TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > راهب حزب الدعوة

راهب حزب الدعوة

نشر في: 22 نوفمبر, 2017: 04:17 م

ولمّا كانت السنة السابعة بعد العام 2010 من مسيرة"المجاهد"صلاح عبد الرزاق"في تولّي المناصب التي وفّرها له حزب الدعوة، وبينما الرجل يصرّ على التقاط صورة ملوّنة له وهو يحمل المسدس عند بوّابة حزب الدعوة، اكتشف الحزب أنّ محافظ بغداد السابق قد"لطش"أموال البلاد والعباد، وأنه سلّط أقاربه للفلفة مشاريع المحافظة، وبصرف النظر عن أنّ صلاح عبد الرزاق كان قبل أشهر في نظر حزب الدعوة مثالاً للرمز الوطني، وأنه الراهب الذي أدى واجبه بكل نزاهة وإخلاص، وأنه مثال للمسؤول الذي يحرص على تأدية واجبه الوطني بصورة جيدة.
بالأمس استيقظ أعضاء الأمانة العامة لحزب الدعوة وتناولوا كمية من حبوب النزاهة، ليخبرونا أنّ صلاح عبد الرزاق خان الأمانة، وعليه فهو مفصول من الحزب إلى يوم الدين.
في هذه الزاوية كتبتُ في آب من عام 2011 مقالاً بعنوان ويسألونك عن صلاح عبد الرزاق، نشرتُ فيه بعض الوثائق عن الفساد المستشري في محافظة بغداد، ليخرج صلاح عبد الرزاق بعد أيام ببيان اتهم فيه العبد الفقير لله بنشر الرذيلة، وبأنّ منطقي هو منطق"مرفوض وليس وطنيّاً"واضاف حماه الله من شر أمثالي بأنّ صاحب العمود الثامن"متربٍّ على الرذيلة"، وحين كتبتُ بعدها عن معاناة أهالي العطيفية من جارهم محافظ بغداد صلاح عبد الرزاق الذي تحولت المنطقة بفضله إلى ساحة حرب لا يمكن تخطّيها إلّا بموافقته، ردّ علي مجلس المحافظة بدعوى قضائية وبيان يتهمني بالمساس بالرموز الوطنية!
إنّ صمت حزب الدعوة خلال السنوات الماضية أمام طوفان الفساد والمحسوبية والانتهازية وسرقة المال العام يبدو مثيراً للهواجس، وكان حريّاً بالحزب أن يسارع إلى القضاء مطالباً بفتح تحقيق فوري في هذه"الكبائر""التي حدثت،لكننا لم نسمع أنّ الحزب غضب مما جرى أو اعترض، أو هدد برمي أعضائه الفاسدين في السجن، ولم نسمع أنّ أعضاءه داهمتهم حالة حزن وغضب مما يجري حولهم، لكنّ الحقيقة تقول إنّ حزب الدعوة بتستّره على الفاسدين"الكبار"جزء من المشكلة التي نعيشها اليوم.
سيقول البعض ولماذا تتّهم حزب الدعوة فقط، أليس الجميع شركاء، نعم هم جميعا شركاء في خداع هذا الشعب وسرقة ثرواته وتفشّي الخراب
يا أعزّائي في حزب الدعوة، صار الكلام عن النزاهة مضحكاً، مثل دعوتكم لـ"استنساخ"الرموز.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram