TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > آه ياعزيزي ولايتي!!

آه ياعزيزي ولايتي!!

نشر في: 18 فبراير, 2018: 04:29 م

يقولون لك إنّ السيد على أكبر ولايتي لم يتطرق إلى الانتخابات، لكنه تحدث عن الصحوة الإسلامية واندحار الشيوعيين والمدنيين!! ويضيفون إنّ الرجل لديه وجهة نظر في ما يجري بالمنطقة!! لكنه قال أيضا إن سبب مشاكل الشرق الأوسط هي الأحزاب الشيوعية والليبرالية والقومية، والحمد لله إنها اندحرت في النهاية!!
والآن اسمح لي ياسيد ولايتي أن أقول لك إنني مثل ملايين العراقيين لانستطيع أن نعترض على كلامك ولا حتى على إشاراتك أو همساتك، أحياناً نكتب في الفيسبوك وأحياناً أخرى نحتجّ في ما بيننا، لكن هل نستطيع أن نصدر بياناً نقول لك فيه ياعزيزي مالك ومالنا؟ خليك مع صحوتك الإسلامية واتركنا مع صحوة عباس البياتي، لا أتذكّر منذ خمسة عشر عاماً أنّ مسؤولاً عراقيّاً اعترض على ما تفعله إيران في العراق، وتتذكر معي كيف ركب سليم الجبوري راسه ذات يوم، فأخبرتنا حنان الفتلاوي أنه متورط بعمليات إرهابية في ديالى، لكنه سَمع النصيحة وحمل ملفّه مسرعاً إلى عاصمة القرار العراقي طهران. وما إن التقى بسيادتك حتى تغيّرت لهجة المعترضين عليه، ووصفته زعيمة إرادة بأنه أنجح رئيس برلمان مرّ على هذه البلاد!
وتتذكر سيادتك الحديث الممتع للنائب باقر جبر الزبيدي، عندما أكد أنّ المشكلة التي واجهت حزبه " العراقي " المجلس الأعلى، تمّ التباحث بشأنها في العاصمة الإيرانية طهران! ربما البعض يعتقد أنني أنتمي لجيش إلكتروني مهمته الإساءة إلى رموز البلاد. لكنبي أعرف ان معظم أحزابنا تدين بالولاء لإيران أولاً وللعراق ثانياً، رغم انها كيانات سياسية تحتل عدداً من المحافظات والوزارات، لكنها عندما تواجه مسألة تنظيمية أو إعادة تقييم، فإنها تذهب باتجاه الجارة العزيزة. لماذا؟ سأترك الجواب لسيادتكم أيضاً.
لن تصدِّق ياعزيزي السيد ولايتي عندما أقول إنني معجب بك. فلا أتذكّر أن بلاداً تعثرت كما نتعثر. لماذا؟ لأنه لايوجد مسؤول أو سياسي يستطيع أن يقول للجارة تركيا لاتعبثي بأمننا واستقرارنا، أو أن يغرّد خارج سرب طهران، كما قلتُ لسعادتك في مقال سابق أن لا أحد يمكن له أن يصادر حقّ إيران في أن تدافع عن مصالحها القومية، ولا أعتقد أن مهمتنا الانتقاص من سعي تركيا إلى لعب دور كبير في المنطقة، ولكنني أسأل ساستنا الأفاضل، لماذا يرتضون أن يلعبوا دوماً دور التابع؟
ازدهرت الشعوب والأمم بقادة أصرّوا على إشاعة روح الوطنية والإنتماء للوطن ، بينما غرقنا نحن مع تقلّبات محمود الحسن من دولة القانون إلى ائتلاف النصر.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. بغداد

    استاذ على حسين حتى كثير من الصحافة الغربية من قبل أربعة عشر عاما وكثير من الأدباء في بريطانيا وبقية البلادين الغربية كتبوا وقالوا ومنذ مجلس البكم الذي أسسه مجرم الحرب بول بريمر في العراق ووضع حكومة المحاصصة حكومة الحيض كل ٢٥ يوم رئيس وزراء اللي ما صغير مث

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram