بغداد : سها الشيخلي انهمرت دموع السيدة النزيلة وتعلقت برقبتي وهي تجهش في البكاء .. قالت وهي تعتذر بشدة ان اسمي كان هو السبب في انهيارها المفاجئ .. لانه ذكرها بعقوق ابنتها  التي انساقت وراء اهواء زوجها (وهي الابنة الوحيدة لها)
 حيث طلب منها ان تذهب بامها الى دار المسنين لتقضي بقية عمرها هناك . هذه واحدة من مجموع حكايات عديدة مؤلمة رواها لنا المسنون عند زيارتنا دار المسنين . تؤكد العقوق الذي يتعرض اليه الاباء على ايدي ابنائهم . فمن الملام هنا؟ الأبناء الذين يسيئون معاملة ابائهم ؟ ام الاباء الذين لم يربوا أبناءهم على الأخلاق الفضيلة واحترام الأم والأب وخاصة عندما يصلوا الى ارذل العمر؟ قوانين الرعايةفي مبنى وزارة  العمل والشؤون الاجتماعية التقينا مديرة قسم  ذوي الاحتياجات الخاصة السيدة انتظار مهدي محمد التي اشارت الى ان المسنين هم ايضا من ذوي الاحتياجات الخاصة وان القسم  يقسم الى قسمين (دور رعاية المسنين ودور الحنان لشديدي العوق) وان الدور الايوائية لكل من الصنفين المذكورين تسعى الى تحقيق الاهداف في تقديم الخدمات الاجتماعية والثقافية والترفيهية  للمشمولين ومنهم المسنون لضمان حياة كريمة هادئة لهم وتسعى الدور الى تامين الاقامة اللائقة والغذاء الصحي والملبس الملائم، وتهيئة الأجواء النفسية والاجتماعية السليمة وتوفير العناية الصحية المناسبة والاعتناء بنظافتهم وتوفير الاجهزة المساعدة لهم  والتاكيد على  وسائل الراحة والتسلية والقيام بالسفرات الترويحية واقامة الحفلات الهادفة، وعن الشروط الواجب توفرها لقبول المسن في تلك الدور الايوائية اوضحت انتظار الى انها تتلخص في : ان يكون المستفيد عراقيا او فلسطينيا مقيما في العراق . ان يكون قد اكمل الستين من العمر بالنسبة للذكور والختمسة والخمسة بالنسبة للإناث. ان يكون سالما من الامراض الانتقالية والعقلية وليس به حاجة الى رعاية طبية ومعالجة مستمرة. وعن عدد الدور لايواء المسنين في العراق اشارت السيدة انتظار الى انها 6 دور تتوزع في : دار رعاية المسنين في بغداد ـ مدينة الرشاد دار رعاية المسنين في كربلاء دار رعاية المسنين في نينوى – حي الزهور دار رعاية المسنين في البصرة – حي الخليج دار رعاية المسنين في الديوانية – حي العروبة دار رعاية المسنين في النجف – حي العدالة وتشير السيدة انتظار الى ان القسم يسعى الى انشاء دور اخرى مستقبلا في المحافظات ( الناصرية – ديالى ) ، ويعمل القسم استنادا الى المادة ( 51 ) خامسا من قانون الرعاية الاجتماعية رقم 126 لسنة 1980 والذي بموجبه صدر نظام رقم 4 لسنة 1985 لدور رعاية المسنين، وان العدد الكلي من  المستفيدين من الدور الايوائية هم 315 مسنا في بغداد والمحافظات ، وفي كل دار هناك عدد من الباحثين في الخدمة الاجتماعية الذين يعملون على الدمج الاسري للتواصل بين العوائل ، وإعداد دراسة كاملة عن حال كل مسن يدخل الدار . ويتم صرف 30 الف دينار شهريا لكل مسن من كلا الجنسين  لا يمتلك الراتب التقاعدي ، وقد شارك في الانتخابات الاخيرة  من كان  يملك البطاقة التموينية. في دار المسنين  وكانت زيارتنا لدار المسنين الواقعة  في مدينة الرشاد تلك البقعة الجغرافية النائية  والمحاطة بمستنقعات الأمطار والشارع المؤدي إليها عبارة عن حفر مليئة بمياه الأمطار حتى أطلق على المنطقة اسم ( حافات المياه ) كما قالت مديرة الدار أنعام احمد البدري التي وصفت مستفيدي الدار بأنهم انعكاسات للوضع الاجتماعي المتردي وإخلال بالقيم التربوية والدينية وتنكر سافر لواجبات الأمومة والأبوة وسوء تصرف من الآباء أنفسهم إضافة الى وجود العديد من المسنين الذين لم يفكروا بالزواج ولم يفكروا في يوم سيصبحون فيه بحاجة ماسة الى من يرعاهم ، وتشير المديرة البدري إلى ان في الدار ( 120) مسناً من كلا الجنسين ، هناك 69 موظفا يعملون بنظام 3 شفتات عمل ومراقبو عمل وعمال خدمة وهم عنصر    مهم في العمل ومن اهم مواصفاته ( الرغبة في العمل ، قوة تحمل ، ورحمة وحنان )  للمسن الذي يرعاه ، ذلك لان المسن حاله حال الطفل صعب المراس والإقناع ، ونحن كعاملين نتحمل منهم السب والشتائم ، ذلك لأنهم يعانون من واقع نفسي صعب ،وتشير :  اعمل في مجال الخدمة الاجتماعية منذ 17 سنة واجد أن العاملين في الدار بحاجة إلى دورات خاصة لكيفية التعامل مع المسن. شرائح متباينة وتوضح المديرة البدري الى ان المسنين في الدار هم من مختلف الشرائح فمنهم الفقير والثري ، المتعلم     والامي فالحالة الاقتصادية ليست المعيار لدخول الدار ، لدينا حالات نفسية كثيرة مثل الانطواء ، الكابة كما لدينا مقعدون بحاجة الى رعاية خاصة، رواتب عمال الخدمة غير مجزية بالمرة حيث لا يزيد على 200 الف دينار شهريا ونحن كدار وصلنا الى مرحلة حققنا خلالها رغم كل ذلك بعض الانجازات لكن