الكتاب: على مسؤوليتهنّتأليف : جويس هوفمانترجمة : عادل العامل هناك على أعلى قائمة الأسئلة الكبيرة الباقية من دون جواب السؤال الذي يتعلق بما إذا كانت النساء و الرجال، بصرف النظر عن التكوين البدني،
يختلفون كثيراً جداً في الواقع، كما جاء في عرض كارل سيشنز ستيب، أستاذ كلية الصحافة بجامعة ميريلاند، لكتاب جويس هوفمان، (على مسؤوليتهن: النساء الصحافيات و التجربة الأمريكية في فيتنام).و التاريخ ربما يقدم بعض الإشارات التوضيحية هنا، و ذلك أحد الأسباب للترحيب بخلاصة جويس هوفمان الجديدة القيِّمة عن المراسلات و النسوة و حرب فيتنام. و بينما تذكر أن النساء كنَّ قد كتبن تقارير عن النزاع قبل ذلك بكثير، في أربعينيات القرن التاسع عشر، حين قامت مارغريت فولَر بتغطية القتال في أوروبا لصحيفة نيو يورك تريبيون، تعتبر هوفمان فيتنام نقطة انعطاف مهمة حيث " حُوِّلت المراسلة الحربية الأنثى من بِدعة إلى مقياس، أو شيء مألوف، norm ".و لأن النساء جزئياً كن يضغطن بشكلٍ مغامرٍ من أجل تغطية قصة جيل هائلة، و جزئياً لأن الحرب تطاولت إلى درجةٍ كانت هناك معها حاجة لكل الأيدي تقريباً، فإن تعاقب المزيد فالمزيد من النساء على التغطية " قد كسر أخيراً الحواجز التي كانت قد أبقت الجميع عدا القليل منهن في مجال أخبار النساء".و يركز كتابها على أكثر من اثنتي عشرة مراسلة، من غلوريا أيمرسون، و هي كاتبة أزياء سابقة كان أول تقرير لها من فيتنام في عام 1956، إلى مراسلة الإذاعة لورا بالمَر، التي فرت بالهيليكوبتر خلال جلاء 1975 المشوب بالارتباك و الفوضى. كما تتضمن القائمة شخصيات فائقة القدرة مثل مارغريت هيغينز، و مارثا جيلهورن، و فرانسيس فيتزجيرالد. فبالنسبة لنساءٍ كثيرات، كان الحصول على المهمة معركةً بحد ذاته. و كان الكثير منهن يقمن بذلك على مسؤوليتهن، أو، و كما كانت الحال مع مراسلات وكالتي أسوشيتد بريس و يونايتد بريس إنترنيشنال، بموجب أوامر صارمة بعدم تغطية القتال (و لو أنها لم تكن تُطاع في الغالب). و لقد قضت ليز تروتا من NBC أكثر من ستة أشهر و هي تلحّ على الرؤساء الذين " تراجعوا عن فكرة تعيين امرأة للحرب ". و لم يكن ذلك هو الاختلاف الوحيد عن وضع زملائهن الرجال في هذا لإطار.فقد كن يُقدمن بشجاعة على مواجهة أخطارٍ لا توصَف، ليس فقط تلك الناجمة عن الشظايا و إطلاق النار، و إنما أيضاً من الطفيليات، و التورمات الجلدية و تورم الأطراف، و الحمى و الملاريا، و الاستنزاف الشديد و التهيجات الانفعالية، من أجل تغطية كل أنواع الأخبار من ساحات المعارك إلى انتفاضات الشوارع.و لقد تنازعن، و سبَّبن الازعاج للسلطات المحلية و الأمريكية، و أربكن المحررين في الوطن، و انفجرن في خطَب عنيفة حين لم يحصلن على ما أرَدنَ. و قد ملنَ إلى الوصول إلى دعم الجهد الأمريكي و التحرر من الوهم في " استعراض الحماقات، و الأكاذيب، و المراوغات، و الخظوات الخاطئة ". و فاز عملهن عملياً بمختلف الجوائز، من مكافآت بولك إلى بوليتزَر.و هن، في تلك الطرق و غيرها، يبدين في حالة استعادةٍ للأحداث مثل المراسلات الصحافيات أينما كانت اللواتي يتعهدن بالالتزام و تقديم التضحيات من أجل قصة أو خبر كبير. لكن من نواحٍ أخرى، تبدو تجاربهن مختلفة فعلاً عن تلك التي لدى نظرائهن الرجال. و في الواقع، فإن هوفمان ترى أن النساء كن يمتلكنَ بعض الأفضليات المتينة. فهي تكتب قائلةً: " كانت الثقافة الفيتنامية بقدرٍ كبير أكثر انفتاحاً بالنسبة للنساء من الثقافة الأمريكية آنذاك. و يظهر أن الرجال الفيتناميين كانت لديهم تخوفات أقل مما كان يخفيه بعض الرجال الأمريكيين بشأن العمل مع النساء... "إن هوفمان لا تشدد أو تحلل بشكلٍ منتظم هذه النقطة. غير إن كتابها يبيّن عموماً بقوة أن المراسلات الصحافيات قد وصلن بنوعٍ من الوضع و المنظور الدخيل outsider منح تغطيتهنَّ استقلاليةً و بصيرة غير عادية.و هاتيك المراسلات المذكورات هنا، من دون ملامح قتالية في الأول، قد قضينَ وقتاً أقل في التعليمات مع الموظفين و وقتاً أكثر في الساحة مع الجنود و السكان المحليين. و كانت أولى مقالات أيمرسون.، مثلاً، تركز على مشروع للصحة العامة يقوده أمريكيون شباب في سايغون (عاصمة فيتنام الجنوبية آنذاك). أما إديث ليدَرَر من AP، فقد كتبت في يومها الأول هناك عن امرأة فيتنامية كانت قد فقدت أبناءها الثلاثة في الحرب. و كانت هذه الطريقة تميل إلى توسيع آفاق المراسلات، و تؤدي إلى تغطية أقل " تلوثاً بالوحل muddy-boots "، و قصص أكثر حول " الإنسان و التأثير الاجتماعي للحرب "، و الاستعداد لتحدي الحكمة التقليدية.فمَن يا تُرى يعرف حقاً إن كان جنسهن أو موقفهن الدخيل هو الذي أثَّر أكثر بهذا النموذج؟ لكن يبدو واضحاً فعلاً أن التنوّع أو الاختلاف و روحاً منفلتة معينة تسهم بقوة في التقليل من تحيز المؤسسة في الأخبار، و هو من الأمور المذكِّرة التي يبدو أننا بحاجةٍ إليها مرةً بعد أخرى. عن / American Journalism Review &am
عندمـا تتوفــر الفرصــة للنســاء !
نشر في: 13 إبريل, 2010: 04:13 م