الرصد الزلزالي 100 هزة ضربت العراق وتوقعات باستمرار الزلازل لمدة شهر
متنبئ جوّي: التوقع بهزّات أرضية ارتدادية "أمرٌ مبالغ فيه"
فوجئ أهالي بغداد بالأرض تهتز تحتهم، ولم يتوقعوا أن زلزالاً قد ضرب العراق، وقد رصدت مقاطع فيديو لحظات الهلع التي أصابت سكان مناطق تأثرت بزلزال كبير ضرب شمال العراق، وصلت ارتداداته إلى دول الجوار، ولاسيما إيران.
وقد أظهرت كاميرا المراقبة في أحد المقاهي ببغداد، حسبما أورد موقع”سكاي نيوز”أمس الأحد، لحظة هلع في صفوف الروّاد بعدما شعروا بارتدادات الزلزال، حيث هرعوا كلهم نحو المخرج تجنباً للخطر، فيما شهدت معظم مناطق بغداد خروج العوائل إلى الشوارع خوفاً من أن تتعرض دورهم للأضرار.
واضطرت عائلات كثيرة إلى مغادرة بيوتها وإمضاء الليلة الماضية على الطرقات والحدائق والساحات العامّة خشية تعرض منازلها للانهيار جراء الزلزال بعد أن سمعوا في الفضائيات من أن هناك هزّة ارتدادية ستحدث في تمام الساعة الثانية عشرة ليلاً، وأخرى الساعة الثالثة بعد منتصف الليل.
وبعد الزلزال بدقائق، برز مشهد شوارع بغداد مكتظة بالسيارات والناس حتى الساعات الأولى لصباح اليوم الثلاثاء، بعدما توقعت هيئة الرصد الزلزالي حدوث هزّات ارتدادية الليلة الماضية. كذلك، فتحت المتنزهات والحدائق في العاصمة أبوابها أمام العراقيين، كمتنزه الزوراء بحي المنصور، ومتنزه"نو نيم"في حي اليرموك، وساحات أخرى في جانب الرصافة من بغداد.
عزيز قادر أحد سكنة حي شعبي في بغداد الجديدة، قال إنه شعر أن البيت سيسقط عليه، موضحاً أنّ قوة الزلزال، والبناء القديم لبيته، فضلاً عن الرعب الذي انتشر بين أبناء عائلته جرّاء الاهتزاز، دفعتهم جميعاً إلى مغادرة منزله فوراً، وإمضاء الليلة الماضية في الشارع القريب. ويضيف أنّ أفراد أسرته رفضوا العودة الى البيت حتّى حلول الصباح، لأنهم عرفوا من خلال الفيسبوك، أن الزلزال سيتكرر في الليل وبقوة أشد.
أما أم أحمد التي تسكن مدينة الصدر، تقول إنّها شعرت أن الأرض انشقت تحتهم، مما دفعها هي وعائلتها الى الركض باتجاه الشارع، حيث وجدت الكثير من العوائل تفترش الرصيف، فيما يؤكد البعض، أنّ منازلهم في الأحياء القديمة من بغداد، تعرضت للهدم الجزئي وتشقق الجدران جرّاء قوة الزلزال.
من جهتها، حاولت وزارة الصحة العراقية التخفيف من حالة الهلع التي سادت في أوساط العراقيين، من خلال إصدار بيان أكدت فيه، أنّها تمكنت من احتواء جميع الإصابات وحالات الهلع التي أصابت بعض الأشخاص. وأشارت إلى أنّها استنفرت جميع مؤسساتها لاحتواء أيّ طارئ، لافتة إلى تسلم عدد من حالات الهلع وارتفاع ضغط الدم جراء الخوف من الزلزال.
وأعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في وقت مبكر من صباح أمس الإثنين، أنّه يتابع أوضاع المواطنين والآثار المترتبة على الهزّة الأرضية، مؤكداً في بيان، أنّه وجّه فرق الدفاع المدني ذات العلاقة بالحفاظ على أرواح العراقيين.
وضرب العاصمة بغداد ومناطق وسط العراق وشماله وجنوبه، مساء الأحد، زلزال يمكن اعتباره الأعنف من نوعه في البلاد. وقالت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية، إن الزلزال الذي ضرب إيران أيضاً وشعرت بهزّاته دول في المنطقة كان بقوة 7.3 درجات على مقياس ريختر.
وقال موقع رصد الزلازل الاميركي في بيان له ليس هناك اقل من اربع لوائح كبرى للنشاط الحركي التكتوني لقشرة الارض (في المنطقة العربية والاورو اسيوية والهندية والافريقية) فضلا عن كتلة تحرك تكتونية صغرى في (الاناضول) التي تعتبر المسؤول الرئيسي عن النشاط الزلزالي وتحركات قشرة الارض التكتونية في منطقة الشرق الاوسط والمنطقة المحيطة بها والتي تعرض لها الجانب الحدودي العراقي الايراني، امس وكان مركز الهزة جنوبي مدينة حلبجة في السليمانية.
واضاف البيان، ان الهزة الارضية التي وقعت بتاريخ 12 تشرين الثاني 2017 بقوة 7.3 درجة على مقياس ريختر قرب الحدود العراقية – الايرانية على بعد 220 كم شمال شرق بغداد كانت نتيجة ضغط مائل احدث تصدعا في قشرة الارض على عمق يزيد عن 25 كم. المؤشرات التقنية الاولية للحدث تشير الى حدوث تمزق وتصدع في باطن قشرة الارض امتد نحو الاتجاه الشرقي والشمال الشرقي وكذلك نحو الجنوب الغربي لمنطقة الزلزال.
بالنسبة لموقع هذا الزلزال فان الطبقة الارضية في المنطقة العربية تتحرك نحو الشمال تجاه طبقة اسيا الاوربية لقشرة الارض بمعدل 26 ملم بالسنة. وهاتان الطبقتان الارضيتان تلتقيان على طول حدود الطبقة الضاربة الشمالية الغربية للارض الملاصقة بشكل عام لهذه الهزة الارضية التي ساقت معها قمم جبال زاغروس في ايران.
موقع الحدث في هذه المنطقة من سطح الارض , شمال شرق نشاط الحركة التكتونية , يتماشى مع التصدع الحاصل للقشرة الارضية المحاذية لبنية التركيب الجيولوجي للمنطقة.
واكدت الهيئة انه خلال القرن الماضي شهدت المنطقة اربع هزات ارضية مشابهة للتي حصلت امس الأول بقوة تتراوح بين 4 الى اكثر من 6 درجات على مقياس ريختر. وكانت اخر هزة ارضية بقوة 6.1 درجة وقعت على بعد 100 كم جنوب موقع الهزة الارضية الحالية في المنطقة قد حدثت عام 1967. وكانت هزتان اخريان احداهما في الخمسينات والاخرى في الستينات من القرن الماضي قد حدثت على بعد 200 كم جنوب شرق موقع الهزة الحالية المنطقة بقوة 6.0 و 6.7 على التوالي.
وفي تشرين الثاني عام 2013 وقعت هزتان ارضيتان بقوة 5.6 و 5.8 على مقياس ريختر على بعد 60 كم جنوب موقع الهزة الارضية ليوم امس الاول ولم تؤدي لاصابات مميتة.
وبحسب مختصين، فإن هذه الهزّة هي الأولى من نوعها في التاريخ المعاصر تضرب العاصمة بغداد والمدن العراقية، حيث بدأت من شمالي البلاد وصولاً إلى جنوبها.
وفي مدينة السليمانية مركز الزلزال،
وكانت قنوات تلفزيونية تجري حوارات مع العديد من الضيوف، قبل أن يتفاجأ الضيوف باهتزاز في الأستوديو، مما جعل بعض القنوات تقطع البث، كما عرضت العديد من الفضائيات العراقية مقاطع لضيوف تفاجأوا باهتزاز قوي في الاستوديوفقرروا مغادرة الاستوديو خوفا، فيما اصر خبير أمني على ان الامر خطير جداً، وقال حامد السيد، مقدم برنامج المشهد في قناة آسيا، إنه كان ينظر الى الضيف الذي أخذ يتمايل، فيما شعر أنّ الكرسي الذي يجلس عليه بدأ يهتز، واعتقد في بداية الأمر، أن هناك انفجاراً قوياً حدث، إلا أن ملاحظ الاستوديو أبلغه أنّ زلزالاً ضرب العراق، فاضطر الى مقاطعة الضيف والإعلان عن وقوع الزلزال.
كما بيّن مقطع فيديو آخر، الدمار الذي خلّفه الزلزال في مدينة دربندخان، التابعة لمحافظة السليمانية، في وقت خرج السكان إلى الشارع. في هذه الاثناء أوصت هيئة الأنواء الجوية والرصد الزلزالي العراقيّة المواطنين بالابتعاد عن المباني وعدم استخدام المصاعد في حال استشعار الهزّة الأرضية، وأفادت مصادر إعلامية، بأن الهزّة الأرضية أسفرت عن تدمير عدد من المباني السكنية للمواطنين في قضاء دربندخان، جنوب شرقي مدينة السليمانية.
أما في محافظة البصرة، فقد قال مراسل إحدى الوكالات، إن الزلزال أحدث حالة من الفزع في مول (التايم سكوير) بسبب اهتزازه نتيجة الهزّة الأرضية في المدينة التي بلغت 2،2 درجة، وفي ديالى أسفر الزلزال عن سقوط الجزء الأعلى لمنارة أبي حفص في خانقين، نتيجة تأثير الهزّة الأرضية التي ضربت القضاء.
وذكرت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية، أن الزلزال وقع على مسافة 103 كيلومترات جنوب شرقي مدينة السليمانية، فيما تحدث مغرّدون في دول عربية مجاورة عن هزّات خفيفة.
وفي المملكة العربية السعودية، أعلن السفير السعودي لدى العراق، عبد العزيز الشمري، أن المملكة أمرت بإخلاء مبنى سفارتها في العاصمة العراقية بغداد، وقال في تصريحات لصحيفة"الرياض"السعودية:"جميع منسوبي السفارة والمواطنين السعوديين في العراق بخير ولا يوجد أي إصابات جراء الهزّة الأرضية التي ضربت العراق".
وكانت هزّة أرضية، بلغت قوتها 5.3 درجة على مقياس ريختر، ضربت شمال العراق منذ 3 أشهر، مخلفة أضراراً مادية.
وتتفاوت آراء المختصين العراقيين حول أسباب الزلازل الحالية، خاصة أن العراق لا يصنّف ضمن دول"خط الزلازل"، إلا أن آراءً كثيرة رجّحت إمكانية تكرارها بشكل أكثر عنفاً، في حين استغل رجال دين الظاهرة واعتبروا أن كثرة الذنوب والمعاصي وتفشي الفساد ضمن أسباب تكرار الزلازل، حتى أن أحدهم زعم أن أحد الأولياء غاضب على العراقيين.
وأصدرت هيئة الأنواء الجوية والرصد الزلزالي في بغداد، تقريراً مفصلاً، أمس الأول الأحد، حول الهزّات الأرضية التي ضربت أخيراً مناطق عدة، وأكدت وقوع 21 هزّة أرضية بين 10 و18 من الشهر الحالي، لم تتجاوز قوتها 4.5 درجات على مقياس ريختر، في حين كانت أغلب الهزات غير محسوسة، باستثناء أربع هزّات فقط، وضربت الهزّة الأقوى المنطقة الواقعة جنوب غربي قضاء الرفاعي.
وأكدت هيئة الرصد الزلزالي في كردستان، في تقرير، أن آخر زلزال مرصود بلغت قوته 3.5 درجات على مقياس ريختر في منطقة قلعة دزه، شمال أربيل، مؤكدة أن الإقليم لا يقع ضمن خط الزلازل، لكن ما حدث هو ارتداد لزلزال وقع داخل الأراضي الإيرانية.
وقالت مديرة قسم الرصد الزلزالي في وزارة النقل هدى عباس إن"الهزات الارتدادية لا تصل الينا، ويشعر بها فقط سكان المناطق القريبة من بؤرة الزلزال والمناطق الحدودية"
وأشارت عباس الى"تسجيل أكثر من 100 هزة ارتدادية منذ ليلة أمس إلا أنها غير محسوسة"، مبينة أن"الهزات المحسوسة قد تثير الهلع لكنها لا تتسبب بأضرار".
وتابعت أن"مراقبة الهزات الارتدادية مستمرة من قبلنا، ونتوقع استمرار هذه الهزات لمدة شهر"، لافتة الى أن"الزلزال الذي ضرب إيران يوم أمس الاول وقع على بعد 6 كم من الحدود العراقية من جهة خانقين، و200 كم من الجهة الشمالية الشرقية لبغداد".
فيما أعلنت جمعية الهلال الأحمر العراقي، أمس الاثنين، عن حصيلة الزلزال الذي ضرب البلد، ليلة الأحد، مؤكدة وقوع ضحايا ومئات المصابين، فيما لفتت الى تسجيل أضرار كبيرة في الممتلكات الخاصة والعامة وخصوصاً في محافظة السليمانية.
وقالت الجمعية في بيان تلقت (المدى) نسخة منه، إن"الهزّة الأرضية التي ضربت مدن العراق، ليلة الاحد، أسفرت عن مصرع 8 أشخاص و٤٢٥ مصاباً"، موضحة أن"أغلب تلك الخسائر كانت في مناطق تابعة لمحافظة السليمانية".
وأضافت،"في كلار قتل شخصان وأصيب أكثر من ١٠٠، فيما شهدت دربندخان مقتل ٤ أشخاص وإصابة ١٠٠ آخرين، وفي حلبجة أصيب أكثر من ١٠٠ مواطن"، مبينة أن"مركز محافظة السليمانية شهد مصرع شخص واحد وإصابة أكثر من خمسين مواطناً".
وتابعت، أن"خانقين شهدت إصابة أكثر من ٧٥ مواطناً"، مؤكدة أن"فرق الإغاثة التابعة لها سجلت أضراراً كبيرة في الممتلكات الخاصة والعامّة في المدن التي شهدت الهزّة الأرضية، وخصوصاً في محافظة السليمانية، مشيرة الى أن فرق الإغاثة باشرت عملها منذ، ليلة الاحد، وساعدت في إخلاء المواطنين ونقل الجرحى".
من جانب آخر، قال المتنبئ الجوي الأقدم في مطار البصرة، صادق عطية، الأحد، إن"أمر التوقع بهزّات ارتدادية مبالغ فيه".
وأكد عطية في منشور على صفحته بموقع"فيسبوك"، اليوم (12 تشرين الثاني 2017)، أن"الهزّات الارتدادية دائماً ماتكون أقل حدة من الهزة الرئيسة وأمر حدوثها أو مكانها ووقتها لايمكن التنبؤ به".
وأضاف عطية أن"التوقع بحدوث هزّات ارتدادية بوقت ما كما نشر في الساعة 12 منتصف الليل أو 3 فجر الغد مبالغ فيه، خاصة وأنّ الهزات الارتدادية تحدث دون العلم بوقتها أو مكانها".
وتابع بالقول"لا يوجد ايّ داعي للخوف بعد حدوث الزلزال، ومن يقول إن هناك هزة في الساعة 12 ليلاً، فهو خبر كاذب، تجاوزنا مرحلة الخطر، إن شاء الله، الخسائر كانت قوية في بعض قرى شمال البلاد، اهدأوا ولا داعي للخوف فالخطر زال، والارتدادات إن حدثت فهي ضعيفة وأقل قوة وخطورة".