تصل الى الجالس في اقصاها، منبر للسياسية والاقتصاد، منبر للتحليلات والاراء الجريئة ربما تضاهي برامج سياسية وحوارية في الفضائيات، فينطلق الكلام مسترسلا على لسان ركاب (الكيا) المحشورين مع بعضهم البعض ولن يتوقف الا حينما يصطدمون بجدار كونكريتي من اللاحل!
نقاشات مع كل انطلاقة!يقول (جاسم دورة)  كما يطلق عليه زملاء المهنة، سائق (كيا) على خط منطقة الدورة « ما ان ادير محرك سيارتي حتى يبدأ الركاب بالحديث وفتح باب النقاش وطرح وجهات النظر في بعض المواضيع والشؤون الحياتية المنوعة، واليوم قد اصبحت سيارة الكيا من أكثر الأماكن المتاحة للمواطن للتعبير عن آرائه خصوصا  السياسية،وتداول وجهات النظر بين الراكبين، نظرا للجو الديمقراطي والحرية الكبيرة التي اصبحت من النعم الجديدة في العراق «.وغالبا ما تستغرق فترة النقاشات بين الركاب الفترة الزمنية للوصول إلى الأماكن التي يبتغونها، وهو جزء من ممارسة استهلاك وقت الفراغ والتغلب على الازدحامات، الذي يعيشه الراكب  أثناء تواجده في واسطة نقل.ويضيف جاسم «ان الركاب في سيارتي  اعتادوا على النقاشات والسجال اليومي الذي يدور في كل انطلاقة جديدة، و ان  طبيعة النقاشات التي يتداولها الركاب غالبا ما تكون متعلقة بالشؤون ذات الارتباط المباشر بالحياة اليومية، مثل الخدمات أو الأمن أو الاقتصاد أو السياسة بالإضافة إلى القضايا الاجتماعية «.rnكلام من دون رقابة!في حين قال علي ساجد سائق (بريجو) « ومن خلال ما اسمعه واشاهده  من كلام وتصرفات الركاب معي في كل يوم  ادركت ان الكثير من الناس لاهم لهم سوى الكلام واثارة المشاكل ولم أجد يوماً آراء متفقة حول أي موضوع مهما كان! بل ان الراكبين (في الكيا) الذين لا يتجاوز عدد الاصابع كل واحد منهم له اتجاه سياسي وطريقة مختلفة في التعامل مع المشاكل.  فيما يعتقد كاظم زاهد سائق (كيا) إن النقاشات التي تتداول بين الركاب تأخذ طابعا عفويا في احيان كثيرة. مع الاخذ بنظر الاعتبار ان معظم الركاب لا يعرف احدهم الآخر وإنما يكون التعارف اما عن طريق الاشارات المبطنة لبعض القضايا الساخنة التي يرمي بها احد الركاب الى اخر جالس بقربه حينها يترجمها المتلقي ويرسل كلمات اخرى دائما ماتأخذ طريقة الكوميديا السوداء (اذا صح التعبير)، ويضحك الجميع ومن ثم تبدأ الحوارات التي احيانا تصل حدتها  الى درجات مرتفعة. ويضيف كاظم قائلا «  يعتمد الركاب في طرح وجهات نظرهم أو تعليقاتهم الساخرة او الجادة  بشكل صريح ومباشر بعيدا عن الدبلوماسية او الحذر من خروج كلمات قد تحسب ضدهم كما يفكر السياسيون دائما في ذلك، فهم يختلفون عن السياسيين بأنهم لايخافون في الحق لومة لائم فكلامهم قد لايرضي الكثيرين وقد يزعج البعض الاخر من الركاب، فهم يرصدون مايشاهدونه في الطريق  من الحالات السلبية، خصوصا غلاء الأسعار و الازدحامات المرورية، و أداء الحكومة والأوضاع السياسية والانتخابات ونتائجها «.rnقصص وحكم! فيما يجد طلال محمد سائق (كيا) العامل على خط باب الشرقي – البياع وهو خط طويل نسبيا، بأن الركاب يغتنمون فرصة تواجدهم مع بعض الغرباء كفسحة للتعبير عن الاراء التي قد لاتجد متنفسا غير هنا في سيارة (الكيا)، حيث تدور الأحاديث في التمثل بالامثال والحكم القديمة والاعتبار بالتجارب السابقة وبالروايات وبالسوابق التاريخية، وغالبا مايقود دفة هذا الحديث الرجال الكبار في العمر، إلا إنها قد تتحول في بعض الأحيان إلى سجالات ونقاشات حادة ومشادات في احيان اخرى، خصوصا ان تضاربت الآراء بين المتناقشين، فيتحول مشوار الكيا الى جلسة خطابية حماسية يتعاقب على إلقائها الركاب «.وقد يلجأ طلال في اخر المطاف الى رفع صوت المسجل او الراديو او الطلب منهم الكف عن الحديث لكبح جماح المتبارين، وإنهاء الجدل القائم، خصوصا إنني دائما أفضل عدم الولوج في النقاشات الدائرة تحسبا من الوقوع في المشاكل».rnإدارة الحوارفيما يقول قصي فاضل (موظف في وزارة الصحة) «أنني لا أملك (سيارة)، ولا أملك (ميزانية) تؤهلني لركوب (التاكسي) بشكل يومي ووظيفتي طريقها طويل وبعيد، فأصبحت ضيفاً على أهل (الكيات)،  في البداية لم اكن معتادا على نظام هذه السيارة، أما الآن فأني اشاهد واسمع كل ما يدور من جديد الاخبار والمستجدات من خلال هذه السيارة الصغيرة!! لا بل حتى (المناقشات) التي تجري في (الفضائيات) أكون مستمعا إليها في الكيا!! فاستمع إلى الكثير من الفلاسفة والمفكرين!! ويضيف قصي قائلا « ويبدو أن السواق معتادون على هذه الاسطوانة المشروخة! فما أن يبدأ النقاش، حتى يتدخل باسلوب بارد وهو ينظر إلى الركاب عبر مرآته قائلا  (أهوه.. هم بدت رحمة الله) وعندما يحتدم النقاش يعاود الكلام ببرود تام (يمعودين تره الدنيا ما تسوه)!! ثم ما يلبث ان يسكت ليترك لهم (حرية الكلام)!rnحدث الساعة!إلى ذلك يلفت السائق باقر حاجم إلى هيمنة الأحداث  الس

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

نادٍ كويتي يتعرض لاحتيال كروي في مصر

العثور على 3 جثث لإرهابيين بموقع الضربة الجوية في جبال حمرين

اعتقال أب عنّف ابنته حتى الموت في بغداد

زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب تشيلي

حارس إسبانيا يغيب لنهاية 2024

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram