TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > زلزال "مدني"

زلزال "مدني"

نشر في: 14 نوفمبر, 2017: 04:32 م

إذاً النائب خالد الأسدي لايكتفي بتطيير الفيلة في الفضائيات ، كما كان يفعل أيام الدعوة للولاية الثالثة ، فقد اتضح اليوم أن طموحه أكبر ، ومسعاه أعظم ، ما يريد الأسدي تطييره هو : الفساد الذي استشرى في جسد الدولة منذ 14 عاماً ، ففيل الأسدي هذه المرة يريد أن يسحق كلّ من ينادي بدولة المواطنة ، إذن تعالوا معنا لنصدِّق ، أنّ : " 5 % من الفاسدين من الإسلاميين والبقية من المدنيين والعلمانيين"
وفي حلبة الخراب هذه تتسلى النائبة عن تيار الحكمة حمدية الحسيني بالظهور في الفضائيات ، وقبل يومين فاتها أن تشرح لمتابعيها، كيف أنّ الاعتراض على قانون الأحوال الشخصية مخطّط لإفساد شباب المسلمين وتقليل نسلهم.. وها هي تبرع في " مهنة " تطيير الفيلة " ، عندما تصرّ على أنّ الزلزال الذي أفزع العراقين أمس كان بمثابة تحذير ، لأن النائبة العزيزة تعتقد أننا شعب ارتكب الكثير من المعاصي بسبب تظاهرات " المدنيين ، ولهذا حلّت علينا لعنة " الرجّة " الكونيّة " كما يسمّيها المرحوم ابن الجوزي .
ظهور النوّاب على الفضائيات جعلنا نفقد حاسّة المتعة بما يعرض على الشاشة الصغيرة . ولهذا تبلّدنا وصرنا لا نرضى بعدد محدود من قتلى الزلازل . وصارت هوايتنا اليوميّة السخرية من المصائب.
لا أحد يريد أن ينظر إلى الكوارث الطبيعية بعين العلم ، كل شيء قضاء وقدر وكأنما مكتوب على هذا الشعب أن يُحكم من الجهلة قضاءً وقدراً ، وأن تُسرق أمواله قضاءً وقدراً ، وأن يُقتل أبناؤه قضاءً وقدراً ، وأن يُشرَّد مواطنوه بالقضاء والقدر أيضاً .
المهرّجون لايريدون أن يعرفوا أنّ الزلزال لا يميّز بين الهويّات. إنه دمار أعمى، يشمل جميع الأعراق والقوميّات . ولهذا لايمكن توظيفه بالسخرية من الموتى لأنّهم كرد .
تعمل الكوارث على التضامن ، بأن تنسى الناس أحقادها احتراماً لأرواح الضحايا ، لكنها في العراق تجعلنا نواجه ما هو أسوأ.. صورة النائب العراقي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. بغداد

    استاذ علي حسين حكومة اللطم واللطامة التي يتزعمها كهنة الأحزاب الدينية الديناصورية ماهي منجزاتها للشعب العراقي منذ يوم النكبة يوم احتلال بغداد عام ٢٠٠٣ ولحد هذا التاريخ ونحن على أبواب عام ٢٠١٨ غير اللطم والساختات وركضة طويريج ونهب وسلب جيوب العراقيين وثروا

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram