مع تغير الفصول يعود شارع المتنبي لسابق ألقه، حيث زحام المارة، وتسارع خطاهم بين المكتبات ومساطب الكتب التي باتت تفترش الأرض وتُغطي الجدران، النشاطات تتزايد مع تزايد الحاضرين، ومع جمال الطقس، فبين المارّة، سنجد العديد من الفعاليات منها الأعمال الخيرية، وفعاليات خاصة بالاحتفاء بمولد رسول الأمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، اضافة إلى فعاليات الرسامين الجوالين التي يمكن لنا أن نجدها في باحة المركز الثقافي البغدادي، والأعمال اليدوية التي تقدمها بعض السيدات المحترفات بصناعة هذه الأعمال والاكسسوارات..

المرأة في الحراك السياسي
من أهم الندوات التي شهدها شارع المتنبي صباح يوم أمس الجمعة كانت جلسة خاصة عن "العنف السياسي ضد المرأة" على قاعة جواد سليم، عقد الجلسة الملتقى الثقافي في المتنبي وبإدارة الروائي صادق الجمل، الذي أشار إلى أهمية دور المرأة سياسياً إلا أن منحها فرصة سياسية بات أمراً ضئيلاً جداً بسبب سطوة الذكور في هذا الجانب...
ألقت المحاضرة د. أزهار الشيخلي قائلة "أن المرأة لا تنتخب المرأة في حال ترشيح أي سيدة لدخول البرلمان وحصولها على عدد من المقاعد." مؤكدةً أن "أغلب الأسماء السياسية النسوية التي نجدها تحوز مقعداً في البرلمان العراقي هي بالاساس حائزة على الكوتة."
وهنا جاءت مداخلة القاصة والكاتبة رغد السهيل قائلةً " شيء بديهي أن لا نصوّت لنساء البرلمان العراقي، فهنّ لا يُمكن أن يمثلن المرأة العراقية لا بالتصرف ولا بأسلوب التفكير، كيف لنا أن نصوّت لهذا النوع من النساء ولا نعرف من هن اللواتي يمثلن في البرلمان!."

العراق والصحافة العالمية
الجلسة الثانية التي شهدتها قاعة مصطفى جواد دارت حول موضوعة "العراق في سخرية الاعلام والصحافة العالمية" وهي ندوة أقامتها رابطة مقفي ديالى، حضرها اسماء مهمة مثل الكابتن كريم صدام لاعب كرة القدم الدولي السابق قائلاً " أن الصورة التي تُنقل عن العراق عبر الاعلام الخارجي العالمي، باتت تتسبب بتراجعنا آلاف السنوات." مؤكداً أننا " من أوائل المذنبين في نقل تلك الصورة عنّا إلى الخارج."
بدورها ذكرت د. رحاب العبودي " إن قلة الثقافة التي يتمتع بها الشباب والجيل الحالي هي إحدى مسببات التصاق تُهمة عدم اللياقة لمن يمثل هذا البلد في الظهور الاعلامي، فغياب الثقافة العامة سبب كبير وراء ذلك نحن نرى هذا ينطبق حتى على سياسيينا حين يبعثون لبلدٍ ما كممثلين." مؤكدةً "أن على كل فرد أن يهتم بالقرأة لتكوين صورة ثقافية فكرية ضمن سلوكياته الشخصية من شأنها أن تمنحه هذا التطور الفكري والانساني الذي يجعله مؤهلاً للظهور أمام الناس عالمياً وعربياً ومحلياً.

جمعية الثقافة هي الحل
وخلال جلسة حاضر فيها رئيس جمعية الثقافة للجميع الاستاذ عبد جاسم الساعدي حول " جمعية الثقافة هي الحل / الثقافة النقدية في العراق وأهميتها" على قاعة نازك الملائكة.
قدم هذه الجلسة الروائي حسن البحار أشار خلالها أن" لجمعية الثقافة الدور الأكبر في استيعاب نتاجات العديد من المثقفين وخاصة ما يهدف إلى المجال النقدي، لهذا يُمكن لها أن تُعدّ الخيمة التي يلجأ تحت ظلالها المثقفين والرواد."
كما ذكر المحاضر عبد جاسم الساعدي "أن الجمعية دأبت ومنذ إنطلاقها على دعم الثقافة بشتى الصور، وكافة المجالات، وخاصةً الجانب النقدي لما لهذا الجانب من دور كبير ومميز في تطوير الثقافات، وتسليط الضوء على المنجز الثقافي، ومنحه النصح فيما لو لم يكُن بالمستوى المطلوب، في وقت نحن نلمس فيه حالة من النُدرة بالاهتمام في مجالات النقد الثقافية."

دُكّان رؤيا
ضمن الفعاليات التي شهدها شارع المتنبي صباح يوم أمس الجمعة مبادرة مؤسسة رؤيا وهو ما يُعرف بـ "دُكان رؤيا" حيث تحدث الفنان السينمائي مازن منذر والممثل عن مؤسسة رؤيا أن الفكرة التي يتضمنها هذا المشروع هو عبارة عن " شاشة لعرض افلام الفديو آرت، إضافة إلى افلام خاصة بأعمال الجمعية ومشاركاتها في مهرجانات عالمية من ضمنها مهرجان فينيسيا الدولي لعام 2017، الهدف من وراء هذه الفكرة هي جذب الملتقي وتعريفه باساليب الاعمال الفنية التي يتم اختيارها من قبل لجان عالمية في مهرجانات دولية، ونُعطي فكرة للمتلقي ليتابع أعمال مهرجانات كبيرة مثل هذه من خلال العرض الذي نقدمه."
استبدل كتابك
كما شهدت القُشلة مشروعا ثقافيا جديدا من نوعه، ويتمثل بمعرض متنقل يضم الكثير من الكتب وبمجالات ثقافية وفنية مختلفة، يتم في هذا المعرض استبدال كتاب الزائر بكتاب آخر، لم يقرأه مُسبقاً ، الهدف من هذا المشروع هو توسيع قاعدة القُرّاء ومنحهم العديد من الخيارات في مجال الكتب وقراءتها.