بغداد / إياد الصالحيأعرب الخبير الرياضي ورئيس نادي الشرطة سابقا د.عبد القادر زينل عن حزنه العميق لرحيل محمد نجيب كابان مدير العاب الشرطة سابقا بعد صراع طويل مع المرض لم تقوَ عائلته على إنقاذه وسط إهمال واضح من المسؤولين لا يليق بمن خدم الرياضة العراقية وبقي وفياً لوطنه حتى في اشد ظروف المحنة التي مر بها .
وقال دكتور زينل في اثناء اتصال هاتفي من الدوحة أجرته ( المدى الرياضي) لتستذكر معه احد رواد كرة الشرطة المساهمين في إعلاء شأن النادي في بطولات عدة : لعل أهم صفة عُرف بها كابان انه رجل رياضي هاو خدم رياضة الشرطة من خلال حبه لكرة القدم وإخلاصه وترابطه الوثيق في علاقاته مع زملائه وابنائه اللاعبين في فريق آليات الشرطة يوم كان مدربا للفريق عام 1962 ، فضلا عن منصبه مديرا لألعاب الشرطة من عام 1966 حتى 1976 ، وفي عهده كان يحسب للآليات حسابا مهما من جميع فرق المؤسسات المتبارية في منافسات الكرة بدليل ان الفريق تسيد البطولات المحلية في النصف الثاني من عقد الستينيات بفضل وجود خيرة اللاعبين امثال الراحلين عبد كاظم وستار خلف وبشار رشيد ، ودكلص عزيز ولطيف شندل ومظفر نوري وباسل مهدي وجاسب شند ورياض نوري وشامل طبرة وعبد الصمد اسد وكلبرت سامي وغيرهم ممن حفروا اسم الشرطة على صخرة التحدي والصبر بروح التضحية والإيثار النقي .بطل بانكوكوكشف د. زينل الذي شغل مناصب عدة في اتحاد الكرة المحلي والاسيوي والدولي عن الدور الوطني الذي لعبه كابان في بطولة أندية آسيا عام 1971 في تايلند عندما رفض مواجهة فريق (ماكابي) الإسرائيلي في نهائي البطولة وقال : حقيقة ان قصة هذه البطولة تبقى عنوانا مشرفا للرياضة العراقية عامة وكرة القدم خاصة ، فآليات الشرطة هو اول فريق عراقي يشارك في بطولة قارية تتواصل الى يومنا هذا مع تغيير نظام المسابقة فيها وهي بطولة أندية آسيا التي اقيمت في بانكوك عام 1971 حيث هزم الآليات فريق تاج ايران ( 3-2) وبنك بانكوك ( 2-0) وسحق شرطة البنجاب الهندي ( 6-1) وعاد ليقهر تاج ايران (2-0) ولم يبق امامه سوى مواجهة (ماكابي) الا ان الشعور الوطني كان يفرض عدم الموافقة على خوض اللقاء ، وبالرغم من موقف الراحل كابان باعتباره مدرب الفريق المتوج باللقب الآسيوي غير الرسمي باتخاذ قرار الانسحاب آنذاك إلا ان القرار كان سياسياً حيث اجرى رئيس البعثة فهمي القيماقجي رئيس اتحاد الكرة يومها اتصالات مع مسؤولي رفيعين في البلاد للتوضيح والاستشارة واطلاعهم على حيثيات القرار الوطني الذي تبناه الوفد في بانكوك باسم جميع العراقيين والعرب وفعلا عاد فريقنا مزهواً بالأداء البطولي ونتائجه الرائعة واستقبل في بغداد واحتفت الجماهير بلاعبي آليات الشرطة عرفانا لجهودهم وتشريفهم العراق في أهم محفل خارجي.دعم القيماقجيويستذكر د. زينل الرعاية والاهتمام اللذين أحاطهما مدير العاب الشرطة آنذاك فهمي القيماقجي بفريق الآليات على حساب بقية فرق الشرطة قائلا : كان فريق الاليات ينال قصب السبق في جميع الاستحقاقات المادية والمعنوية ، حتى ان البعض كان يغبط كابان لتوليه مسؤولية هذا الفريق الكبير الذي للأسف تراجعت نتائجه في المواسم اللاحقة بسبب بروز فريق الفرقة الثالثة بقيادة السد العالي جمولي رحمه الله ، وهذا التدني في المستوى والنتائج عجّلا في ابتعاد كابان عن الشرطة بعد تصاعد غضب الجماهير وتدخل بعض مسؤولي وزارة الداخلية في شؤون الفريق لأجل إنقاذه من تداعيات مستواه بالرغم من دعم القيماقجي له بلا حدود .. واتذكر قدمت طلبا للقيماقجي بتزويد فريق النجدة الذي دربته في بضعة مواسم كرات جديدة فكتب تعليقا صغيرا ( اذا اعطيت لكم عشر كرات فكم اعطي الى الآليات ؟) وزعلت وقتها لكنه طلب حضوري للمصالحة وافهمني بانه لا يقصد التفريق بين فرق الشرطة ، مؤكدا حبه للجميع وسعيه لدعم من يشكل ثقلا كبيرا في تاريخ النادي العريق من دون ان يهمل توفير احتياجات بقية الفرق .كابان .. بلا مطامعوعن خصال كابان بين اسرة نادي الشرطة قال : كان الرجل يتمتع بحضورطيب بين اسرة الشرطة كمسلك ورياضة ولم يسجل عليه أي موقف يخل باحترام العاملين له ، وهناك مسألة مهمة انه لم يحارب شخصا ما لأي سبب كان حتى لو شعر ان الآخر ظلمه ، وأحب فريقه ولاعبيه الى الحد الذي لم يكن يفارقهم حتى في يوم استراحته مع اسرته يديم الاتصال معهم ليطمئن عليهم ، وفي ما يخص تعاونه مع فرق من خارج مؤسسة الشرطة أيضا كان مؤثرا وخدم الكرة العراقية من خلال إبداء التسهيلات في الملاعب والمباريات واستعارة بعض الأجهزة الرياضية اذ يعد من أنبل الشخصيات التي تعاملت مع الرياضة بهواية ونزاهة من دون حسابات المطامع والمقاصد الكيدية كالتي كثرت في يومنا هذا بين الأندية مع الأسف الشديد.معاناة عائلتهوناشد د. زينل في ختام حديثه المعنيين برياضة الشرطة بان يسهموا باقامة مبادرة استذكار للراحل في اقرب وقت يتزامن مع اربعينيته من خلال اجراء لقاء كروي لفريق الشرطة مع احد اندية العاصمة الجماهيرية يخصص ريعه الى عائلته التي لم يترك لها غير السيرة الحسنة كونها تعاني ظروفا صعبة بعد ان بقي كابان اسير بيته طوال الفترة الماضية التي اعقب التغيير في البلاد عام 2003 ، مستغربا من عدم حمل لاعبي الشرطة المشاركين في دوري زين العراق
د.زينل يرثي رحيل احد رموزكرةالشرطة:كابان..أنبل شخصية تعاملت مع الرياضة
نشر في: 13 إبريل, 2010: 04:49 م