ترجمة: عمار كاظم محمد هناك أعداد كبيرة من اللاجئين الهاربين من العراق هم من المسيحيين حيث تتناقص اعداد هذه الجالية الموجودة قبل الاسلام لقد عرض علي الأب رايان باولوس شكل من البروزنز مزين بشكل متقن وصندوق زجاجي مثبت على الجدار قرب مذبح الكنيسة الجديدة في مدينة أربيل
وكان يحوي بقايا مقدسة تستخدم لعرض اثر من قديس أو شهيد ذلك الشيء الذي ربما تجده متراكما عليه الغبار في خزانة كنيسة الفاتيكان الموقرة في ايطاليا.وعاء البقايا المقدسة للأب رايان يحتوي على ايقونه صغيرة للعذراء مرشوش عليها قطرات صغيرة من الدم كانت دم صديقه المقرب وهو كاهن كان قد قتل على سلم كنيسته بيد المتطرفين، فبالنسبة للمسيحيين في العراق اليوم تمثل امكانية الاستشهاد بالنسبة لهم حقيقة دائمة الحضور وليس مجرد طرفة تاريخية.ان حملة العنف ضد المسيحيين هي واحدة من اكثر القصص التي تم تناولها بشكل قليل في العراق بعد عام 2003 والتي ربما تؤثر على تركيبة البلاد بشكل اساسي في الوقت الذي يركد فيه الغبار اخيرا على الفصل الفوضوي الحالي في تاريخ العراق حيث هرب حوالي 200 الف من مسيحيي العراق الى الخارج والذين كانوا يمثلون فيما مضى ثلاثة بالمئة من سكانه.لقد غدت مدينة اربيل في شمال العراق مركز جذب للاجئين المسيحيين الفقراء الذين لايستطيعون مغادرة العراق او الذين لايريدون ترك بلادهم فقد منحتهم حكومة اقليم كردستان مقعدا وهم يعاملون بشكل جيد هناك بالاضافة الى كون المدينة اكثر امنا بالاضافة الى وجود جالية مسيحية ترحب بوجودهم لذلك نرى الكثير منهم ينجذب نحو الضاحية التقليدية للمسيحيين وهي بلدة عينكاوة. وتبعد بلدة عينكاوة عن مركز مدينة اربيل حوالي 15 دقيقة بالسيارة وفي طريقنا الى هناك بصحبة الاب رايان مررنا بالخط السريع الذاهب الى مدينة الموصل وهي المدينة المذكورة في الكتاب المقدس باسم نينوى وهي تبعد حوالي 50 ميلا عن اربيل لكنها تبقى في ذات الوقت مكاناً عنيفاً بشكل مفزع حيث فقد صديق الاب رايان حياته هناك. لقد التقى الاثنان في روما حيث كانا يدرسان اللاهوت وكان الأب رغيد غني اكبر سنا قليلا من الأب رايان وقد اراه رداء الكهنوت الروماني وقد شكلا معا ارتباطا حميما كأصدقاء حينما عادا الى الابرشيات في العراق وكان الاب رغيد قد بدأ يتسلم رسائل تهديد من المتطرفين تطلب منه اغلاق كنيسته لكنه رفض أن ينصاع لأوامرهم فعاد المسلحون ببساطة في احدى صلوات يوم الأحد واطلقوا عليه النار مع ثلاثة من مساعديه وقد سألنا الأب رايان فيما اذا كان بامكانه أن يبدأ العمل من جديد في الموصل في الوقت الحالي فأجاب بالتأكيد ولم لا سأفعل ذلك واعتقد أن تكون شهيدا هو أمر مميز جدا.في كل يوم تقريبا هناك عدد من العوائل المسيحية التي تخرج من الموصل او بغداد طالبة مساعدة الاب رايان في ان يبدأوا حياة جديدة وهم يحملون معهم قصص الرعب المستمر الذي تركوه وراءهم وكانت آخر تقليعة في الموصل هي ايقاف النساء والشباب في الشارع من المسلحين وطلب هوياتهم ثم يتم اطلاق النار عليهم اذا تبين أن اسماءهم ذات اصول مسيحية وفي البدء كانوا يطلبون المال منهم لكنهم الآن يطلقون عليهم النار مباشرة على حد قول الأب رايان.عينكاوة الان تكشف عن نفسها بسرعة كحي مسيحي حيث البيرة والمشروبات الكحولية وفساتين الزفاف البيضاء معروضة في واجهات المحال التجارية على طول الشارع الرئيسي وقد نمت تلك البلدة وازداد حجمها منذ ان غدت الملجأ الرئيسي للمسيحيين وقد ترعرع الأب رايان في هذا المكان وهو يذكر جيدا كيف كانت هذه البلدة مجرد قرية ريفية صغيرة لا يتجاوز عدد سكانها ألف عائلة عاشت في عينكاوة قبل عام 2003 ولكن بعد ذلك تزايد عددها حتى غدا ستة أضعاف ما كان علية الحال قبل حرب اسقاط النظام. البيوت الجديدة تترامى في كل ارجاء البلدة بسبب تدفق السكان والعديد من الشوارع حيث يستقر القادمون فيها تمتد وهي تتطور بالبناء والعوائل التي تركت اعمالها التجارية الناجحة في بغداد وبيوتها المريحة بدأت بافتتاح محال لتقديم الوجبات السريعة لخدمة جيرانها.كانت هناك امرأة تدير دكانا لبيع الخضراوات أخبرتنا إنها وزوجها تركا بغداد بعد 36 عاما حينما تم تفجير كنيستهم وقد حاولت العودة مؤخرا للحصول على رخصة فتح وكالة مواد غذائية من الحكومة لكنها هربت سريعا من هناك بسبب طرق مجموعة من الشباب على زجاج نافذة سيارتها مهددين اياها بعدم ارتداء الوشاح. عائلة اخرى من الشارع المجاور قالوا انهم هربوا من بغداد بعد ان تم اطلاق النار على احد اقربائهم واردوه قتيلا عند خروجه من الكنيسة بعد الصلاة وكان هناك ايضا رجل متوسط العمر قال بانه تم اختطاف ابنه ولم يسمع عنه اي شيء بعد ذلك ذكر «ان ابنه كان يمكن أن يكون في الخامسة والعشرين الآن « مضيفا « ان عملية البحث عن مصيره مكلفة جدا وهو لايملك المال الكافي لذلك «.اخذنا الأب رايان الى اقدم كنيسة في عينكاوة وهي كنيسة القديس جورج كان لديها مدخل ابيض جميل وقببها مدعومة بشكل جيد بواسطة اعمدة ضخمة، لا احد يعرف تماما عمرها بالضبط لكن هناك حجارة منقوش عليها
المسيحيون في العراق..بين التهديدات والعودة
نشر في: 13 إبريل, 2010: 04:09 م