عندما عُيِّن لي كوان رئيساً لوزراء سنغافورة عام 1965 ، قال لأحد رفاقه عندما سأله ماذا سيفعل ؟ : " مثلما توجد كتب تعلّمك كيف تبني بيتاً أو كيف تزرع حديقة ، أيضا هناك تجارب وكتب تعلمنا كيف نبني الأوطان " ثم أشار الى كتاب يضعه على مكتبه إنه مذكرات الأمل للجنرال الفرنسي ديغول ، كان لي كوان آنذاك في الأربعين من عمره، وبعد عامين رفع شعار من أجل حكومة نظيفة ، يكتب في مذكراته التي أسماها " من العالم الثالث إلى العالم الأول " : "لقد عانينا من انتشار الفساد والطمع بين عدد كبير من المسؤولين، فالمناضلون من أجل الحرية لشعوبهم تحوّلوا إلى نهّابين لثرواتها، ولهذا حرصت من أول يوم تولّيت فيه السلطة على إخضاع كلّ دولار من الإيرادات العامة للمساءلة، والتأكد من أنه سيصل إلى المستحقّين من القاعدة الشعبيّة من دون أن ينهب في الطريق".
منذ أعوام ونحن نكتب عن الفساد ومئات المليارات التي أُهدرت وسرقت، وأصبحنا نقرأ ونسمع عن مسؤولين فاسدين وظّفوا موازنة مؤسسات الدولة لمنافعهم الشخصية، وغادروا من غير أن يتركوا منجزاً واحداً يذكر الناس بما يجري.
كم هي بسيطة هموم العراقيين أن يعرفوا مثلا، لماذا أصبحنا دولة يعيش نصف مواطنيها تحت خط الفقر في الوقت الذي ينافس فيه سياسيونا على قوائم أغنياء العالم؟ يعلّمنا لي كوان أن مقياس الإنجاز ليس ابتداع الألفاظ وإلقاء الخطب، بل مشاريع التنمية والتطوير والرفاهية، وبعد 14 عاماً لم نجد في العراق سوى غبار سياسي يغطّي كلّ دروب البلاد.
أتمنّى أن يقرأ حيدر العبادي مذكّرات لي كوان ليعرف أن هناك قادة يختارون طريق السعادة وبناء المستقبل، ولهذا أصبحت سنغافورة التي بلا موارد نفطية، واحدة من أغنى بلدان العالم، وودّعت دبي شوارعها الترابية ومراكبها الخشبية، وتحوّلت إلى واحة سياحيّة يدخلها كلّ يوم عشرات الملايين .
كتاب أُهديه إلى العبادي
[post-views]
نشر في: 13 نوفمبر, 2017: 05:02 م
انضم الى المحادثة
يحدث الآن
معرض العراق الدولي للكتاب: بوابة نحو التميز الثقافي والتضامن الإنساني
النفط يتصدر المشهد وتبدلات مفاجئة في ترتيب دوري نجوم العراق بعد الجولة الثامنة
العراق يُطلق منصة لتنظيم العمالة الأجنبية وتعزيز الرقابة الإلكترونية
العراق تحت قبضة الكتلة الباردة: أجواء جافة حتى الاثنين المقبل
ضبط طن مخدرات في الرصافة خلال 10 أشهر
الأكثر قراءة
الرأي
الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!
رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
جميع التعليقات 4
بغداد
الكاتب المبدع علي حسين حيدر العبادي لا يحل ولا يربط هو مجرد ديكور وضاهرة صوتية مزعجة ؟!
الشمري فاروق
لأن من يقودون هذه (الدول)أناس ذوي ضمير وان من حكموا العراق منذ عام 2003 حتى الان أناس لا ضمير لهم ...وسراق ولصوص على المكشوف
الشمري فاروق
لأن من يقودون هذه (الدول)أناس ذوي ضمير وان من حكموا العراق منذ عام 2003 حتى الان أناس لا ضمير لهم ...وسراق ولصوص على المكشوف.. وينطبق عليهم قول الشاعر...قوم أذا صفع النعال وجوههم...شكت النعال بأي ذنب تصفع..
الشمري فاروق
مرحبا بعودنك وعودة عمودك الشيق أيها العزيز...أمنياتي لك بالتوفيق