TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العراق بحاجة إلى "إرادة"!!

العراق بحاجة إلى "إرادة"!!

نشر في: 21 فبراير, 2018: 05:22 م

وضعتُ هذا العنوان وأنا أتوقع أنْ يسخر مني البعض من القرّاء الأعزّاء، وقبل أن يُعلّق أحدهم قائلا: يارجل ألا تحسّ بالمسؤولية، لماذا أنت معدوم الضمير، تجلس وراء الكيبورد وتكتب بكل برود " العراق بحاجة إلى إرادة " " يا شيخ كان حريّاً بك أن تخجل من نفسك، فهل تريد منّا أن ننتخب نفس الوجوه التي تسببت بالخراب خلال خمسة عشر عاماً؟ لماذا لاتناقش صولة وزارة الداخلية ضد برنامج تلفزيوني،لأنه كشف عن مافيات التسوّل في بلد سرق ساسته أكثر من ترليون دولار؟ والترليون بلغة السوق هو ألف مليار دولار عدّاً ونقداً.. تصور حضرتك لو أنّ ربع هذا المبلغ صُرف على إعمار العراق، هل كنا نستجدي مئة ألف دولار من ماليزيا و قرضاٍ بـ 10 ملايين دولار؟.
لم أضحك منذ مدة طويلة قدر ضحكي على فديو بثته وزارة الداخلية يظهر فيه والد إحدى المتسولات يقول " ياجماعة معقولة لحمي ودمي أفرّط بي " وضحكت أكثر على شهامة " رجل الأمن وهو يصرخ " واعراقاه "، وأعجبتني جداً همة وزارة الداخلية وهي توقف كل أعمالها من أجل إثبات أنّ العراق خال من المتسولين، وأن ما نراه في الشوارع جزء من برنامج الكاميرا الخفيّة..
ولم أنتهِ من فديوات وزارة الداخلية حتى وجدت نفسي وجهاً لوجه أمام الناطق باسم حركة " إرادة " وهو يصرخ،العراق بحاجة الى إرادة، ثم يبدأ بتقسيم إرادة بحسب السلم الموسيقي، " دو" إرادة للبناء، " ري " إرادة النزاهة، " مي " إرادة الاغلبية، "فا " إرادة 7×7، " صول" إرادة الولاية الثالثة، " لا " إرادة من اين لكم هذا، " سي " إرادة ما ننطيها ثم يختمها بخاتمة السلم الموسيقي دور.ري.مي. وهو يغني: " أي شيء تريده ستجده عند إرادة".
السياسي الفاشل عادة ما ينتقم من جمهور يرفض تصديق خطاباته "العظيمة"، هكذا يخبرنا نهرو في رسالة يبعثها من السجن لابنته أنديرا، وفيها يتحدث عن مفهومه لمصصلح إرادة: "ولكنّ إرادة التغيير شيء آخر تماماً، ميدانها ليس المؤتمرات المغلقة، لكنها في الحقول والشوارع والأسواق".
اسمحوا لي أن إعيد عليكم الحديث عن المهاتما غاندي، الذي كان يحلم في بناء وطن لجميع أبناء الهند ولهذا يوصي رفيقه نهرو:" ليس مهمّاً أن يتولى أمر البلاد مسلم أو هندوسي، المهم والأهم أن يكون هنديّاً في المقام الأول والأخير". هذا المقام الاخير لا تجيد غناءه الاحزاب العراقية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 3

  1. بغداد

    استاذ علي حسين عاش هل القلم الذي يسطر هذه السطور التي توضح لنا الصورة بوضوح ما يحدث ويدور بكل دقة وأمانة والحقيقة انت والكاتب الصحفي الأستقصائي الرائع عدنان حسين يحسب إليكم هذا العمل والجهد الكبير الذي بذلتموه من توعية وتوضيح لنا جميعاً عن مجريات الأمور و

  2. أبو أثير / بغداد

    سيدي الكاتب الكريم ... كتلة أرادة التي تتزعمها النائب حنان الفتلاوي .. كان عليها في تغريداتها ومقابلاتها في الفضائيات أن تفصح عن ألأموال التي تصرفها على فروع حركة أرادة في المحافظات والمناطق التي تتواجد فيها هذه المقرات ومن أين لها هذه ألأموال لتصرفها على

  3. سامي الحاج- السويد

    https://www.transparency.org/news/feature/corruption_perceptions_index_2017العراق في ذيل قائمة الشفافية الدولية للدول الأكثر فساداً في العالم. نيوزلندا الاولى، ودول اسكندنافيا تحتل صدارة القائمة

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram