فكّرتُ أن أكتب لحضراتكم عن كتاب بعنوان"دليل الاستبداد والمستبدّين"وفيه يخبرنا المؤلف أنه يحاول تتبُّع العناوين الرئيسة للسلطة، وكيف أنها تغلِّف نفسها كلّ يوم بالخدع والاحتيالات والمغالطات والمخاتلات.
وفي الكتاب يؤكد المؤلف أنّ الإعلام هو كلّ ما لدى المستبدّ المهووس بالكرسيّ، فهو يتصوّر أنه ينادي للشعب عبر الشاشات.. ولأنّ الحديث عن الإعلام، فقد تذكرت إنني عثرتُ بالمصادفة وأنا أُقلِّب في أرشيفي، على لقاء أجرته مجلة روز اليوسف مع المذيع المصري الشهير أحمد سعيد الذي كان يتولّى قبل نكسة 1967 مسؤوليّة أشهر محطّة إذاعيّة "صوت العرب". في الحوار الذي أُجري قبل حرب حزيران كان الصحفي يسأل المذيع عن توقعاته، لو أنّ الحرب قامت بين إسرائيل والعرب، فتكون إجابة أحمد سعيد قاطعة : سنرميهم في البحر وسنمحو من الخارطة شيئاً اسمه إسرائيل.ولا اريد أن اخبركم بما حصل بعدها، فقد استيقظ المواطن العربي واسرائيل تحتل القدس وسيناء والجولان.
تذكّرت حكاية أحمد سعيد وأنا أتطلّع إلى وجه خطيب حزب الدعوة عامر الكفيشي معبّساً يحذِّر العراقيين من تحوّل المجتمع العراقي إلى المدنية، ومثلما خدع أحمد سعيد العرب قبل خمسين عاماً، يريد الشيخ عامر الكفيشي أن يخدع العراقيين، فنراه يمتشق سيفه من على قناة"آفاق"ليخبرنا أنّ الـ"600"ملياردولار التي نهبت خلال السنوات الماضية دخلت في جيوب دعاة الدولة المدنيّة، وأنّ الليبراليين أخطر على العراق من الدواعش.والغريب أنه كلما ظهر الكفيشي أتذكّر بطلاً من أبطال"التقوى والنزاهة"وأعني به"الحاج"صلاح عبد الرزاق الذي حذّرنا قبل عام من"ألاعيب"المدنيين، فلماذا إذن أيها الشعب الجاحد تتظاهر وتطالب بمحاسبة المفسدين وأنت لاتريد أن تدرك أنّ حزب الدعوة حوّل العراق خلال عشر سنوات إلى سنغافورة جديدة، وأنّ الكفار في الصين يقومون بزيارات سرّية إلى مقرّ حزب الدعوة ليطلبوا من قادته مشورتهم، ونعرف، أنّ التحوّل الصيني كان بسبب استشارة قدّمها علي الأديب إلى الرئيس الصيني شي جين بينغ، الذي قرّر أن يتخلّى عن فكر ماو ويتمسّك بتعاليم عامر الكفيشي!
الخلاصة ايها المواطن الحيران تتطلّب منك أن تدرك أنْ لا بديل عن الدولة المدنيّة، لأنّ دولة الكفيشي يتمّ تجريبها في الصين،فهي فشلت في العراق بسبب جحودك، لأنك تريد دولة مؤسسات بديلاً لدولة "الحجاج".
دليل المواطن الحيران بين الكفيشي وعبد الرزاق
[post-views]
نشر في: 26 نوفمبر, 2017: 04:17 م
انضم الى المحادثة
يحدث الآن
معرض العراق الدولي للكتاب: بوابة نحو التميز الثقافي والتضامن الإنساني
النفط يتصدر المشهد وتبدلات مفاجئة في ترتيب دوري نجوم العراق بعد الجولة الثامنة
العراق يُطلق منصة لتنظيم العمالة الأجنبية وتعزيز الرقابة الإلكترونية
العراق تحت قبضة الكتلة الباردة: أجواء جافة حتى الاثنين المقبل
ضبط طن مخدرات في الرصافة خلال 10 أشهر
الأكثر قراءة
الرأي
الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!
رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
جميع التعليقات 1
بغداد
استاذ علي حسين العجيب في الأمر ان حكومة الحرامية ومجلس الدواب يشكون امام المواطن العراقي المحتار بأمرهم ان الميزانية خاوية عن بكرة أباها وأنهم يقترضون من جميع دول العالم في اعتقادي مابقيت دولة الا وأقترضوا منها يمكن حتى من الصومال وإثيوبيا ولكن العجيب الغ