TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > يحدث في زمن الإسلام السياسي.. يسرقون حاويات النِّفايات..!

يحدث في زمن الإسلام السياسي.. يسرقون حاويات النِّفايات..!

نشر في: 21 نوفمبر, 2017: 05:53 م

adnan.h@almadapaper.net

 

شرّ البلية ما يُضحك.. وما أكثر البلايا في بلاد اسمها العراق..! وما أشدّ البلايا التي تُبكي وتُضحك في الآن عينه في هذي البلاد التي اسمها العراق..!
النجف وكربلاء من أقدس مدن البلاد. المنطق يقول إنّ مَنْ تُعهِّد إليهم إدارة المدينتين ومحافظتيهما يتعيّن أن يُختاروا بعناية، لضمان أن يكونوا ممّنْ عرفوا بالنزاهة والرصانة والموقع الاجتماعي الباعث على الاحترام، احتراماً وتبجيلاً لثلاثة من الأئمة الأكثر قدسية عند الشيعة، هم الإمام علي بن أبي طالب والإمام الحسين بن علي والإمام العباس بن علي. مختلف أنظمة الحكم التي مرّت بها البلاد، على سوئها، راعت هذا الأمر عند تعيين المسؤولين الحكوميين والبلديين الكبار في المدينتين.. حتى نظام صدام التزم بهذا في معظم سنواته.
الآن تأتينا من النجف وكربلاء الأخبار عن بلايا تُبكي وتُضحك... من الوزن الثقيل، فالقبب السامقة لمراقد الأئمة الثلاثة لم تكفِ لردع الفاسدين والمفسدين وإثارة الخوف، أو أقلّه الحياء، في نفوسهم للحدّ من فسادهم.
بعد مسلسل طويل ومثير استمرّ منذ بداية العام، انتهت منذ يومين قصة مطار النجف، بإطاحة إدارة المطار(المحاصصاتيّة على صورة مجلس المحافظة المحاصصاتي) وإلحاق سلطته بسلطة الطيران المدني مؤقتاً ريثما تجد الدولة صورة حال لهذه المؤسسة التي لم يحل الإمام علي، بكلّ قدسيّته وجلال قدره، دون أن يخترقها الفساد مثل صاروخ عابر للقارات. الآن ننتظر لنرى ما إذا كانت الحكومة الاتحادية ستضع للمسلسل النهاية السعيدة المنتظرة بتقديم الفاسدين والمفسدين إلى العدالة، أم أن تبويس اللحى الحزبي والعشائري والمذهبي سيترك مفعوله الفعّال المُجرَّب، لتُسجَّل قضايا الفساد ضدّ مجهول أو مجهولين، فيما يبقى الفاسدون والمفسدون على فسادهم الذي يتحدّون به الإمام علي وقبّة مرقده، فضلاً عن الدولة والمجتمع.
في الوقت عينه تتفجّر وقائع قصة بليّة مضحكة مبكية أخرى في مكان أقرب إلى قبّتي الإمامين الحسين والعباس من مطار النجف إلى قبة مرقد الإمام علي. ففي كربلاء سرق”مجهولون”بغمضة عين (!) نحو ثلاثة آلاف حاوية نفايات كانت بلدية العاصمة الإيرانية طهران قد أهدتها إلى بلدية كربلاء لضمان ألّا يتّسخ الزوّار الإيرانيون قاصدو كربلاء، بعدما عجزت سلطات كربلاء عن إبقاء المدينة نظيفة وصديقة للبيئة، خصوصاً في مناسبات الزيارات التي تتحول فيها المدينة إلى مكبّ كبير للنفايات ولا تستطيع بلدية المحافظة الغنيّة حلّ هذه المشكلة!.. (فتّشوا دائما عن الفاسدين والمفسدين)!
المهمُّ أنَّ حاويات النفايات اختفت عن الأنظار بلمح البصر. المشكلة أنّ السرّاق اختطفوا الحاويات من دون نفاياتها.. لو كانوا سرقوها بنفاياتها لكان المصاب أقلَّ وطأة..!!!!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 3

  1. صالح نعيم الربيعي

    الصحفي العزيز الاستاذ عدنان حسين صدقني اذا بقيت الكتل السياسية هذه على راس السلطة الا يسرقونك من بيتك .

  2. بغداد

    استاذ عدنان حسين أكيد اكو مشكلة في الدي ان اي الجينات الوراثية مال هل الشعب مع احترامي للأوادم وأكن أليس هذا من المعيب جداً من ان دولة تهدي لهم حاويات نفايات لمدينتهم المقدسة كربلاء ثم يأتون ويسرقون ثلاثة الآلاف حاوية بليلة سودة مصخمة مو عيب مو خزي چان اس

  3. الشمري فاروق

    (بغداد) لا عزيزي أنته متوهم...هذني مو تنكات زباله...هذني حاويات جديده ونظاف مخصصه لوضع الازبال فيها...فالجماعه بدلا من توزيعها علل الاسواق وبيوت المواطنين الجماعه ..لغفوهن... او بعد مده اتشوفهن ينباعن بالاسواق

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram