إعداد / المدى الرياضيماريا شارابوفا الروسية أشهر بطلات العالم في كرة المضرب، ليس فقط بالبطولات الدولية التي اكتسحتها، ولكن أيضاً بجمالها وشخصيتها القوية وحضورها الاجتماعي الذي جعل الأمم المتحدة في شباط عام 2007 تختارها سفيرة للنيات الحسنة.
ولم تبلغ بعد التاسعة عشرة من عمرها، لتكون بذلك أصغر السفراء الدوليين سناً ، وكانت أول ما فعلته كسفيرة أن تبرعت بمبلغ مئة ألف دولار لضحايا انفجار مفاعل تشرينوبل النووي عام 1986، عندما وقع الانفجار كانت شارابوفا جنيناً في الشهر الأول في بطن أمها، حيث كان والداها يعيشان في مدينة (غوميل) القريبة من المنطقة التي يوجد فيها المفاعل، وكانت الأسرة الصغيرة تعاني من شح الموارد ومستوى المعيشة المتدني. وبرغم هذا قرر والدها العامل البسيط (يوري) أن يرحل بعيداً عن مكان الكارثة، ولأنه لا يملك الموارد التي تساعده على العيش في أي مدينة كبيرة في روسيا فقد اختار مكاناً بعيداً، وأخذ زوجته إيلينا ورحلا إلى مدينة «ناغان» في سيبيريا حيث ولدت الطفلة ماريا في 19 نيسان عام 1987. لقد جاءت موهبة شارابوفا في التنس من والدها الشاب يوري الذي أنجبها وعمره لا يزيد على 21 عاماً، وكان رياضياً ويحب لعبة التنس، وكان يصطحب معه الصغيرة ماريا وعمرها أربع سنوات إلى ملعب للتنس، وعندما كان يصيبها الملل من انتظار والدها حتى ينتهي من اللعب مع أصدقائه كانت تتناول أحد المضارب وكرة لتتسلى بهما، فكانت تضرب الكرة في الحائط لتعود إليها وتظل على هذه الحال وحدها حتى ينتهي والدها من اللعب مع أصدقائه. وكان هناك مدرب عجوز للتنس يدعى «بولكني» يبلغ من العمر 67 عاماً، كان بولكني يراقب الطفلة الصغيرة ذات الأربعة أعوام وهي تمسك المضرب الكبير وترفعه بصعوبة في الهواء لتضرب به الكرة، وكان يندهش من تصميمها وصبرها على هذه المشقة، وبمرور الأيام لاحظ بولكني أن الطفلة ماريا تطورت كثيراً في لعبتها بالمضرب. وبدأت توجه الكرة بتركيز أكثر، ولاحظ التجانس الكبير بين يديها وعينيها أثناء ضرب الكرة بالمضرب، فنصح والدها بالاهتمام بموهبتها لعلها تصبح يوما ما لاعبة تنس كبيرة. انهار الاتحاد السوفييتي وماريا شارابوفا عمرها خمس سنوات، ولم تكن هناك ملاعب التنس للصغار لتتدرب فيها، فاضطرت للتدريب مع والدها في ملاعب الكبار. وفي التاسعة من عمرها ظهرت موهبتها بوضوح فقرر والدها أن يخطو بها خطوة كبيرة، فجمع مبلغاً من المال وأخذ طفلته عام 1996 وسافر إلى فلوريدا في الولايات المتحدة، ولقلة المال لم تستطع الأم السفر معهما. والتحقت شارابوفا هناك بأكاديمية بوليتري للرياضة لمدة عامين، بعدها شقت طريقها للنجومية لتفوز في عام 2003 وعمرها ستة عشر عاماً ببطولتي طوكيو ولوكسمبورغ، ثم بطولة ويمبلدون في العام التالي، واستمرت تحصد لبطولات حتى صنفت الأولى عالمياً عام 2005 وعمرها 18 عاماً. الحسناء الروسية شارابوفا التي اختيرت عام 2008 أجمل رياضية في العالم أصبحت من الأثرياء، وأصبح دخلها السنوي يتجاوز الخمسين مليون دولار من الإعلانات والبطولات، وتعيش الآن مع والديها في ولاية فلوريدا الأميركية.
شارابوفا تسلقت قمة التنس العالمية من قاع الفقر والتحدي
نشر في: 13 إبريل, 2010: 04:51 م