وقد حدثت فى بغداد بعض الهزّات الأرضية، وقد أفاض في تسجيلها المؤرخون برغم أنهم لم يذكروا لها ضحايا، مما يدل على أنها هزّات محدودة الأثر.. فقد حدثت رجّة زلزال في رمضان سنة 186هـ بين المغرب والعشاء، وقد وصفها ابن الجوزى بأنها”رجفة شديدة”ولم يذكر لها ضحايا، ولم يذكر لها تأثير على البيوت والمساكن..
• وحدثت رجفة أخرى سنة 347هـ ولم تترك أثراً.
• أمّا في سنة 464هـ، فقد حدث في بغداد زلزال ارتجت له الأرض ست مرات، وكان ذلك ليلة الجمعة ـ 26من ربيع الآخر، وقت طلوع الشمس، ومع ذلك فلم تحدث خسائر بشرية أو مادية، 3 ــ ولخلو تلك الزلازل من خسائر بشرية، فقد اكتفى أهل بغداد باعتبارها فألاً سيئاً ونذيراً بموت أحد الكبار، ونفهم ذلك من قول ابن الجوزي عن زلزال محرم سنة 487هـ، أنه مات بعده الخليفة المقتدى.
• وكان زلزال يوم عرفة سنة 511هـ محسوساً، فقد كانت الحيطان والستائر تروح وتجيء، وأوقع الزلزال بعض البيوت والدكاكين، ولكن لم تقع خسائر في الأنفس، واكتفى ابن الجوزي بالربط بين ذلك الزلزال وبين موت السلطان محمد بن ملكشاه.
• ويقول المؤرخ أبو الفضل بن ناصر عن زلزال بغداد يوم 16 ربيع الأول سنة 524هـ، الذي حدث ليلة الجمعة”كنت في المسجد بين العشائين فماجت الأرض مراراً كثيرة من اليمين عن القبلة إلى الشمال فلو دامت لهلك الناس، ووقعت دور كثيرة ومساكن في الجانبين الشرقي والغربي، ثم حدث موت السلطان محمود وفتن وحروب”أي اعتبر الزلزال مؤذناً بالموت والفتن والحروب”.
• ويروي ابن الجوزي تجربته الشخصية عن زلزال بغداد سنة 529هـ”وزلزلت بغداد مراراً لا أحصيها، وكان مبتدأ الزلزال يوم الخميس ـ 11 شوال، فزلزلت يومئذ ست مرات، ودامت كل يوم خمس مرات أو ست مرات إلى ليلة الجمعة سابع عشر من شوال، ثم ارتجَّت يوم الثلاثاء النصف من الليل، حتى تفرقت السقوف وانتـثرت الحيطان، وكنت في ذلك الزمان صبياً، وكان نومي ثقيلاً لا أنتبه إلا بعد الانتباه الكثير، فارتج السقف تحتي وكنت نائماً في السطح رجّة شديدةً حتى انتبهت منزعجاً، ولم تزل الأرض تميد من نصف الليل إلى الفجر والناس يستغيثون...!! ولم تقع ضحايا.. مما يدل على أنه ليس بالشدة التي تصوّرها ابن الجوزي.
• ويكرر ابن الجوزي الحديث عن تجربته الشخصية مع زلزال بغداد ليلة الثلاثاء ـ 24من ذي القعدة سنة 538هـ، وكان أيضاً نائماً، يقول”كانت رجّة عظيمة، كنت مضطجعاً على الفراش فارتج جسدي منها..".
• أمَّا الزلزال الحقيقي فهو الذي كان يحدث خارج بغداد، وتصل أنباؤه الى مسمع ابن الجوزي فيسجلها، وكانت الضحايا بالألوف وعشرات القرى والمدن، وكنا نحتاج إلى قلم ابن الجوزي ليصدر وقائعه عن مشاهدة عينية، ولكنه كتب ما وصل إلى سمعه وما نقله عن الآخرين. وبالتأكيد فإن ذلك الوصف السماعي كان أخف كثيراً من الواقع البشع، ويبدو أن بغداد كانت بعيدة عن مراكز الزلازل القوية في العراق التي كانت تضرب المدن الرئيسة وما حولها في الأهواز وواسط والموصل وحلوان..
• وفي سنة 310هـ، حدث زلزال هائل في واسط، نتج عنه شقوق هائلة في الأرض عددها سبعة عشر شقاً، أكبرها ألف ذراع وأصغرها مائة ذراع، وقد أغرق ذلك الزلزال ألفاً وثلاثمائة قرية من القرى الكبيرة..!! ولم يذكروا أعداد الضحايا..
• وفي سنة 317هـ، ضرب الزلزال منطقة الموصل فهدم كثيراً من المنازل وأهلك كثيراً من الخلق.
• وفي يوم 18 شوال سنة 450هـ، بين المغرب والعشاء، اهتز العراق كلّه بزلزال ضخم أرهب الناس ودمّر البيوت في همدان وواسط وعنة وتكريت ووصلت أصداؤه إلى بغداد.. ولم يذكروا أرقام الضحايا..
• وفي شهر ذي الحجة سنة 455هـ، حدث زلزال آخر في واسط وقد لبث مدة طويلة..
• وفي يوم السبت أول ذي الحجة سنة 544هـ، وفي وقت الضحى، حدث زلزال عظيم في حلوان، حيث ظلّت الأرض تموج وتتحرك نحو عشر مرات، وتقطع الجبل وابتلعته الأرض، وانهدم الرباط البهروزي، ومات الآلاف من التركمان..
العراق والزلازل..ذاكرة تاريخية
نشر في: 14 نوفمبر, 2017: 12:01 ص