اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > من يقرأ اللحظة العراقية خارج أوهامه؟

من يقرأ اللحظة العراقية خارج أوهامه؟

نشر في: 13 إبريل, 2010: 04:30 م

علي حسن الفوازrnما بعد الانتخابات البرلمانية وما تمخض عنها من نتائج، بدت اللحظة العراقية وكأنها امام غابة  من الأسئلة التي يمارس صناعتها البعض بنوع الريبة والأوهام المفرطة. هذه  الأسئلة  تتعلق بطبيعة ما يمكن تحققه الديمقراطية كنظام للإدارة السياسية من معطيات ونتائج،
وكذلك بغرابة ما يرافق هذه المعطيات من افكار وتصورات وخطابات إعلامية وحتى تخدنقات وعلاقات ومواقف تكشف عن أخطار قد تهجج الديمقراطية ذاتها، العملية السياسية في أصولها المنهجية والتي تقود بالضرورة الى وضع عراقيل وعقد امام الواقع الجديد للتاريخ السياسي العراقي.هذه الأسئلة لا تعني بالضرورة خروجا عن سياق ما أفرزته الديمقراطية من معطيات، بقدر ما هي لحظة اكتشف فيها العقل العراقي قوته، وقدرته على صناعة قدر آخر، بعيدا عن كل وصايا العقل القديم الذي ظل مشوشا في ازماته، تلك ألازمات التي ظلت تقف عند  مأزق البحث عن الوجود والبحث عن الهوية.. هذه اللحظة التي فجرت كل تاريخ المسكوت عنه، لحظة التخندق خارج السلطة القديمة، والفقه القديم، والآخر القديم!البعض مازال مدهوشا من الحدث، لم يستوعب التغيير وانهيار المفهوم اللاوعي للسلطة الأبوية، وتصدع مفاهيم القراءة التي رسخت في أذهاننا تفسيرا محددا للتاريخ والنصوص والحروب والأزمات، مثلما أعطتنا انطباعا عن حجم التخلف الذي كان يحوط آليات عقلنا الرسمي الذي لم يطمئن لأي تاريخ خارج سياقه وأحكامه..هذه الأسئلة أثارت أسئلة أخرى، تتعلق بالعلاقة مع الآخر، بالأزمة المسكونة بفوبيا التاريخ (تاريخ ثقافة الموت) وتاريخ(الثقافات المضللة)التي انتجت لنا إيديولوجيات أسكنت العقل الثقافي في جحيمه، وعلقت نزوعه للتجديد والإصلاح على شماعة(البدع والضلالات) وكأن ثقافة الموتى هي الثقافات السياقية الخالدة التي ينبغي أن تظل هي المسؤولة عن أرخنة الإنسان التابع وليس للإنسان المغامر.من هذا المنطلق كانت الرؤية العاصفة التي وجد فيها العقل الثقافي نفسه امام نمط من(الثقافات)المهددة، والتفقهات الموغلة في تكفيرها، تبدو وكأنها المسؤولة عن صناعات معقدة تمسّ جوهر صناعة التاريخ وصناعة المجتمع وصناعة الدولة، والتي تبدأ من رعب هذه الدولة أساساً، وتنتهي عند رعب الفكر ومجالاته المتعددة، حدّ انها اصطنعت للانسان نسقا مغلقا، نسقا تؤطره نصوص غامضة ومثيرة للجلد والقهر وليس الوجود بكل ما يعنيه من معان وتغايرات وتجاذبات وصراعات وتحولات عميقة يمكن ان تمسّ الجسد والنص والسلطة والجماعة، وهذا التأطير صنع له بالمقابل وسائل دفاعية مرعبة تمظهرت عبر وسائل الغلو الثقافي والفقهي، وعبر وسائل الترهيب والتكفير وطرد الآخر.وفي الحالة العراقية نجد ان ظهور هذه الأسئلة كان قرينا بشيوع نوع من المغالاة التي أعادت إنتاج فقه الأزمة، ومحنة العقل، والتي اتسمت باستعادة فكرة الدفاع عن الأصل، عبر تدمير الأصول الأخرى، واستعداء كل(جوانيات)العقل المحبط  لمواجهة تاريخ طويل وعميق الأثر في الحياة العراقية(تاريخ الجماعات والثقافات والمدارس)، هذا التاريخ الذي استوعب الكثير من الصراعات والمواجهات، وجسدّ عبر وقائعه تحولات أثرت البيئات الثقافية برغم عنف السلطات الحاكمة، وكان هذه الثقافات(الشعر، السرد، الحكاية، الاجتهاد، الدرس الفقهي التنويري، القصص الشعبية والملاحم الأسطورية والتخيلات الشعبية) كانت نوعا من التورية لثقافات مضادة، فيها الكثير من الاحتجاج، والتي ظلت الحاكميات تخضعها الى نوع من التلصص الخفي، وكان انهيار الانظمة السياسية في العراق يعود دائما الى أسباب خارجية كما تقول الروايات التاريخية وتحت نفس السبب وهو الغزو، لكنها لم تتحدث عن العوامل الداخلية التي أسهمت في انهيار هذه الأنظمة رغم جبروتها، فضلا عن أثر الثقافات الاحتجاجية التي كانت تكبر في العمق الوجداني والسياسي، وتصطنع لها الكثير من الشفرات التي يتداولها الشارع الشعبي دائما..ولعل حديث اليوم بكل عنفه ومعطياته لم ينفصل عن حديث الأمس، فالغزوات التي تعرض لها المكان العراقي وخاصة مدن بغداد والموصل والبصرة، والتي حدثت تحت عوامل مركبة داخلية وخارجية، هي ذاتها التي تحدث اليوم،  ظاهرة الاحتلال والغزو الأمريكي للعراق لم تأت من فراغ، ولم تتشكل دون مقدمات، اذ ان هذا الاحتلال جاء بفعل عوامل داخلية كشفت عن انهيار نموذج السلطة وفشلها في إنتاج مشروع وطني حقيقي، فضلا عن عشوائيتها التي قادت الى حروب دامية وعبثية مسخت هوية الثقافة القديمة التي ارتبطت بمخيالنا السردي، كما شوهت تاريخ المنظومات العسكرية والحزبية والاجتماعية التي ارتبطت خلال عقود ماضية بتاريخ الحراك الوطني العراقي.كما ان للعوامل العربية دورها في تهيئة كل عوامل الاحتلال بدءا من تعاون العديد من الدول العربية مع القوات الأمريكية وتسهيلها لكل الفعاليات العسكرية بدءا من عام 1991 ولغاية 2003، ناهيك عن الدور الإعلامي والثقافي والتعبوي الذي قامت به دول ومؤسسات وفضائيات وبنوك وجماعات لوضع الحالة العراقية امام لعبة الحرب بالكامل.. وأظن ان ذات القوى التي مارست الدور القديم،  تمارس الان دورها الحاضر(دول ومؤسسات وفضائيات وبنوك وجماعات فقهية وثقافية) في وضع كل المصدات

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram