التقيت بها في أروقة محكمة البياع وقالت ( س ) في نبرة مكسورة.. أعاني وأطفالي مرارة القهر والظلم والجبروت من صاحب البيت.. باع ضميره لشيطان الجشع والطمع. فقد استأجر زوجي منذ سنوات منزلاً يضم طابقاً واحداً في منطقة البياع بموجب عقد إيجار، واعتاد سداد الإيجار للمؤجر بكل التزام وانتظام شهرياً من راتب زوجي كعامل بسيط الحال يعمل بالأجر اليومي في منطقة المعارض، ورزقنا بثلاثة أطفال ترعرعوا وكبروا بين جدران المنزل، وفجأة اختطف الموت شريك عمري الجفن الذي كان يحميني من ظلم العباد وشرورهم.
انطلقت للسعي وراء لقمة العيش الحلال ببيع الفاكهة والخضراوات بسوق البياع لإشباع أفواهنا المفتوحة ومن حولي فلذات كبدي. فوجئنا بصاحب البيت وقد قام في غفلة منا باستصدار حكم قضائي بطردنا من المسكن، هرولت للبحث عن مكان احتفاظ زوجي بعقد الإيجار طوال تلك السنوات، ولكن دون جدوى، لم أعثر عليه لتقديمه الى المحكمة، لأقف مكتوفة اليدين أمام جبروت المؤجر المخادع الظالم الذي أسرع بتنفيذ الحكم وسط صرخات أطفالي وطردنا في الشوارع لنفترش الأرصفة ونلتحف السماء. عاونني أهل الخير من الأقارب في رفع دعوى استرداد للمسكن حصن الأمن والأمان لحياتنا، وتطوع بعض الجيران من أصحاب الضمائر اليقظة والقلوب الرحيمة للإدلاء بشهادتهم أمام المحكمة بإقامتنا على مدى سنوات وسنوات بين جدران المنزل.
قيل وقال:رماها في الشارع مع أطفالها !
نشر في: 1 ديسمبر, 2017: 09:01 م