أمهل حزب «الاتحاد الوطني الأفريقي الزيمبابوي- الوطنية» الحاكم الرئيس روبرت موغابي حتى ظهر اليوم (الاثنين) بالتوقيت المحلي (10:00 بتوقيت غرينيتش) للتنحي عن منصبه، وإلا سيجري عزله، وفق ما أفاد وزير الأمن الإلكتروني في زيمبابوي باتريك تشيناماسا.
وجاءت تصريحات تشيناماسا في مؤتمر صحافي بثه التلفزيون بعد اجتماع استثنائي للجنة المركزية للحزب الحاكم، تمت فيه إقالة موغابي من زعامة الحزب.
وكانت مصادر في اجتماع للجنة المركزية للحزب قالت إن موغابي أقيل من زعامة الحزب، وحل محله نائب رئيس الحزب إمرسون منانغاغوا الذي عزله موغابي هذا الشهر.
وقال أحد الحاضرين للاجتماع: «لقد تم عزله... منانغاغوا هو زعيمنا الجديد». وأشار مصدر في الحزب إلى أن زوجة الرئيس غريس موغابي فصلت أيضاً من الحزب الحاكم.
وأوقف جنود مدججون بالسلاح ، آلاف المتظاهرين الذين كانوا متوجهين الى القصر الرئاسي في هراري، للمطالبة باستقالة الرئيس.
وجلس المتظاهرون المشاركون في يوم تعبئة وطني لحمل موغابي على الاستقالة بعدما وضعه الجيش في الإقامة الجبرية هذا الأسبوع، على قارعة الطريق، على بعد حوالى 200 متر من القصر الرئاسي، تعبيراً عن احتجاجهم.
وكان جنود ملثمون يؤمنون الحراسة، بينما كانت مروحيات تحلق في سماء المنطقة. وفي المقابل، توجه آلاف المتظاهرين نحو مقر الاقامة الخاص لروبرت موغابي، في ضاحية هراري.
وتدفق عشرات الآلاف من مواطني زيمبابوي على شوارع العاصمة هاراري ، وهم يلوحون بالأعلام ويرقصون ويعانقون الجنود ويغنون، ابتهاجاً بسقوط الرئيس روبرت موغابي المتوقع.
وعبر السكان عن مشاعرهم من دون قيود في شوارع العاصمة، وهم يتحدثون عن التغيير السياسي والاقتصادي بعد عقدين من القمع والمصاعب. وقال فرانك موتسينديكوا (34 عاماً)، وهو يلوح بعلم زيمبابوي: "هذه دموع الفرحة. انتظرت طول عمري هذا اليوم. أحرار أخيراً. نحن أحرار أخيراً".
ورفع البعض لافتات كتب عليها «لا لأسرة موغابي»، وهم يلوحون بقبضة يدهم في الهواء، في إشارة إلى الحرية. وعانق آخرون الجنود الذين أمسكت مؤسستهم بزمام السلطة، وأخذوا يرددون "شكراً! شكراً!".
ولوح شاب يبلغ من العمر 22 عاما بصورة قائد الجيش كونستانتينو تشيوينغا ونائب الرئيس السابق إمرسون منانغاغوا، الذي أدت إقالته الشهر الجاري إلى تدخل الجيش وقال: «هذان هما الزعيمان اليوم»، وأضاف: "حلمي أن أرى زيمبابوي جديدة. لم أعرف طول حياتي سوى هذا الطاغية المدعو موغابي" .
وموغابي، المتحصن في مجمعه «البيت الأزرق»، يحكم زيمبابوي منذ 37 عاماَ وهو الحاكم الوحيد المعروف للبلاد منذ الاستقلال عن بريطانيا العام 1980.
وشهد موغابي تبدد ما كان يحظى به من دعم حزب «الاتحاد الوطني الإفريقي - الجبهة الوطنية» الحاكم، والأجهزة الأمنية والمواطنين في أعقاب سيطرة الجيش على السلطة الأربعاء الماضي.
وقالت صحيفة «ذا هيرالد» الحكومية الرئيسة إن الحزب الحاكم دعا موغابي أمس للاستقالة. وذكرت إن أفرع الحزب في كل الأقاليم العشرة في زيمبابوي دعت أيضاَ إلى استقالة زوجة موغابي غريس، التي كانت تتطلع إلى أن تخلف زوجها في المنصب، ما أغضب الجيش وغالبية من في البلاد.
ودعم الجيش المسيرة التي أطلق عليها «مسيرة التضامن» ، في محاولة على ما يبدو لإضفاء طابع الدعم الشعبي على لجوئه للقوة لتفادي الغضب الديبلوماسي الذي عادة ما يلي الانقلابات