اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > الملاحق > دارفور.. فرص ضئيلة فـي نسيان الماضي

دارفور.. فرص ضئيلة فـي نسيان الماضي

نشر في: 13 إبريل, 2010: 05:43 م

متابعة اخباريةيرى المعارضون في السودان ان الانتخابات فقدت جوهرها، وتحولت الى الية اجرائية مجردة لاضفاء الشرعية على حكم حزب المؤتمر الوطني، لكنهم، في الوقت ذاته، يسألون عن مستقبل دارفور في ضوء النتائج التي من المؤمل ان تعلن في بحر الاسبوع المقبل.
ففي حين بلغت ازمة الاقليم الى درجات خطيرة يصعب مواجهتها، فان الانتخابات سترسم بعضا من ملامح الخارطة السياسية للاقليم في ظل عدم انسحاب سيلفا كير رئيس الجيش الشعبي لتحرير السودان.سكان الاقليم، وبعد سنوات طويلة من القمع والتشريد والتجويع، يأملون، اليوم، بنيل حق تقرير المصير، بيد ان الامور لن تكون سهلة على الاطلاق في ظل احتمالية كبيرة لفوز البشير بدورة رئاسية جديدة، ما يعني حصوله على مزيد من الشرعية، بل ومزيد من القوة والنفوذ، ما يهدد احلام الدارفوريين بالخطر.الأزمة السياسية والإنسانية في دارفور وصلت الى مديات خطيرة اذ نزح أكثر من مليون مواطن من سكان الإقليم إلى دولة تشاد المجاورة ووجودهم في معسكرات اللاجئين البائسة التي ملأت صورها وسائل الإعلام المختلفة, ومعاناتهم في ظل ظروف قاسية من انعدام أبسط الضروريات, بل مواجهة العديد منهم خطر المجاعة.ويتساءل الكاتب السوداني في هذا الشأن: ما حقيقة ما يدور بإقليم دارفور؟ وهل الصراع فيه لا يزال صراعا عسكريا– سياسيا بين أطراف معارضة والحكومة المركزية كما كان في مبتداه؟ أم تحول إلى حرب أهلية طاحنة يختلط فيها الصراع حول الموارد المحدودة بالنزاع حول هوية السودان وتوجهه القومي؟ ومستقبل العلاقات الإثنية فيه في ظل مكبوتات العلاقات المتخلفة وترسبات الصراعات القديمة بالجيوبوليتيكا الحديثة ما يهدد بقيام محرقة عرقية تتراجع أمامها أهوال رواندا وبوروندي.بعض المراقبين ياملون في ازدياد فرص التنمية في ظل انتخابات راهنة، ويقول عبد العاطي:"عملية التنمية في دارفور كانت معتقلة حيث إن حصة الإقليم من المشاريع الحديثة الصناعية والزراعية تكاد تساوي صفرا وما يدخله من الميزانية العامة لا يتناسب مع إسهام الإقليم فيها".ويكاد معظم المحللين يتفقون على أن إقليم دارفور قد عانى تهميشا واضحا من قبل الحكومات المركزية في الخرطوم على مدار تاريخ السودان المستقل, رغم إسهامه الكبير في الدخل القومي السوداني بثرواته الحيوانية والنقدية.ويمكن أن تكمن بعض أسباب التوتر، بحسب عبد العاطي، في علاقة بعض نخب ومواطني الوسط مع أهل دارفور في كون الأخيرين كانوا السند الأساسي للثورة والدولة المهدية التي ناضلت وحكمت في أواخر القرن التاسع عشر.وشهد الإقليم في تاريخه الحديث ظاهرة الصراعات القبلية على موارد الأرض والماء المحدودة في ظل الانفجار السكاني وتزايد أعداد المواشي وانعدام أي شكل من أشكال تنمية الموارد وتحقيق الخدمات ورفع الوعي العام. انطلقت العمليات العسكرية في دارفور في شباط 2003 باستيلاء مجموعات مسلحة مجهولة على حامية قولو في جبل مرة, ثم انطلقت العمليات العسكرية بسرعة فائقة إلى مدن كتم والفاشر وغيرها, وهو ما أذهل كل المراقبين واللاعبين بمن فيهم الحكومة السودانية التي تعرضت قواتها لهزائم ماحقة علي يد المتمردين طوال اشهر العام السابق.الحكومة من جانبها تعاملت مع التمرد باستخفاف في البداية؛ وأصرت على أنه هجمات من قبل قطاع الطرق؛ وهي بهذا قد أغلقت الأبواب أمام أي حل سياسي في بداية الصراع. وفي المراحل اللاحقة ركزت الحكومة على أن حركة تحرير السودان مدعومة من قبل الحركة الشعبية لتحرير السودان وإريتريا وأطراف خارجية أخرى ذكرت منها بعض عناصر الجيش والمخابرات الليبية والتشادية، وأن حركة العدالة والمساواة إنما هي من بنات أفكار وتنفيذ خصمها حسن الترابي.الازمة التي تمتد الى سنوات من التعقيد المتفاقم، لا يمكن للانتخابات ان تقدم حلا سحريا للاقليم المضطرب، ذلك ان الانتخابات "الاجرائية" المفرغة من جوهرها لاتقدم ولا تؤخر.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

تركيا.. إقرار قانون لجمع الكلاب الضالة

تقليص قائمة المرشحين لخوض الانتخابات مع كامالا هاريس

وزير التعليم يخول الجامعات بمعالجة الحالات الحرجة في الامتحان التنافسي للدراسات العليا

اليوم..مواجهة مصيرية لمنتخبي العراق والمغرب

تعرف على الأطعمة التي تحفز نشوء الحصى في الكلى

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة
الملاحق

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة

  دمشق / BBCبعد أيام من سقوط القذائف السورية عبر الحدود إلى تركيا، ما يزال التوتر وأعمال القتل، تتصاعد على جانبي الحدود، في وقت أعلن فيه مقاتلو المعارضة قرب السيطرة على معسكر للجيش النظامي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram