احتفل آلاف العراقيين، ليلة الأحد على الاثنين، بمناسبة حلول السنة الجديدة 2018، وفيما شهدت العاصمة العراقية بغداد اكتضاضاً بالأهالي والوافدين إليها، افتتحت بوابات المنطقة الخضراء للمرة الاولى أمام المواطنين لحضور حفل موسيقي أحياه عازف العود الشهير نصير شمة برعاية الحكومة العراقية. وتزامنت احتفالات رأس السنة مع إعلان العراق الانتصار بشكل نهائي على تنظيم "داعش" وتحرير كل المدن التي احتلها عام 2014. ويقول العديد من أهالي بغداد إن هذه هي المرة الأولى التي يشهدون احتفالاً كبيراً برأس السنة مقارنة بالأعوام السابقة التي خيّمت فيها المخاوف الأمنية. بحسب مواقع إخبارية. وهنأ رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، أبناء الشعب العراقي، بمناسبة حلول العام الميلادي الجديد، متمنياً أن يكون عام عودة النازحين والإعمار والانتخابات وإنهاء الاحتقانات.
وذكر بيان لرئاسة الجمهورية، إن “فؤاد معصوم، وجه كلمة إلى العراقيين والعالم، بمناسبة حلول العام الميلادي الجديد”، متمنياً أن يكون هذا العام “عام عودة النازحين والإعمار والانتخابات وانشاء مجلس الاتحاد وانهاء الاحتقانات وتطوير العملية السياسية برمتها”.
وقال معصوم بحسب البيان: "نتقدم بأحر التهاني إلى أبناء شعبنا العراقي بكل مكوناته وإلى شعوب العالم كافة، كما نتمنى أن يكون العام المقبل عام خير وسلام وتقدم وإزدهار ومحبة للجميع".
وأشار إلى أن "العام المنصرم كان عام النصر العظيم للشعب العراقي على الإرهاب وعلى تنظيم داعش في معركة بطولية خالدة أثارت تقدير وإعجاب وتضامن شعوب العالم". وأضاف إن "هذا النصر ما كان ليتحقق لولا صلابة وعمق الوحدة الوطنية، وبطولة وتضحيات الشعب العراقي، والكفاءة القتالية للقوات المسلحة بكافة تشكيلاتها، وكل من ساهم في صنع هذا النصر".
ولفت معصوم الى أن استقبال العام الجديد يأتي بالمزيد من الإرادة والعزم على تعزيز وحدة العراق والعراقيين، وكذلك تعزيز قيم الديمقراطية والتمسك الثابت بمبادئ الدستور، وضرورة بناء دولة المؤسسات والمواطنة والحقوق، فضلاً عن تطوير العملية السياسية بما يضمن نجاح وتقدم النظام الديمقراطي الاتحادي، معرباً عن آماله في أن يعود النازحون والمهجرون والمهاجرون إلى مدنهم وقراهم بأمان وحرية.
بدوره هنأ رئيس الوزراء حيدر العبادي، أبناء الشعب العراقي بمناسبة حلول العام الميلادي الجديد 2018، مؤكداً أن عام النصر (2017) سيبقى خالداً في تأريخ شعبنا. وقال العبادي في بيان اطلعت "المدى" على نسخة منه، "أتقدم بأحر التهاني والتبريكات وأطيب الأمنيات لأبناء شعبنا الكريم وخصوصاً المسيحيين منهم وللبشرية جمعاء بمناسبة حلول العام الميلادي الجديد".
وأضاف العبادي، "سيبقى عام النصر الكبير خالداً في تأريخ شعبنا تتجدد ذكراه كل عام، ونتطلع للعمل معاً من اجل الحفاظ على النصر والوحدة والمضي بنفس الهمة والعزيمة من أجل إعادة الاستقرار والإعمار وإكمال عودة النازحين الى ديارهم".
وأعرب العبادي عن أمله بأن "يكون العام المقبل عام خير وسلام واستقرار لشعوب منطقتنا والعالم أجمع وأن تتوقف فيه النزاعات والحروب وتتحقق فيه تطلعات الإنسانية بمستقبل أفضل". وتقول مواقع إخبارية إنه للمرة الأولى منذ عام 2003، سمحت السلطات العراقية بتوافد أهالي بغداد إلى ساحة الاحتفالات الكبرى داخل المنطقة الخضراء حيث نظم الفنان العراقي نصير شمة حفلاً موسيقياً كبيراً برعاية الحكومة العراقية.
ويؤكد الناطق باسم الشرطة سعد معن في تصريح صحفي تابعته "المدى"، إن "قوات الأمن أعدت خطة مسائية تستمر حتى الصباح لحماية المناسبة، ونشرت عشرات الآلاف من رجال الشرطة في الساحات التي شهدت زخماً أكبر للمحتفلين، بمن فيهم عناصر شرطة المرور التي انتشرت لتأمين حركة السير ومنع الاختناقات، فيما قُطعت طرق وسط بغداد، خصوصاً في مناطق زيونة والمنصور والكرادة. يُذكر أن القوى الأمنية لم تُسجل خلال الشهرين الماضيين أعمال عنف كبيرة في بغداد التي تراجعت فيها ظاهرة الخطف المسلح أيضاً".
الألعاب النارية: إصابات خطيرة
وأعلنت صحة الرصافة ببغداد، عن ارتفاع أعداد المصابين بالألعاب النارية خلال ليلة رأس السنة في بغداد الى 200 مصاب.
وقال مدير إعلام صحة الرصافة قاسم عبد الهادي في بيان إطلعت "المدى" على نسخة منه، إن "مستشفيات صحة الرصافة سجلت 201 اصابة بالالعاب النارية خلال احتفالات رأس السنة"، مبيناً أن "مستشفى الشيخ زايد سجل الأعلى بين المستشفيات إذ سجل 103".
وأضاف عبد الهادي، إن "مستشفيات الكندي والأمام علي (ع) سجلتا 25 إصابة فيما استقبلت مستشفى الشهيد الصدر 15، إضافة الى استقبال مستشفى الزعفرانية لـ 15"، مشيراً الى أن "مستشفى الواسطي استقبلت 11 إصابة ومستشفى النعمان إصابتين ومستشفى ضاري الفياض إصابة واحدة". واعلنت دائرة صحة الرصافة في بغداد، أمس الأول الاحد، عن تسجيلها 120 إصابة بسبب الألعاب النارية خلال ليلة رأس السنة.
الموصل: عودة الاحتفال بالميلاد
وفي مدينة الموصل 465 كلم شمالي بغداد، أقام عدد من النشطاء مهرجاناً كبيراً مع نصب شجرة ميلاد ضوئية فوق منصة الاحتفالات التي استخدمها داعش سابقاً لإعدام المخالفين لنهجه وغير الملتزمين بتعليماته.
وشددت الشرطة من إجراءات الحماية في المدينة إذ منعت إطلاق العيارات النارية خلال دخول العام الجديد، فيما سمحت للألعاب النارية التي أضاءت سماء الموصل. ويقول الناشط المدني وأحد منظمي الاحتفال يونس قيس في حديث صحافي، ان "المهرجان الاحتفالي بالسنة الجديدة هو ليس فقط الأول بعد التحرير وإنما الأول في مدينة الموصل بشكل عام". واضاف ان "عائلات وشباب الموصل يتجمعون هنا ويغنون بصوت واحد". من جانبها قالت علياء حسين في حديث تداولته مواقع إخبارية، إنها "تشارك للمرة الأولى في احتفالات رأس السنة". وبينت إن "الاحتفال اليوم هو فرحتين الأولى النصر على داعش، والثانية إقامة مثل هذا الاحتفال بالموصل". من جانبه قال قائد شرطة نينوى واثق الحمداني للصحافة، إن "الشرطة انتشرت لتأمين الاحتفال"، مبينا أن "الشرطة قررت منع إطلاق العيارات النارية عند دخول العام الجديد".
أربيل تستقبل السائحين
استقبلت مدن إقليم كوردستان، أعداداً كبيرة من السياح القادمين من المحافظات العراقية الوسطى والجنوبية للاحتفال برأس السنة الجديدة في المنتجعات السياحية.
وقالت سجى حازم، التي قدمت من مدينة الموصل إن "الهدف من زيارتنا إلى أربيل هو الاحتفال برأس السنة والتسوق في المراكز التجارية"، مشيرة إلى أن "هذه ليست المرة الأولى التي تزور فيها إقليم كوردستان بل قامت سابقاً برحلات سياحية".
أما ياسر تركي، القادم من الموصل، فيتحدث عن صعوبات الطريق بين الموصل وأربيل، قائلاً: "هذه الرحلة الأولى التي تنطلق فيها رحلة سياحية من الموصل نحو أربيل، وكان هناك صعوبات في الطريق خاصة في النقاط الأمنية"، موضحاً أن "شركات السياحة في الموصل باتت تنظم مؤخراً الرحلات السياحية نحو مدن إقليم كردستان".
فيما قالت فاطمة عبد الرحمن التي جاءت من بغداد، إن "الأوضاع الهادئة في أربيل وراء زياراتنا المتكررة إليها".
يشار إلى أن إقليم كوردستان ولما يشهده من هدوء واستقرار يستقبل أعداداً كبيرة من الوافدين والسياح من المحافظات العراقية.