إياد الصالحيبالرغم من الخسارة المضاعفة ( فنياً ومعنوياً ) التي كابدها فريق اربيل بإعلان مدربه الكفء ثائر احمد استقالته من تدريب الفريق قبل انتهاء مباريات المرحلة الاولى لدوري زين العراق ، الا ان السنين الطوال التي قضاها هذا المدرب في البطولات المحلية تؤكد انه مكسب كبير للكرة العراقية من تركه شجون الدوري وتفرغه مستقبلاً للمهام الوطنية بعد ان حقق انجازات عدة على الصعيد المحلي حيث آن الأوان ليأخذ مكانه المناسب بين مدربي المنتخبات .
ليس غريباً ان يكون الكابتن ثائر المدرب رقم 18 في قائمة المدربين المستقيلين منذ انطلاقة الدوري هذا الموسم وحتى الآن مادام ان مؤشرات العلاقة بين جميع المدربين وأنديتهم تعرضت الى الاهتزاز نتيجة صعوبة البقاء في المراكز التي تطمح اليها الإدارات المسؤولة عن توفير الدعم والتخطيط لمصير الفرق ضمن أجندتها الموسمية ، لكن الغرابة في عدم انتباهة ثائر احمد وإعلانه موقفه الشخصي من فريق اربيل عقب الخروج من كأس الاتحاد الآسيوية أمام فريق الكويت بسبب الضغوط النفسية التي كان يمر بها آنذاك ورغبته في الخلود الى الراحة بعد موسمين ذهبيين حقق فيهما لاربيل لقب الدوري وصنع أقوى توليفة في تاريخ هذا النادي العريق ، فجاء الجواب من المدرب نفسه عندما اعلن ان توقيت استقالته كان متأخراً وعلل ذلك لتدهور وضعه الصحي فضلاً عن رغبة عائلته بتواجده معها لتذليل المعاناة التي تمر بها.شخصياً أتفق تماماً مع تأثر المدرب بالمحيط العائلي وما ينجم عنه من إحباط داخلي يعيق تحفيز خلايا طموحاته لتحقيق ما يصبو اليه من أهداف في مهمته ، فالتدريب بقدر ماهو مسألة تكتيكية يتشاطر المدربون للتعبير عن افضلية كل منهم بترجيح خططهم امام منافسيهم ، فانه ايضا مرتبط بالشخصية ( الكاريزمية) المتفاعلة بين الناس ، فالمدرب كتلة غضّة من المشاعر ، يؤلف قراراته في ضوء إحساسه بالمكان وما تضمره له المفاجآت من ردود أفعال لا تنسجم أحيانا مع الحدث الذي يعيشه !اما ان يقحم ثائر احمد مبرر إبعاد فريق هولير عن المشاركة في بطولة كأس الاتحاد الآسيوية هذا العام بسبب تداعيات أزمة حل اتحاد الكرة في تشرين الثاني الماضي ليكون احد أسبابه الرئيسة التي دفعته للاستقالة ، فكلنا يعلم ان هذه البطولة تضم ( مظاليم ) الكرة الآسيوية الذين حاول رئيس الاتحاد الآسيوي محمد بن همام عزلهم عن دوري أبطال آسيا للمحترفين حسب ضوابط التصنيف ومعايير شروط التأهيل للعب في الدوري " السوبر " بنظر الاتحاد ، ولهذا لم نكن نتمنى أن يعظّم ( ابو العقل) اهمية الحضور العراقي في هذه البطولة لانها اصلاً لا تليق بمكانة الكرة العراقية التي تعيش أسوأ مفارقة في تاريخها ..فالمنتخب الأول زعيم آسيا منذ ثلاثة أعوام وأنديتنا الكبيرة تحبو بصعوبة في دوري ( الظل) الآسيوي !من الإنصاف ان نشير الى ان ثائر احمد من المدربين القلائل الذين لا يغمطون حقوق الآخرين بالفوز مثلما يتمناه لفريقه، ولهذا فانه بارك للمدربين الشابين حيدر محمود وعصام حمد فوز الزوراء وحسن استثماره الارض والجمهور واعترف بان اربيل لم يكن في يوم سعده ، بعكس مدربين آخرين يتحايلون على انفسهم عند الهزيمة ولن يتورعوا باستغلال شماعة الفوضى الجماهيرية للهروب من حقيقة فشلهم اذا ما واجهوا فلتاناً على المدرجات كالذي أثارته ثلة طارئة على قاعدة مشجعي الزوراء طوال المباراة!ان الكرة في ملعب اللجنة الفنية في اتحاد الكرة وهي مطالبة باستثمار خبرة ( ابو العقل) لقيادة احد المنتخبات الوطنية في افق الاستحقاقات المقبلة للكرة العراقية ، وآن الاوان ان يأخذ هذا المدرب حقه بعد ان ظلم كثيراً في المفاضلات المصلحية التي اجراها الاتحاد سابقا لاختيار الملاكات التدريبية مع المنتخبات ، وانطلاقاً من انحيازنا للكفاءة العراقية الممثلة بالكابتن ثائر احمد ، نقترح ان يكون سجله الحافل بالانجاز المحلي موضع تقدير اللجنة الفنية التي لن يخفى عليها مآثره عندما حقق لقب الدوري للطلبة عام 2002 ولاربيل مرتين عامي 2008 و2009 وتوج ببطولة كأس العراق 2003 ، واختير أفضل مدرب عربي في دوري أبطال العرب عام 2005 فضلا عن حيازته لقب الأفضل بين المدربين المحليين ست مرات في استفتاءات وسائل الإعلام المختلفة.ليصدُق اتحاد الكرة مرة واحدة مع ثائر احمد ويقلع عن ( الكرّ والفرّ) في لعبة مسمياته لمدربي المنتخبات بعد ان دخل ( ابو العقل) موسوعة غينيس (العراقية) باعتباره اكثر المدربين الوطنيين الذين بُلغوا بالاستعداد للمهام الدولية " شفوياً " من دون ان تترجم على ارض الواقع المزدحم بالانتهازيين والمتملقين وبائعي التنظير في سوق كسادهم الكروي.Ey_salhi@yahoo.com