اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > دييغو غارسيا .. صاحبة الدور المحوري في حرب الخليج القادمة

دييغو غارسيا .. صاحبة الدور المحوري في حرب الخليج القادمة

نشر في: 13 إبريل, 2010: 04:31 م

د. عبد الله المدنيالمتابع لما تكتبه الصحافة الأجنبية الغربية هذه الأيام، سيلاحظ بكل تأكيد وجود العديد من المقالات والتحليلات المطولة التي تتحدث عن أن الولايات المتحدة وحليفاتها لئن كانت تقوم بجهود دبلوماسية دؤوبة لثني النظام الإيراني
عن المضي قدما في برامجها النووية المثيرة للجدل، فإنها بالتزامن مع ذلك تقوم بالإستعداد والتخطيط لشن حرب خاطفة على المنشآت النووية الإيرانية. rnوفي هذا السياق، تكرر ورود إسم جزيرة "دييغو غارسيا" كمنطلق لغارات جوية متتابعة ومكثفة ضد الأراضي  والمنشآت الإيرانية، وبما يعني أن الجزيرة المذكورة ستلعب دورا محوريا في أية حرب قادمة في الخليج، مشابها لذلك الذي لعبته أثناء حرب تحرير الكويت، إن لم يكن أكبر. ففي الأنباء أن "دييغو غارسيا" تشهد منذ بعض الوقت حركة غير طبيعية لجهة تجهيز وتوسعة مهابط الطائرات وبناء التحصينات والمهاجع والمستودعات الإضافية، علاوة على حركة لافتة للنظر في أعداد الطائرات والمروحيات والقاذفات المقلعة والهابطة، وفي أشكال التدريبات والتمارين اليومية.وما يعنينا هنا ليس التثبت من صدق تلك التحليلات أو زيفها أو الدخول في جدل حول نتائج الحرب المتوقعة وتأثيراتها على دول الخليج وشعوبها، وإنما تسليط الضؤ على "دييغو غارسيا" ودورها في الماضي والحاضر في المخططات الإستراتيجية الأمريكية، وأسباب عدم حصولها على الإستقلال كغيرها من المستعمرات، خصوصا وأن القاريء العربي بصفة عامة لايعرف سوى القليل عنها، بل ربما لا يستطيع تحديد موقعها على الخارطة.جغرافيا تقع "دييغو غارسيا"، التي تبلغ مساحتها الإجمالية 17  ميلا مربعا في مياه المحيط الهندي، على بعد ألف ميل تقريبا من الساحل الجنوبي للهند، و1200 ميلا من جزيرة موريشوس. ولهذا فإن أقرب قطع اليابسة إليها هي سريلانكا وجزر المالديف. وقد ظلت طويلا أرضا غير مأهولة بالسكان، إلى أن جلب إليها المستعمرون الفرنسيون في القرن الثامن عشر للميلاد سكانا من مستعمراتهم في أفريقيا وموريشوس وسيشيل للعمل في مزارع جوز الهند. وتزايد عدد السكان في أعقاب سقوط الجزيرة في أيدي البريطانيين بعد هزيمة الفرنسيين في الحروب النابليونية، حيث جاءتها أعداد أخرى من العمالة من شبه القارة الهندية. تاريخيا ظلت الجزيرة إحدى ملحقات موريشوس من عام 1814 وحتى 1965 ، أي حتى العام الذي قامت فيه حكومة رئيس وزراء بريطانيا العمالي هارولد ويلسون بإنتزاعها من موريشوس مقابل وعد للأخيرة بالاستقلال في عام 1968 و بدعوى رغبة لندن في إستئجار الجزيرة من أجل إقامة قاعدة عسكرية لها فيما وراء البحار. ومن أجل إقامة تلك القاعدة عمد البريطانيون إلى إخلائها من سكانها، بتهجيرهم إلى الدول الذي جاؤوا منها أصلا كالهند و كينيا ومدغشقر وموريشوس وسيشيل، بحيث لم يبق فيها في عام 1971 سوى أقل من ألفي نسمة .  ويعتبر عام 1966 عاما مهما في تاريخ هذه الجزيرة، حيث أبرمت لندن فيه إتفاقية مع واشنطون (من المفترض أن تنتهي بحلول العام 2036 ) أعطت بموجبها الأولى للثانية الحق في إقامة قواعد ومنشآت عسكرية أمريكية فوق أراضي الجزيرة، بشرط تلبية الحاجات الدفاعية للبلدين معا، وذلك ضمن التحالف الأمريكي – البريطاني لمواجهة التمدد الشيوعي في العالم. ورغم ما تردد أن لندن حصلت لاحقا من الأمريكيين على ملايين الدولارات كتعويضات في صورة تخفيضات على فواتير مشترياتها من صواريخ بولاريس امريكية الصنع، فإنه لم يثبت ذلك بالدليل القاطع.أما عن التسمية، فقد سميت الجزيرة بهذا الإسم تخليدا لمكتشفها البرتغالي "دييغو غارسيا" الذي قاد حملة إستكشاف برتغالية لجزر المحيط الهندي في عام 1554 للميلاد مع زميله "هيرناندو دو سوتو"، لكنه توفي في رحلة العودة إلى بلاده قبل إكمال مهمته.عسكريا تكمن أهمية الجزيرة أولا في موقعها الإستراتيجي المتوسط ما بين سواحل الأرخبيل الإندونيسي وساحل إفريقيا الشرقي، ثم في حقيقة كونها مسرحا لمنشآت عسكرية أمريكية وبريطانية ضخمة تشمل محطات الدعم والرصد والإستكشاف وتزويد السفن والطائرات الحربية العملاقة بالوقود والمؤن والصواريخ والذخائر وقطع الغيار، وأخيرا في حقيقة كونها موقعا حاضنا لأدق أجهزة الإتصالات والكشف والتنصت وأكثرها حساسية، علاوة على إحتضانها لما يمكن وصفه بمرآب ضخم وحصين للسفن الحربية والغواصات والمستشفيات المجهزة العائمة.وبسبب من كل هذا، لعبت الجزيرة دورا هاما أثناء حقبة الحرب الباردة لجهة رصد كل ما كان الدب الروسي والتنين الصيني وحلفائهما يقومون به في مياه المحيط الهندي وإمتداداتها، إلى الدرجة التي تسرب معها خبر عن  ضغوط مارستها موسكو على حلفائها الهنود كي ينددوا في المحافل والمؤتمرات الدولية بالتواجد الأمريكي فوق تراب "دييغو غارسيا"، ويطالبوا بضرورة جلاء الأمريكان والإنجليز عنها ومنحها الإستقلال. وبطبيعة الحال فإن الوضع تغير الآن مائة وثمانين درجة، بدليل قيام البحريتين الأمريكية والهندية بإجراء مناورات عسكرية مشتركة على سواحل الجزيرة من وقت إلى آخ

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram