إحسان الياسريهل خسر العراقيون إذ لم يختاروا شيوعياً للمجلس.. هذا سؤال يتداوله بعض العراقيين الذين صوتوا للسيد المالكي او للسيد الجعفري او للسيد علاوي، او لآخرين، وكانت قلوبهم مع الاستاذ حميد مجيد موسى وقائمة اتحاد الشعب.. وهو سؤال ربما ظلوا يرددونه وهم في الطريق إلى صناديق الاقتراع،
أو قبلها بساعات، وحتى عندما وقفوا وحيدين داخل الحاجز (الكارتوني) لإملاء الاستمارة.. rnكانت إيديهم ترتجف وهم يؤشرون على قوائم أخرى وأسماء اخرى.. ولم تنقطع حواراتهم عن مزايا الشيوعيين وعفتهم ونزاهتهم ونظافة إيديهم.. وكلما تحدث الناس عن مواصفات المسؤولين والقادة، أو كلما تذكروا ايام الضغط الاجتماعي والعنف بمختلف اشكاله، او الأيام التي أمتدت إيدي بعض الناس إلى المال العام، فرض الشيوعيون اسمهم، حيث لم يسرقوا او ينهبوا ولم يستخدموا نفوذهم للانتفاع منه.. والذين لم يفهموا ابجدية العنف الطائفي، بل كانوا ادوات لتهدئة الناس ومداواة جراحهم.. فما الذي حصل لبعض الناس يوم السابع من آذار، يوم زحفوا إلى صناديق الإقتراع وهم يعتقدون بإن الشيوعيين هم الاجدر بتمثيلهم في المجلس النيابي، ومن الممكن ان يكونوا ضامنين لمشاركة فاعلة للسلطة التشريعية في مراقبة اداء المؤسسات التنفيذية.. ولكن اقلامهم انحرفت عن قائمة اتحاد الشعب واختارت قوائم أخرى.. هل كان الناس قلقين من عدم وجود الفرصة للشيوعيين، فخشوا من ضياع اصواتهم، وفضلوا اختيار قوائم وأشخاص يمكن ان يكون فوزهم مضموناً. وهل ذهب الناس للصناديق وهم يحملون قناعة مزدوجة، قناعة الممكن، وقناعة الاماني.. وهل عجز الشيوعيون وانصارهم من اقناع الناس بان عدم تحالفهم مع قائمة كبيرة كان اجدى للمجتمع ولمستقبل العراق. وهل أحسنوا في عدم الائتلاف مع قائمة كانت ستوفر لهم ستة او سبعة مقاعد في مجلس النواب.. وهل صحيح إن رموزاً كبيرة في القوائم الفائزة هي التي أدخلت العشرات من أعضائها إلى مجلس النواب، وإن وجود شخصيات شيوعية مرموقة في الائتلافات الكبيرة سيضمن دخولها (الشخصيات) إلى البرلمان..وهل يُعقل ان يدخل مرشح للبرلمان لمجرد حصوله على اقل من ألف صوت في إحدى القوائم الكبيرة بينما يتعذر على (أبي داود) وشيوعيين آخرين دخول المجلس.. وهل يمكن لمرشح حصل على أقل من ألفي صوت ان يدّعي تمثيل الشعب العراقي لمجرد إن رئيس الائتلاف حصل على نصف مليون صوت فمنحه خمسة وثلاثين ألف صوت من اصواته تؤهله دخول البرلمان، بينما لا يجد شخصية مثل الأستاذ حميد مجيد موسى أصوات تؤهله لعبور (العتبة).. وهل صحيح إن بغداد، عاصمة الرشيد والجواهري والبياتي وأبو كاطع ووو.... تبخل على احد الرموز الوطنية بخمسة وثلاثين الف صوت، فيما تسمح لعدد كبير من اعضاء الائتلافات الكبيرة من دخول البرلمان بثلاثة آلاف صوت أو ألف وخمسمائة صوت أو (ستمائة وخمسون صوتا).. مرة أخرى (ستمائة وخمسون صوت)، ليدخل في البرلمان، ويبدأ من تحت القبة بالصياح أمام الكامرات (أنا ممثل الشعب) بينما تمتنع بغداد عن تجميع أصواتها لقبول شيوعي في برلمانها.. هل سيدرس الشيوعيون هذه المفارقة، بل هل سيدرس البرلمان هذه المفارقة.. مفارقة ان يصبح احد الأشخاص عضواً في البرلمان لمجرد حصوله على الف صوت، بينما ينص الدستور على إن كل عضو برلمان يمثل مائة ألف عراقي.. فهل يختزل قانون الانتخابات الـ (مائة الف) بألف..وهل سيدرس الشيوعيون ظاهرة عجزهم عن تجميع خمسة وثلاثين ألف صوت في كل بغداد؟ بغداد التي تضّمخت ارضها بدماءهم.. أم هي ظاهرة (هذا أحبه، وهذا اريده)، عندما كانت إحدى الممثلات تبرر زواجها من مقاول ثري، بينما تقسم أغلظ الايمان إنها تحب حبيبها حد الموت، لان الاخير كان (شيوعياً) كما يبدو.. أو جريا على مقولة (قلوبنا مع علي وسيوفنا عليه)، فذهب البعض للصناديق وهم يتحسرون على انفسهم لكونهم ماضون لانتخاب القوائم الكبيرة، بينما رغباتهم واحلامهم تدعوهم لانتخاب (اتحاد الشعب).. ولقد أخطأ الشيوعيون في تقدير شارعهم حين تحالفوا مع قائمة معينة في الانتخابات الأولى، ثم انسحبوا منها بعد ان لامهم انصارهم، بينما لم يتحالفوا في هذه الانتخابات، فخذلم شارعهم. وإذا كان الأقرب لهم في هذه الانتخابات هو ائتلاف دولة القانون، أو العراقية، فان فرصتهم مع هذه الائتلافات كانت ستكون جيدة جداً قياساً بما حصدوه.. ولم يكن هذا خطأ الشيوعيين الوحيد.. فقد أخطأوا في انتخابات مجالس المحافظات.. إذ دخلوا بمفردهم بينما كان المجتمع يحتفل بانتصارات الدولة على العنف والارهاب والميليشيات، وكان المجد الاول في الشارع لائتلاف دولة القانون، ولكن الشيوعيون اعتقدوا بأن الناس ستترك مرشحي (المالكي) صاحب القوة التي طمأنت الناس على حياتهم وتنتخب (الملائكة) الذين لا سلاح بايديهم ولا وظائف او اموال او سلطة.. كما أساء الشيوعيون تقدير حجم الشارع، فنسوا إن ُجل أعمار شارعهم من جيل الستينات في افضل الأحوال، أما جيل السبعينات وما بعدها، فقد مر بعوامل عدة، ابتدأت بضغط النظام، ثم بانهيار الحكم الشيوعي في معظم دول العالم الشيوعية، وتداعيات سقوط النظام العراقي عام 2003 وما تبعها من التفاف الشباب حول قوائم ورموز معينة.. لذا فالشارع العراقي من ال
وجهة نظر :عندما تجاوز الشيوعيون العتبة
نشر في: 13 إبريل, 2010: 04:34 م