TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > كتاب أُهديه إلى العبادي

كتاب أُهديه إلى العبادي

نشر في: 13 نوفمبر, 2017: 05:02 م

عندما عُيِّن لي كوان رئيساً لوزراء سنغافورة عام 1965 ، قال لأحد رفاقه عندما سأله ماذا سيفعل ؟ : " مثلما توجد كتب تعلّمك كيف تبني بيتاً أو كيف تزرع حديقة ، أيضا هناك تجارب وكتب تعلمنا كيف نبني الأوطان " ثم أشار الى كتاب يضعه على مكتبه إنه مذكرات الأمل للجنرال الفرنسي ديغول ، كان لي كوان آنذاك في الأربعين من عمره، وبعد عامين رفع شعار من أجل حكومة نظيفة ، يكتب في مذكراته التي أسماها " من العالم الثالث إلى العالم الأول " : "لقد عانينا من انتشار الفساد والطمع بين عدد كبير من المسؤولين، فالمناضلون من أجل الحرية لشعوبهم تحوّلوا إلى نهّابين لثرواتها، ولهذا حرصت من أول يوم تولّيت فيه السلطة على إخضاع كلّ دولار من الإيرادات العامة للمساءلة، والتأكد من أنه سيصل إلى المستحقّين من القاعدة الشعبيّة من دون أن ينهب في الطريق".
منذ أعوام ونحن نكتب عن الفساد ومئات المليارات التي أُهدرت وسرقت، وأصبحنا نقرأ ونسمع عن مسؤولين فاسدين وظّفوا موازنة مؤسسات الدولة لمنافعهم الشخصية، وغادروا من غير أن يتركوا منجزاً واحداً يذكر الناس بما يجري.
كم هي بسيطة هموم العراقيين أن يعرفوا مثلا، لماذا أصبحنا دولة يعيش نصف مواطنيها تحت خط الفقر في الوقت الذي ينافس فيه سياسيونا على قوائم أغنياء العالم؟ يعلّمنا لي كوان أن مقياس الإنجاز ليس ابتداع الألفاظ وإلقاء الخطب، بل مشاريع التنمية والتطوير والرفاهية، وبعد 14 عاماً لم نجد في العراق سوى غبار سياسي يغطّي كلّ دروب البلاد.
أتمنّى أن يقرأ حيدر العبادي مذكّرات لي كوان ليعرف أن هناك قادة يختارون طريق السعادة وبناء المستقبل، ولهذا أصبحت سنغافورة التي بلا موارد نفطية، واحدة من أغنى بلدان العالم، وودّعت دبي شوارعها الترابية ومراكبها الخشبية، وتحوّلت إلى واحة سياحيّة يدخلها كلّ يوم عشرات الملايين .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 4

  1. بغداد

    الكاتب المبدع علي حسين حيدر العبادي لا يحل ولا يربط هو مجرد ديكور وضاهرة صوتية مزعجة ؟!

  2. الشمري فاروق

    لأن من يقودون هذه (الدول)أناس ذوي ضمير وان من حكموا العراق منذ عام 2003 حتى الان أناس لا ضمير لهم ...وسراق ولصوص على المكشوف

  3. الشمري فاروق

    لأن من يقودون هذه (الدول)أناس ذوي ضمير وان من حكموا العراق منذ عام 2003 حتى الان أناس لا ضمير لهم ...وسراق ولصوص على المكشوف.. وينطبق عليهم قول الشاعر...قوم أذا صفع النعال وجوههم...شكت النعال بأي ذنب تصفع..

  4. الشمري فاروق

    مرحبا بعودنك وعودة عمودك الشيق أيها العزيز...أمنياتي لك بالتوفيق

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram