السينما عالم أحلام اليقظة وجنونها، يقودنا من حياة الورق والكلمات، وتضعنا أمام صورة متحركة تُخبرنا الكثير، يبدو أن مَن يعمل بهذا المجال يتشاطر بين سموّ الفكر وجنونه، وهم – مؤكداً - أصحاب رؤى استثنائية، ولأن هذا الفن يُعدّ حلماً عراقياً لدى أصحاب الصنعة، فإنهم دائما ما يحاولون تسليط الضوء على الشخصيات المعروفة التي تعمل بهذا المجال ومنهم المخرج السينمائي نزار شهيد الفدعم، الذي يحمل تأريخاً حافلاً سينمائياً، حيث ضُيّف الفدعم مساء يوم الثلاثاء الفائت في مقر الاتحاد ضمن جلسات الملتقى الاذاعي والتلفزيوني للحديث عن منجزه الفني والسينمائي على وجه الخصوص....
عن الفدعم يتحدث رئيس الملتقى د.صالح الصحن قائلاً”حرفة الاخراج من المهمات الجمالية التي تنطوي عليها استغالات مهمة، لهذا نجد أن الوسط الفني والمشهد الثقافي سجل رموزاً جديرة بالتقديم من بينهم ضيفنا السينمائي نزار الفدعم."
عن سيرة الفدعم يذكر الصحن قائلاً”أن لضيفنا تاريخاً سينمائياً كبيراً، فهو مخرج ومؤسس قسم الترويج في تلفزيون سلطنة عمان، كما عمل مديراً لمهرجان بغداد السينمائي في إحدى السنوات، كذلك هو حاصل على جائزة افضل عمل درامي وافضل مخرج سينمائي عن احد افلامه، قدم الفدعم الفيلم التلفزيوني الروائي”قطار"، وفيلم”مياه دافئة"، كما قدم برنامج السهرة التلفزيونية المنوع سهرة بغدادية، ومسلسل الحياة في العمل، ومسلسل في الحضر، له اكثير من 35 برنامجاً تلفزيونياً في التنمية والاقتصاد والثقافة والفنون، ايضا قدم اعمالاً لتلفزيون سلطنة عمان، واربعة برامج انكليزية لسلطنة عمان.”
أما عن سيرته وبداياته الغنية يتحدث نزار الفدعم قائلا”البداية كانت من الصور وأنا عشت بمنطقة الصالحية وكان في هذه المنطقة سينما تدعى سينما ريجنت وبعدها تحوّلت الى سينما الاندلس، كنت أمام شاشة سوداء تطلق أخيلتي أمامها، في أحلام اليقظة كنت أنفّس عن انكساراتي وأرتبطت بالصورة وأفلام الكارتون وانتقلت لدى أهلي بعدها في منطقة الشامية حيث قرأت ما لم أقرأه في كل حياتي وكنت أقرأ كتابين اضافة الى الصحف، واغلب ما قرأته الروايات وكنت أحلم أن أكون كاتباً او شاعراً ولكن اكتشاف السينما يوحي بإكتشاف الحياة.
لقد أصر الفدعم على دراسة السينما، قائلاً”في احدى دورات دراستي السينما في مصر، دفعاتنا لم تتجاوز 18 او عشرين طالباً وكنا ندرس 10 مواد سينمائية وستة مواد تتعلق بعلوم اخرى، درّسنا سعيد الشيخ بالمونتاج وفي التصوير الاستاذ عبد العزيز فهمي والاستاذ سمير سعد الدين، ومحمود مرسي وحسين فهمي وعطيات الابنودي كمخرجة كبيرة، بذلك حصلنا على خبرة استثنائية ومميزة من خلال هذه الاسماء الكبيرة."
الجلسة لم تخل من المداخلات الكبيرة التي قدمها المخرج والممثل السينمائي جمال أمين مؤكداً أن حضوره لهذه الجلسة لم يكُن صدفةً أبداً فنزار فدعم اسم مهم في عالم السينما العراقية رغم أن هذا العالم ما يزال في بداياته، كما قدم المخرج السينمائي فلاح كامل كلمته مشيراً الى أهم الاعمال التي قدمها الفدعم ومتطرقاً إلى شخصيته البعيدة عن الفن بل على الصعيد الانساني. لتنتهي الجلسة بتقديم درع الملتقى للمحتفى به.