العاصمة العراقية بغداد، سجّلت خلال الشهرين الماضيين أكثر من 100 مصاب توفيّ أغلبهم، في حين يرقد من بقي منهم على قيد الحياة معوّقاً نتيجة إطلاق العيارات النارية في المناسبات السعيدة والحزينة التي تتسع رقعتها يوماً بعد آخر، في ظل غياب القوانين التي تلاحق مطلقيها.
وبحسب مسؤول من قيادة شرطة بغداد "إن الضحايا أصيبوا برؤوسهم أو أكتافهم كون الرصاصة تنزل من السماء إلى الأرض وإصابات الرأس هي المميتة".
وبيّن أن هناك سيدة قُتلت وهي في حديقة دارها، وأن طفلاً قتل عندما كان يلعب بالشارع، وإن مطلقي النار بالعادة، إما محتفلون بعرس أو مباراة كرة قدم أو غاضبون بجنازة أو مشاجرة، والضحايا لا ذنب لهم.
الموت مصيبة، لكنه يصبح فاجعة أكبر حين يأتي من رصاصة مجهولة أطلقت من أشخاص استهتروا بأرواح الناس ومصائرهم، يقول استاذ جامعي لي، "إن إطلاق الرصاص في المناسبات ليس بالأمر الجديد، لكن نطاقه اتسع مع اتساع رقعة الفوضى في البلاد، لا سيما بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003".
ويتابع "لم تعد الانفجارات أو عصابات الخطف وحدها تترصدنا، بل صرنا نخاف من حضور المناسبات أو حتى الوقوف في الشارع خشية أن تصيبنا رصاصة طائشة، كما أن ما زاد من تلك الحالة هو انتشار السلاح بيد القاصي والداني، حتى الأطفال أصبحوا يجيدون استخدام السلاح، وهذا يشكل خطراً بالفعل على حياة العامة".
واعتبر أن "غياب القوانين وعدم اتخاذ أي إجراء بحق مطلقي تلك العيارات، نزع الخوف من مستخدمي الرصاص خلال تعبيرهم عن الفرح أو الحزن أو الاحتفاء بالانتصارات الرياضية أو فوز المنتخب الذي تسبب في حصد الكثير من الأرواح بعد إطلاقهم العيارات النارية".
وتقول أستاذة علم النفس في الجامعة المستنصرية الدكتورة ابتسام السعدون، "إنّ ضبط النفس يحتاج إلى تدريب يفتقر إليه من يمارس ذلك التقليد السيئ في مختلف المناسبات، وزاد من انتشارها، إتاحة شراء الرصاص بيسر وبسعر زهيد وانتشار السلاح، فضلاً عن العراضة والتقاليد العشائرية التي تجيز وتشجّع إطلاق الرصاص عشوائياً في المناسبات، بل تفخر بذلك أيضاً، ما يعني سقوط المزيد من القتلى والمصابين".
حادث وحديث : مطلقو العيارات الناريّة... بدون رادعٍ قانوني
نشر في: 18 نوفمبر, 2017: 12:01 ص