TOP

جريدة المدى > عام > وحوش هتلر: تاريخ خارق للرايخ الثالث

وحوش هتلر: تاريخ خارق للرايخ الثالث

نشر في: 21 نوفمبر, 2017: 12:01 ص

كتاب مثير عن الفوهرر والنازية يظهر العقلية الخرافية لهما

 

إريك كورلاندر ولد في كانون الثاني 1973، هو أستاذ التاريخ في جامعة ستيتسون بالولايات المتحدة الأميركية حصل على درجة البكالوريوس من كلية بودوين ودرجة الماجستير والدكتوراه من جامعة هارفارد ، وكورلاندر متخصص في التاريخ الألماني الحديث وخاصة في العصر النازي الذي كتب عنه ثلاثة كتب كان آخرها " وحوش هتلر: تاريخ خارق للرايخ الثالث " الصادر عن مطبعة جامعة ييل الأميركية ، وسواء تعلمنا من مشاهدة فيلم أنديانا جونز " غزاة السفينة المفقودة " لهاريسون فورد ، أو حتى قبل ذلك من قراءة لويس باولز وجاك بيرجيه الأكثر مبيعا لكتبهما في أوروبا خاصة " صباح السحرة " لباولز فإن هتلر وألمانيا النازية كانا مهووسين بكل ما هو غامض وخارق للطبيعة ، كورلاندر يتتبع بعناية الحركات الهامشية والمعتقدات اللونية التي اجتاحت ألمانيا في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين على وجه الخصوص ويوثق الاهتمام المكثف في علم الأرواح والباراسايكلوجي أي علم الخوارق ، حيث يقول في صفحة من صفحات الكتاب :
" بعض القادة النازيين يعتقدون اعتقاداً راسخاً أن العرق الآري ينحدر من سلالة من أنشأ قارة اتلانتيس وأن الشيطان باعتقادهم كان حقا رجل جيد وأن المستذئبين من الناس هم في الواقع جاءوا لحماية ذلك الجنس من ويلات مصاصي الدماء السلافيين ، كورلاندر يجمع كل هذه المعلومات - فضلا عن هاجس النازية مع السحر وعلم التنجيم والأديان الوثنية - تحت عنوان " خيال خارق للطبيعة " ليبدأ دراسته على فئة معينة تنبأت بتجدد حضارة آرية مفقودة من قبل الشمال ، وقد أشار في كثير من الأحيان إلى سلالات أقل على أنها " تساندشالز " وهو مصطلح مهين مأخوذ من رموز مانو الهندوسية حيث كان مؤلف كتاب " ذي ثيوزولوغي " أوعلم أبيلينغس سودوم المأخوذ من الإله مانو في الأوساط الثيوسوفية الألمانية ، يعتقد عادة أن الهند والتبت يحافظان فيها على جيوب خفية من الأطلنطيين القدامى وأن أحد رجالاتهم ويدعى غويدو أثبت أن يسوع ، بوذا ، أوزوريس وموسى كانوا جميعا آريين يحملون دماً نقياً في حين كان السحرة هم المهيمنون على عقول الناس هناك يمارسون طقوسهم الهندو ألمانية التي حاولت اليهودية والمسيحية القضاء عليها حسب ما جاء بأطروحة طويلة من كتاب مارغريت موراي عام 1921 " عبادة السحرة في أوروبا الغربية " ،
ويؤكد كورلاندر في جميع ما ورد في كتابه أن التفوق العرقي الألماني على بقية الأعراق الأوروبية سمح لهم بانتشار مقولة " الشعب المختار " وإن سقوط 1918 ستعكسه قدرة هتلر على جعل المستحيل ممكناً ، كما يؤكد أيضا إن صعود هتلر إلى السلطة نتج عن عوامل متعددة منها الهزيمة العسكرية الألمانية في الحرب العالمية الأولى ، والتعويضات الشاقة للحرب ، والفوضى الاقتصادية ، هتلر درس على ما يبدو كل ذلك بما فيهم إرنست شرتيل وكتابه الذائع الصيت حينذاك " السحر" كدليل للمساعدة الذاتية مؤكدا على مقاطع منه سبق وأن أشار إليها في أحاديثه الشخصية من بينها :
" الذي لا يحمل بذورا شيطانية داخله لن يلد أبداً عالماً جديداً " ، وكأن مثل هذا القول توجيه للقوة الشيطانية ، أو كما سيؤكد بعد ذلك على قول هتلر عالم النفس كارل يونغ : " أنه كان وسيطا له وهو الناطق بلسان الآلهة القديمة " ، وقد يبدو من قبيل التناقض أن هتلر يتحول مرة واحدة إلى علم التنجيم وقراءة الطالع وجميع الاستخدامات الأخرى للطبيعة الخارقة في الواقع ، لكنه كان يخشى من أن يمكن يستخدامها الجمهور للتلاعب بها بطرق قد تكون خارج سيطرته ، ومع ذلك استمر هتلر ودائرته في دعم " الغموض العلمي" بقوة ففي منتصف الثلاثينيات ، وعلى سبيل المثال كان رودولف هيس يأمل في إنشاء معهد مركزي لثقافة الباراسايكلوجي ، وبشكل عام تبنى الرايخ الثالث عقائد " الكراكبوت " التي عززت أهدافها العرقية والسياسية والأيديولوجية وتضمنت هذه الأهداف في نهاية المطاف معسكرات الاعتقال ليس لليهود فقط بل الأسرى الروس والبريطانيين والفرنسيين وغيرهم لتشملهم تجارب وحشية أشبه ما تكون بالتجارب على الحيوانات الذكية كالقردة وواصل بعض النازيون أساطيرهم تلك حتى عندما خسرت ألمانيا الحرب وشاهدوا الدمار حولهم وهو ما يطلق عليهم اليوم بالنازيين الجدد .
كتاب إريك كورلاندر يبدو من الوهلة الأولى لقراءته كتابا علميا يستكشف عالم السحر الذي تلبس الفوهرر وزبانيته ، لكنه يظهر أيضا كيف يمكن أن تأخذ الأفكار غير العقلانية بسرعة شرائح واسعة من المجتمع حتى قبل وسائل الاعلام الموجهة ، يذكرنا بها ما قاله وزير دعاية هتلر جوزيف غوبلز عندما قال :" إذا كررت كذبة ما ألف مرة ، فإن الناس ملزمون بدءا في الاعتقاد بها " ،
 عن: صحيفة واشنطن بوست

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

النقد الأدبي من النص إلى الشاشة
عام

النقد الأدبي من النص إلى الشاشة

د. نادية هناوي جددت المدرسة الانجلو أمريكية في بعض العلوم المعرفية كعلم النفس اللغوي وفيزياء الأدب وعلوم الذكاء الاصطناعي أو أضافت علوما جديدة كانت في الأصل عبارة عن نظريات ذات فرضيات أو اتجاهات كعلوم...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram