تصدَّر نشرات الأنباء خبران مهمّان من يوميات العراق " الكوميدية ". الأول، صادر عن مكتب السيد نوري المالكي ينبّه الشعب الجاحد أنّ " فخامته " كان أول من خاض معركة الحرب ضد الفساد، لكن وآه من لكن، القوى الساسية العميلة مارست نفوذها " الأمبريالي ومنعت محاسبة الفاسدين، بدليل أنها سهّلت هروب فلاح السوداني وتسترت على عمولات علي الدباغ، ولفلفت أكثر من 30 مليار دولار على مشاريع وهمية لتصدير الكهرباء إلى جزر القمر! الخبر الثاني جاء من أتحاد القوى الذي يضم أحزاباً تخاف الله، فقد بشّرنا القائمون على هذا الاتحاد أنهم بصدد إعادة الوقف السني من هيمنة عبد اللطيف الهميم، وبهذه المناسبة شاهدت الجماهير صالح المطلك وأسامة النجيفي وهما يستعدان للاحتفال بالمولد النبوي الشريف، فقد قرر اتحاد القوى مشكورا توزيع يافطات في مخيمات اللاجئين مكتوب عليها بالبنط العريض " محمد قدوتنا "، واسمحوا لي باسم أربعة ملايين مهجّر أن أتقدم بالشكر والامتنان إلى عموم أعضاء هذا الاتحاد " المؤمن، وطبعاً على رأسهم الإخوان المسلمون الأعزاء.
خلت نشرة الأخبار السارّة من أحداث النهروان، ولم يجب أحد من مسؤولينا الأكارم على سؤال كيف عادت عصابات داعش تستهدف المدنيين العزّل. ولأنني مثل ملايين العراقيين أعرف أن مجلس النواب سيضع ملفّ النهروان في أحد الأدراج، وأعرف جيداً أن كل أعضاء اللجنة التي تحقق في جريمة النهروان، سيخلدون بعدها إلى النوم العميق، بعد أن يوهموا العراقيين بأن الحكومة اقتصّت من المجرمين.لا شيء سيتغير، كل شيء سيتلاشى، إلّا مأساة أهالي الضحايا ستزداد هولاً وفجيعة.
واسمحوا لي أن أعود الى اتحاد القوى الذي يريد أن يحوّل مناسبة الاحتفاء بمولد النبي محمد " ص " الى مادة تجارية في سوق السياسة، وهكذا سيبدأ الاشاوس استغلال حب الناس لرسول الله من أجل الوصول مرة ثانية الى كراسي البرلمان، ولو كان السادة الجالسون تحت خيمة اتحاد القوى يستذكرون فقط السيرة الوضاءة للرسول الكريم والقيم التي أراد إرساءها، لأدركوا جيدا ان محمداً " ص " كان صاحب أول دولة تنتصر لقيم الإنسان والحرية والعدالة الاجتماعية والدفاع عن المظلومين، ولأدركوا جيدا أن الرسول لعب دوره الجليل بأعظم ما يلعب الانسان دوره في التاريخ، بأن سعى لتحقيق العدل الاجتماعي وإنصاف الفقراء والمعدمين.
على أي حال الحمد لله ربما سنجد لافتة " محمد قدوتنا " ترفرف على مطار النجف، ولايهم ان هناك اكثر من 200 مليون دولار سرقت من واردات المطار..
في ذكرى رسول الحريّة
[post-views]
نشر في: 28 نوفمبر, 2017: 05:59 م
انضم الى المحادثة
يحدث الآن
معرض العراق الدولي للكتاب: بوابة نحو التميز الثقافي والتضامن الإنساني
النفط يتصدر المشهد وتبدلات مفاجئة في ترتيب دوري نجوم العراق بعد الجولة الثامنة
العراق يُطلق منصة لتنظيم العمالة الأجنبية وتعزيز الرقابة الإلكترونية
العراق تحت قبضة الكتلة الباردة: أجواء جافة حتى الاثنين المقبل
ضبط طن مخدرات في الرصافة خلال 10 أشهر
الأكثر قراءة
الرأي
الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!
رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
جميع التعليقات 1
ابراهيم
هؤلاء حتى الشيطان يرفض ان يكون قدوتهم فكيف برسول العدل والحريّة المشكلة ليست فيهم، بل فينا نحن اتباعهم المخلصون والثولان ممن تتبعهم بدافع الإيمان والتشيع والتسنن والحفاظ على بيضة الاسلام التي طكوها هؤلاء المافيويون بالدهن آه يابلد