أشبه بمدينة منعزلة بذاتها، لا تفتح أبوابها إلا لإستقبال المزيد من الجمال، أو لتصديره، أو للمشاركة بخلق جمالياتٍ أُخرى، ببساطة هكذا يمكن أن ارآها، كلية الفنون الجميلة، المؤسسة الفنية التي استطاعت على مدى سنوات طويلة أن تصنع وتخلق أجيالاً فنية وثقافية عميقة العطاء، تحوز اليوم على المركز الاول في التصنيف الوطني لجودة الجامعات العراقية لعام 2017....
وقد تم الإعلان عن ذلك خلال مؤتمر صحفي أقامته الأكاديمية إحتفاءً بمنجزها، حيث حصلت كلية الفنون على المرتبة الأولى بالنسبة لكليات جامعة بغداد، كما حاز كل من قسمي الموسيقى، والتربية الفنية على المرتبة الثانية والثالثة على التوالي، من بين ثلاث مراتب أولى رُشحت لها الكليات والاقسام....
حيث قال عميد كلية الفنون الجميلة د. قاسم مؤنس أن”الكلية حصلت على المركز الأول ضمن التصنيف العام، أما على صعيد الاقسام فقد حصلنا على المرتبتين الثانية والثالثة، في الواقع أنا ابتغي من هذا المؤتمر أن أقدم شكري وتقديري بعيداً عن التكلف وتهيئة وتحضير الكلمات.”مؤكداً”أن منجزاً كهذا لا يُحسب فقط لعمادة الكية فما قدمه الاساتذة من منجز، ومشاركات عربية ودولية ومحلية، اضافة الى ما قدمه طلاب هذه الاكاديمية هي من رشحتنا لأن نتصدر التصنيف."
وأشار مؤنس في حديثه قائلاً”سنعود للعمل من جديد للبحث عن الجمال واقتناصه مرة أخرى التقدم والرُقيّ من خلال اقتناص عوامل الجمال أينما وجدت، كما إننا سنعد كوادر مهمة قادرة على الاستمرار في عطائها بعد خروجها من الكلية والانخراط في المشهد الفني بشكل واضح.”ليختتم كلمته بتأكيده”أن من ضمن أسس الارتقاء والتطوير في مستوى التعليم أننا نخطط على مدى السنوات العشر القادمة أن نقدم خطة عمل تشمل عشر سنوات مقبلة لمواكبة حركة الفن والجمال عالمياً."
حضر الحفل الفنان والمخرج المسرحي والاكاديمي د.صلاح القصب، الذي أكد خلال كلمته”أن سعادتي تنطلي خلف إنتمائي لهذه الكلية، فأنا سعيد كوني ضمن كلية تُسجل مسيرة عظيمة وطويلة من العطاءات، فنحن في هذه اللحظة التاريخية نُسجل مدى استطاعة المبدع والإنسان أن يرتقي جمالياً ضمن هذا الكيان وهذه المؤسسة."
وأشار القصب موضحاً إن التفاتته هذه بعيدة كل البعد عن المجاملة ومُشيداً بدور الاكاديميين والاساتذة في إنجاح المستوى التعليمي والتطويري في هذه الكلية ويقول”لايمكن أن ننكر إن ما وصلت إيه كلية الفنون ما هو إلا جهود اساتذة كبار تفانوا من اجل أن يتجلى العطاء ويتطور ويكون مؤهلاً للمنافسة عربياً وعالمياً."
بدوره ذكر رئيس قسم الموسيقى ميسم هرمز توما وهو القسم الحائز على المرتبة الثانية في تصنيف الثلاث مراتب الاولى، حيث ذكر توما”أن الشكر الاساسي يمكن أن يقدم إلى القوة الدافعة التي أوصلتنا لهذا الانجاز، فظروفنا التي نمرّ بها غاية بالصعوبة وقد تجعل الجميع يستغرب مما تم حيازته من منجز، إلا أننا تحدينا مع طلابنا والاساتذة كل تلك الظروف واقتنصنا استحقاقنا من قلب المتاعب فهنيئاً لنا."
كما أشار رئيس قسم التربية الفنية في الاكاديمية د. كريم حواس علي الى أن”حصول قسم التربية الفنية على المرتبة الثالثة جعلنا نُفكر بأن نقدم المزيد من العطاءات، علينا أن نركز على المزيد من الضبط والنتاجات على مدى السنوات القادمة.”مُبيناً أسباب حيازة قسم التربية الفنية على المرتبة الثالثة حيث يذكر أن سبب ذلك”مشاركة الهيئة التدريسية بعدد كبير من البحوث العلمية ومشاركة الأساتذة في أعمال فنية داخل وخارج العراق ومشاركة الاساتذة في ورش خارج وداخل العراق، هذه الاسهامات الكبيرة والحصول على الجوائز المهمة منحتنا فرصة حيازة قسم التربية الفنية على المرتبة الثالثة ضمن التصنيف الفرعي."
كما أكد المعاون العلمي لعميد كلية الفنون الجميلة رعد عبد الجبار قائلاً”أن هذا النجاح لم يكُن عشوائياً حيث خضع لمقاييس ومعايير محددة وواضحة وكانت هنالك الكثير من الخطوات التي أصرينا على انجازها ومتابعتها منها المناهج وتطويرها، والتواصل مع الثقافات الخارجية والإفادة من التجارب العربية والعالمية وكانت كل تلك المحاولات كفيلة بأن نستحق هذا الانجاز الكبير."