أن تبدي رأياً وأنت تفقَه معلوماته الأولية وتطوّراتها والإضافات والتعديلات الحاصلة فيها لغاية توقيت طرح رأيك بصدقية إعلامية لكي تعد مصدراً لمن تهمّه فحوى القضية، فذلك يصب في خدمة الشخص أو الجهة المنتَقدة لعلّهما يستفيدان منه ويصحّحان ما أمضياه في عملهما وما خططا من أهداف للمستقبل القريب كي يتجنّبا الخطأ والفشل سيان، أما أنك تتهكمّ وتتلاطم كلماتك بمحرِّك حقود ولئيم ظنّاً أن زاويتك النقدية ستهزّ ثقة من قصَدت بمفردات لا قيمة لها وضعيفة الحجّة وتفضح أميتك في الموضوع، فمثل هذا الرأي يرتدّ على صاحبه ويزعزع قناعة الناس في كل ما تكتبه من دون استثناء!
مطلع الأسبوع الحالي، تفاعلت قضية كابتن المنتخب الوطني لكرة القدم السابق يونس محمود بمنشور خاص في صفحته الشخصية الفيسبوك، استغرب فيه من موقف وزير الشباب والرياضة عبدالحسين عبطان من عدم منحه الاستثناء الخاص بشرط الشهادة قبيل ولوجه المعترك الانتخابي، ثم ردّ عليه الوزير أنه لا يمتلك الصلاحية حالياً في هذا الأمر مع لفته النظر الى أن الاستثناءات المناطة صدرت بموافقة سلفه عام 2013، وفي كل الأحوال فكأني بالوزير يستشعر الألم الكبير الذي يعانيه يونس بعدما قرر التوقف عن الجري وراء الكرة والتوجه للبحث عن مصالح الرياضيين في نادي الطلبة أو الاتحاد أو أي موقع يوظف امكاناته فيه نتيجة معايشته ظروف الرياضة والكرة تحديداً لأكثر من 15 عاماً وإبدائه الرغبة الملحّة للعمل في الإدارة ومواصلة خدمة البلد عبر تسنّمه منصباً قيادياً في منظومة إدارية تقيّم يونس وحجوم الانجازات المحققة واللافت في مقدمتها كأس آسيا 2007.
البعض شمّروا سواعدهم لمواجهة السفاح والتندّر بطلبه، مركّزينَ على الجانب السلبي بتفسيرهم طلب الاستثناء أنه يمثل قفزاً فوق القانون واللوائح وحالة سلبية مرفوضة كونها تفتح الباب أمام أعداد كبيرة، بينما الحقيقة أن هناك تعديلاً متفقاً عليه من جميع الاطراف بما فيهم معارضو تشريع القانون المنجز للأندية الرياضية الذي ضَمَنَ حق يونس بالترشح استثناءً من شرط الشهادة الى أيّ منصب قيادي ضمن ناديه، كونه مشمولاً في فقرة الأبطال، حيث حقق المركز الأول ببطولة آسيا عام 2007، ثم رابع أولمبياد أثينا عام 2004، وتم تحديد الفقرة بشروط ليست مطلقة لانتقاء أفضل الأبطال ربما مرشح من بين عشرة مطلوب استثنائهم في نادٍ واحد ممن لديهم القدرة على العمل في التخصص المرشحين له.
بكل تأكيد أننا مع زيادة عدد المرشحين اصحاب الشهادات لتدخل الأندية في مرحلة جديدة تبرمج خططها وفق أساليب علمية تشجع على استقطاب المواهب الرياضية وتضع ستراتيجيات دقيقة للسنين الأربع المقبلة، وفي الوقت نفسه لا يمكن لأيّ مسؤول رياضي أن يفرّط بشخصيات رياضية لديها تأريخ كبير يعتز به كل عراقي، ومنهم يونس محمود ويدفعه للانزواء في بيته أو توظيف طموحاته مع أحد الأندية الخليجية لاسيما أن إحدى إداراتها ترغب بإلحاح أن يمضي السفاح عقداً معها بصفة مدير إداري الفريق، كما لا يمكن أن يحرِق يونس عمره في قمة نضوجه الكروي محللاً في القنوات التلفازية العربية مع أن وجوده يُعد مكسباً للعراق والعرب وإضافة مهمة للتداول في أخطاء ومواقف المباريات بحكم مسيرته الطويلة في ملاعب آسيا والعالم وتجربته الاحترافية الاستثنائية في قطر.
وجاء تأكيد رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية رعد حمودي، أمس الثلاثاء، حينما استقبل يونس محمود في مكتبه بأنه يسعى لدخول أكثر من نجم قدّم خدمات جليلة للرياضة العراقية للانتخابات من بوابة الاستثناء حال إقرار القانون الخاص بالأندية، جاء منسجماً مع تطلعات الرياضيين لإحداث انفتاح مدروس على جميع الكفاءات ممن حال غياب القانون أمام فرص وجودهم في المواقع المستحقة بدلاً من اشخاص مجهولي الهوية الرياضية سابقاً أثبتوا عدم استحقاقهم واستغلالهم المناصب للوجاهة محلياً، ولم ينفعوا أنديتهم حتى بالمشورة!
لا تفرّطوا بالسفاح
[post-views]
نشر في: 21 نوفمبر, 2017: 03:16 م