TOP

جريدة المدى > تقارير عالمية > الوجه الآخر للكاتبة سوزان سونتاغ

الوجه الآخر للكاتبة سوزان سونتاغ

نشر في: 22 نوفمبر, 2017: 12:01 ص

رغم كل القلق والاضطراب الذي عاشته الكاتبة سوزان سونتاغ (1933- 2004) لكن كتاباتها تنوعت في مجالات نقدية عدة شملت الفوتوغرافيا والأدب والسينما والمسرح والفنون التشكيلية،وقد صدر مؤخرا كتاب يقدم لنا الوجه الآخر لسوزان سونتاغ يضم مجموعة قصصية نشرت للمرة الاولى قبل أربعة عقود أعادت دار FSG الأميركية إصدارها وقد تناولته جوزفين ليفنغستون المحررة الأدبية في مجلة نيو ريبوبليك في هذا المقال

صدرت آخر مجموعة من القصص القصيرة للكاتبة سوزان سونتاغ في عام 1977، تحت عنوان (أنا ،الى آخره) وقد صدر مؤخرا كتاب يجمع القصص الثماني التي احتوتها ، إلى جانب ثلاث أخرى: " وتمتازمؤلفات سونتاغ الأدبية بانها أصغر حجما من مؤلفاتها النقدية ، والتي كان لها دورا ثقافياً من الصعب تجاهله. وفي الوقت نفسه،فان شخصيتها كادت تغطي على أعمالها : وكانت توصف بالنرجسية، و حب المشاكسة ،. هذه المجموعة القصصية الجديدة قد لا تقدم أي شيء جديد تماماً عنها ، ولكنها تسمح لنا بفحص جانب من شخصية سونتاغ التي غالبا ما تحجبها هاتان الدعامتان من إرثها.
وعلى الرغم من أن سونتاغ كانت لا تلتزم بنمط معين من التفكير لفترة طويلة (وكما وصفتها مجلة النيويوركر في نعيها المنشوربمناسبة رحيل الكاتبة أنها " صاحبة آراء جريئة، وكانت تحرص على تغييرها كلما تغير العالم من حولها ")، وقد كانت من المساهمين البارزين في صياغة الفكر والثقافة الاميركية في القرن العشرين بقدر ما فعل فوكو أو ماكلوهان. فكتبها الشهيرة مثل ملاحظات حول معسكر (1964)، ضد التأويل (1966)، وحول الفوتوغراف (1977) كانت مساهمات كبيرة وسخية في الفكر النقدي. و كتبت سونتاغ عن السياسة والمرض ووسائل الإعلام، و فعلت كل ذلك بشكل صحيح.
أذكر هذه الفقرة في كتابها حول الفوتوغراف التي تتناول فيها السبب الذي يدعو السياح من الدول الصناعية الكبرى (ألمانيا واليابان وأميركا) بالتقاط الصور أثناء العطلة: "استخدام الكاميرا يهدئ من القلق الذي يحس به اولئك الاشخاص المضطرون للعمل عندما يكونون في إجازة فيتوقفون عن العمل ويفترض أنهم يمارسون اللهو و لديهم شيء يفعلونه يكون مثل محاكاة ودية للعمل: وهو التقاط الصور. "يمثل هذا تلخيصاً رائعاً لأفضل ما كتبته سونتاغ: فهي تكتب بأصالة أشياء طريفة و غير متوقعة. إنها لا تصدر أحكاما ، ولكنها تقيس درجة حرارتنا كما لو أنها طبيب الأطفال ونحن المرضى .
ليست كل الروايات القصيرة التي كتبتها سونتاغ هي أعمال مميزة ، ولكن كل شيء فيها أنيق. فروايتها "مشروع رحلة إلى الصين" هو قائمة من الحكم المتعلقة بالصين، حيث لا يمكن أن تميز أبدا، أن كان الراوي ينطلق من الخيال أم يتحدث عن مكان حقيقي. الرواية هي محاولة بحث في الرغبة الاستشراقية التي تفصل مكوناتها، ولكن لا شيء أكثر من ذلك
وهنا، تدعو سونتاغ القارئ لفهم الرغبة كمجموعة غير مكتملة من الشظايا التي لا تتلاقى، حتى على مستوى الجملة. "أنا مهتمة بالحكمة. ومهتمة بالجدران.والصين تشتهر بكلاهما ". إنها تعرض لرغبة في ذكر التفاصيل، ولكنها رغبة غير متحققة . وهذا يجعل من القصة في ظاهرها مثيرة للاهتمام ولكن جوهرها تعيس ومخيب للآمال. بل هو سلة من الأفكار السيئة وضعت بشكل جميل.
. يمثل هذا الكتاب مزيجا من الرمزية والخيال من جهة والسيرة الذاتية من حهة اخرى ويتناول قضايا لم تستطع سونتاغ معالجتها من خلال المقالات ،. فهي تمسك هنا بأجزاء من الحياة على الطاير، تقوم بتصوير أحزانها ومخاوفها بشكل درامي ، وتجعل شخصيات العمل تأخذها الى حيث تريد. والنتيجة هي مجموعة من القصص المتألقة والرائعة ، المليئة بالسحر. أعمال سونتاغ تتطلب عادة وقتاً ليتمكن المرء من استيعابها . وهذه الأعمال الصعبة من الفن الأدبي –التي تصبح أكثر أهمية بمرور السنوات - تنتظر جيلاً جديداً من القراء. وهذا الكتاب يمثل سجلاً لا يقدر بثمن للنتاج الإبداعي لواحدة من أعظم المفكرين في القرن العشرين
 عن: نيو ريبوبليك

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

برنامج دولي لتحقيق أمن غذائي دائم للمتضررين فـي العراق

برنامج دولي لتحقيق أمن غذائي دائم للمتضررين فـي العراق

 ترجمة / المدى في الوقت الذي ما تزال فيه أوضاع واحتياجات النازحين والمهجرين في العراق مقلقة وغير ثابتة عقب حالات العودة التي بدأت في العام 2018، فإن خطة برنامج الأغذية العالمي (FAO )...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram