قال سعد الحريري، رئيس وزراء لبنان المستقيل، إنه سوف يعود إلى لبنان خلال يومين. وكان الحريري قد أعلن في الرابع من الشهر الحالي استقالته بشكل مفاجئ في بيان ألقاه من العاصمة السعودية الرياض.
وبعد هذا الإعلان، راجت تكهنات بأنه ربما يكون محتجزا في السعودية. غير أن الحريري قال في تغريدة على تويتر الثلاثاء، إنه بخير. وحسبما جاء في التغريدة التي هى الأولى له منذ السادس من الشهر الحالي، فإن الحريري قال "يا جماعة انا بألف خير وان شاء الله أنا راجع هل يومين خلينا نروق". وأضاف أن أسرته ستبقى في السعودية التي وصفها بأنها "مملكة الخير". ومن ناحية أخرى، نقلت قناة العربية، ، عن مار بشارة الراعي، بطريرك الكنيسة المارونية في لبنان، قوله إنه يؤيد أسباب الحريري للاستقالة. وكان الراعي قد التقى بالحريري في مقر إقامة الأخير بالرياض. وكان الحريري أعلن في مقابلة تلفزيونية الأحد أنه سيعود "قريبا جدا" إلى لبنان، مضيفا أنه "حر" في تنقلاته في السعودية، وأنه كتب استقالته بنفسه.
ورحب الرئيس اللبناني ميشال عون بإعلان الحريري نيته العودة "قريباً" إلى بيروت، مؤكداً أنه ينتظره للاطلاع منه على ظروف قرار استقالته وأسبابها.
وقال في تغريدة على موقع تويتر "سررت بإعلان الرئيس الحريري عن قرب عودته إلى لبنان، وعندها سنطّلع منه على كافة الظروف والمواضيع والهواجس التي تحتاج إلى معالجة". ولم يقبل عون حتى الآن الاستقالة، مشيرا إلى أنه ينتظر عودة الحريري إلى لبنان لـ"يبني على الشيء مقتضاه"، بحسب ما ذكرته وكالة فرانس برس. وكان خصوم الحريري في لبنان، وعلى رأسهم جماعة حزب الله، اعتبروا أن استقالته "قرار سعودي أملي عليه". " وكان البطريرك قد التقى، في وقت سابق الثلاثاء، الملك سلمان في مكتبه بقصر اليمامة في العاصمة السعودية.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن الراعي ناقش خلال لقائه مع الملك "أهمية دور مختلف الأديان والثقافات في تعزيز التسامح، ونبذ العنف والتطرف والإرهاب، وتحقيق الأمن والسلام لشعوب المنطقة والعالم".
من جانب اخر قال مسؤول إيراني أمس الثلاثاء إن بلاده تأمل في استمرار سعد الحريري رئيسا لوزراء لبنان ونفى أن استقالته جاءت بعد اجتماع اتسم بالتوتر في بيروت. ونقل موقع التلفزيون الإيراني الرسمي عن ولايتي قوله ”الحريري زعم أنه طلب خلال اجتماعنا من إيران أن تتوقف عن التدخل في الشأن اللبناني لكنه لم يقل مثل هذا الأمر“. وأضاف ”اجتماعنا لم يكن متوترا أو عنيفا على الإطلاق. كلها أكاذيب“. واتهم ولايتي السعودية بتأجيج التوتر لأنها ”لا تقبل بالصداقة الستراتيجية“ بين طهران وبيروت. وقال ولايتي إن الحريري عرض خلال اجتماعهما القيام بوساطة بين إيران والسعودية، وإنه رحب بالعرض.
وقال ولايتي إن بلاده تأمل في عودة الحريري إلى لبنان والاستمرار في منصبه رئيسا للوزراء ”إذا كان القانون اللبناني يسمح بذلك“.