سها الشيخلي رغم كثرة التعليمات الصادرة عن وزارة التربية بعدم لجوء المعلم في المدارس الابتدائية والاعدادية الى ضرب الطلاب، نجد في احدى مدارس ( الرصافة ) وفي مدرسة مختلطة يقوم معلم بضرب طفلة في المرحلة الثانية الابتدائية الى الحد الذي تسبب في كسر ذراعها ،
ومر الخبر وكأن الموضوع لا يعني احدا ،  لو كانت هذه الحادثة قد وقعت في بلد اوربي لسلطت عليه الاضواء ولتناولته اقلام الصحف  و(كاميرات و اجهزة التسجيل ) في  وسائل الاعلام كافة من مقروءة ومسموعة ومرئية ولانبرت منظمات حقوق الانسان ، اليونسكو ، اليونسيف ، جمعيات رعاية الطفولة، بالدفاع عن الطفلة التي ربما ستوصف من انها ضحية (مربي) مريض نفسيا او معلم شرس وحاقد وقد يكون هو نفسه بحاجة الى تربية ليتعلم كيف يتعامل مع تلامذته الصغار منهم على وجه الخصوص وكيف يتوجب عليه ان يكون رقيقا شفافا فهو يتعامل مع اطفال ما تزال مشاعرهم واجسامهم  غضة رقيقة ، الا انه عكس واقع حاله الفض وربما خضع ذلك المعلم ( المتوحش ) الى سيل من الدراسات والابحاث لكشف ظروف حياته طيلة  سنوات تعامله مع الطلاب وربما سيحال ذلك ( المربي ) الى القضاء لينال جزاؤه وسيفتح معه التحقيق والاستجواب عن دوافع جريمته تلك وقد يساق الى السجن والغرامة  معا ليس هو فقط بل ادارة  المدرسة والمديرية والوزارة  التي ينتمي اليها المعلم ، ويروي لنا احد اقارب التلميذة التي كسر معلمها ذراعها، الحادثة فيقول: اتصلت بنا مديرة مدرسة ( ... ) لتخبرنا ان الطفلة المدعوة ( ... ) قد سقطت من على درجات السلم وربما كسرت ذراعها ، ولما كانت الصغيرة لا يتعدى عمرها السبعة سنوات فقد قلقنا انا وامها ، وهرعنا الى المدرسة فوجدنا الطفلة في حالة شديدة من الاعياء كما كانت مغشيا عليها وفاقدة الوعي وفي غرفة المعلمات ، ووجدنا  ان ادارة المدرسة لم تكلف نفسها في طلب الاسعاف الفوري لنجدة الطفلة المسكينة ، وبعد ان احتضنتها امها وهدأت من روعها استفاقت الصغيرة واخذت تبكي بكاءا شديدا وهي تقول ان المعلم الفلاني قد ضربها على ذراعها وبشدة حتى تورمت ذراعها  ولم تكن الطفلة تعلم ان ذراعها قد كسرت ، وتم استدعاء المعلم الذي لم ينكر الحادثة وقال انه ضربها لانها كانت تتحدث مع صديقتها التي تجلس معها على رحلة واحدة !!، و ان زملاء الطفلة أكدوا تعرض التلميذة الصغيرة الى الضرب الشديد على ذراعها من قبل المعلم ، وعند سوال الادارة عن خبر سقوطها من على السلالم قالت المديرة انها لم تريد ان تخبر عائلة التلميذة بان المعلم الفلاني قد ضرب ابنتهم ضربا مبرحا وبتلك الطريقة الوحشية تلافيا لحدوث مشاجرات بين المعلم واهل التلميذة ، ويخلص قريب التلميذة الى القول ان اهل الطالبة قد نقلوا الصغيرة الى المستشفى وتم تقديم الاسعافات لها واتضح بعد اجراء تصوير ( الاشعة ) ان ذراع الطالبة الصغيرة قد تعرض الى الكسر نتيجة ضربة قوية على عظم الساعد مما جعله يتهشم ، وكانت الطالبة الصغيرة تصرخ طيلة عملية ( تجبير ) الذراع ، ومع كل ذلك لم يعاقب المعلم من قبل لا الادارة ولا المديرية العامة لتربية الرصافة ولا الوزارة ، وكأن الامرعاديا بل من مستلزمات التربية والتعليم في مدارسنا   ،التي تفتقر الى ابسط الشروط الواجب توفرها في هيئة التدريس فاذا كان المربي يمتلك كل تلك الشراسة فلا عتب على بقية الموظفين .