أكثر ممثلي السينما في العراق في بداياتها جاءوا إليها من المسرح، بل أكثر المشتغلين بها من غير التمثيل كذلك. بسبب حداثة هذا الفن وعدم وجود عناصر متأهلة للعمل فيه، وحتى البعثات الدراسية لم تكن دراسة السينما من ضمنها، في الوقت الذي كان للمسرح نشاط ملحوظ خاصة الانشطة الثقافية لطلبة الكليات والمعاهد وأيضاً توفر بعض المنح الدراسية لدراسة فن المسرح.
وعندما بدأ النشاط السينمائي بإنتاج بعض الأفلام منتصف الاربعينيات، استقطب أعداداً لابأس بها من الطلبة الذين درسوا المسرح في الخارج أو كانوا يعملون في النشاط المسرحي للعمل في المجال السينمائي وخاصة التمثيل، ولأن دراسة المسرح وتقنياته كانت قريبة من فن السينما وبشكل خاص فنون الأداء،فقد كانت فرصة لأن يبرز ويتألق الكثير من المسرحيين في هذا المجال.
بل البعض منهم انخرط في مجالات فنية وكتابية أخرى، ونشير هنا أن مجلة السينما التي اسسها الفنان الراحل كاميران حسني وهي المجلة الرائدة في السينما استقطبت عددا من هؤلاء والذين بدأوا في الاشتغال بالنقد السينمائي وكانوا أول من مارس النقد في الصحافة العراقية مثل سامي عبد الحميد ويوسف العاني وغيرهم.
واسماء كثيرة تؤكد ما ذهبنا إليه، ابتداء من الفنان الرائد حقي الشبلي ثم الفنانين الرواد الفنان سامي عبد الحميد ويوسف العاني وجعفر السعدي وخليل الرفاعي، وأسعد عبد الرزاق وبدري حسون فريد وآخرين، ثم مع الجيل الثاني من المسرحيين وهو الجيل الذي مازال يقدم إبداعه في هذا المجال إنْ في المسرح أو السينما.
والفنان الذي رحل عن عالمنا هذا الاسبوع بدري حسون فريد كان من الرعيل الاول من المسرحيين الذي عملوا في السينما، ففضلا عن عمله في المسرح الذي سحره وهو في عمر مبكر حيث شارك في مدينته كربلاء اثناء دراسته الابتدائية والثانوية في معظم النشاطات المسرحية في ثلاثينيات القرن المنصرم.وبدأ بشكل محترف منتصف الاربعينيات قبل أن يسافر الى اميركا لدراسة المسرح.. و قدّم عدداً من الاعمال المسرحية المهمة .. وعمل استاذا في المسرح لسنوات طويلة. وبدأت رحلته في السينما مع فيلم ( ارحموني - 1958 ) للمخرج الراحل حيدر العمر وأدى فيه دور إبراهيم الشاب اللعوب المستهتر الذي يسلب بطلة الفيلم شرفها ,, في عام 1962 ظهر في فيلم كامل العزاوي ( نبوخذ نصر ) بدور أحد القادة ثم منحه المخرج الكبير صلاح أبو سيف دور المثنى بن حارثة الشيباني في فيلم ( القادسية - 1981 ) وأداه بشكل مميز ,, وفي عام 1985 ظهر في أفضل ادواره على الشاشة الفضية في فيلم المخرج السوري محمد منير فنري ( العاشق ) حيث أدى دور الضابط البريطاني الحاكم بشكل مميز استحق اشادة الجمهور والنقاد
في عام 1988 منحه المخرج الكبير فيصل الياسري دورمسيو بومارشيه رجل الآثار الفرنسي في الفيلم العراقي المصري المشترك ( بابل حبيبتي ) مع هند كامل ويحيى الفخراني وأحمد عبد العزيز..
المحطة السينمائية الأخيرة كانت عام 1988 أيضا مع المخرج الكبير محمد شكري جميل وفيلم ( عرس عراقي ) عن سيرة عروس مندلي الشهيرة إبان الحرب العراقية - الإيرانية,,
بدري حسون فريد في السينما
[post-views]
نشر في: 22 نوفمبر, 2017: 09:01 م
يحدث الآن
الأكثر قراءة
الرأي
مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض
د. فالح الحمــراني يتمحور فكر الكسندر دوغين الفيلسوف السوفيتي/ الروسي وعالم سياسي وعالم اجتماع والشخصية الاجتماعية، حول إنشاء قوة أوراسية عظمى من خلال اتحاد روسيا والجمهوريات السوفيتية السابقة في اتحاد أوراسي جديد ليكون محط جذب لدائرة واسعة من...