اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العبادي وظِلُّ المالكي

العبادي وظِلُّ المالكي

نشر في: 17 فبراير, 2018: 05:39 م

قبل أيام أعلن رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما استقالته من منصبه ليقول لوسائل الإعلام:" يجب عليّ أن أقبل بأنّ حزبي ومواطنيَّ يريدون رحيلي ". كان زوما قبل هذا اليوم صاحب سجلّ ناصع ومواقف نضالية وتاريخ مشهود ضدّ الفصل العنصري في بلاده، وظلّ اسمه ثامناً بين الشخصيات الأكثر تأثيراً في العالم، لكن في لحظة هُزِمَ وأجبِرَ على الاستقالة، لأنّ مواطنيه لايزالون يتذكرون زعيمهم نيلسون مانديلا، الذي لم يعرف العالم سياسيّاً مثله، ليس لأنّه سُجِن أكثر من ربع قرن،. بل لأنّه كان صاحب الشخصية الساحرة والمناضل المتسامح داخل السجن وخارجه، الرئيس الذي رفض إعادة إنتاج الظلم، والسجين الذي قال لسجّانيه: "عندما أخرج من هذا المكان سأمدُّ يدي لكم لنبني معاً مستقبلاً جديداً لهذه البلاد".
في حكاية مانديلا التي كتبتْ عنها مئات الكتب وآلاف المقالات، ما الذي يمكن لكاتب مثلي أن يضيف، بعد أن تحوّلت هذه الحكاية إلى مرايا تعكس لنا صورة عفويّة للتحولات الكبرى التي تحدث من حولنا، قبل أيام كانت صورة الزعيم الأفريقي الراحل نيلسون مانديلا وهو يبتسم مرسومة على قمصان وثياب مواطنيه، فالكلّ كان يدرك جيداً أنّ ذكرى الساحر الأسمر ستظلّ ضمانة لكلّ السكان الباحثين عن العدالة والنزاهة.
يكتب مانديلا في يومياته: " لا يوجد في السياسة إمّا، أو.. ولا شيء اسمه الحلّ الوحيد، بل خليط من الحلول تصنع معاً حلّاً صحيحاً، ولهذا فالتراجع وقت الخطأ هي من صفات القائد".
أمضى السيد نوري المالكي ثماني سنوات قابضاً على كرسيّ رئاسة الوزراء وقبله عشنا مع الجعفري وعلّاوي حكاياتٍ عن مسؤولين يقدّمون للعالم نظرية جديدة خلاصتها: "إنّ الديموقراطية لا تعني محاسبة الفاسد والسارق "، أرجو ألّا يظنّ أحدٌ أنني أحاول أن أعود في كلّ مرّة الى سيرة بناة الديمقراطية العراقية الحديثة " وأنّ جعبتي خلت من الحكايات، إلّا حكاية عالية نصيف، ولكنني أيها السادة أحاول القول أن لا شيء يحمي الدول من الخراب، سوى مسؤولين صادقين، في العمل وفي الاعتراف بالخطا، وإلّا ما معنى أن يخبرنا حيدر العبادي كلّ يوم أنّ سبب مشاكلنا هو الفساد؟ ممنونين منك ياسيدي!! ولكننا نتمنّى عليك أن تصارحنا بأسماء الفاسدين والسرّاق. وتخبرنا، بصراحه، من هم الذين لطشوا أموال الكهرباء، والفائض من الموازنات، وأين ذهبت دولارات الصفقة الروسيّة، وماذا عن الذين يديرون الآن عشرات المليارات من أموال العراق المسروقة في مشاريع تجاريّة وصفقات سياسيّة. وأن لاتظلّ أسير ظِلّ المالكي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. أبو أثير / بغداد

    سيدي الكاتب الكريم ... في آخر خطاب للسيد العبادي في مدينة كربلاء المقدسة أشار الى أن الفساد في العراق يحتاج الى معجزة للقضاء عليه... وبما أن السيد العبادي ليس بنبي أو رسول منزل من السماء يحمل معجزته التي كرم الله سبحانه وتعالى لرسله وانبياؤه هذه المعجزات

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

 علي حسين يملأ بعض السياسيين حياتنا بالبيانات المضحكة ، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات ” صاغراً” لانتخاب...
علي حسين

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

رشيد الخيون عندما تُعلن الأنظمة، تحت هيمنة القوى الدّينيّة المسيسة، تطبيق الشّريعة، تكون أول ضحاياها النّساء، من سن زواجهنَّ وطلاقهنَّ، نشوزهنَّ، حضانة أولادهنَّ، الاستمتاع بهنَّ، ناهيك عما يقع عليهنَّ مِن جرائم الشّرف، وأنظمة لا...
رشيد الخيون

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

رستم محمود أثناء مشاركته في الاجتماع الموسع للأحزاب والقوى السياسية العراقية في العاصمة بغداد، ضمن زيارته الأخيرة، والتي أتت بعد ست سنوات من "القطيعة السياسية مع العاصمة"، رفض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس الأسبق...
رستم محمود

كلاكيت: للوثائقيات العراقية موضوعات كثر

 علاء المفرجي أثار موضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، من جدل اجتماعي أحتل ومازال مواقع التواصل الاجتماعي، أُعيد ما كتب في هذا الحيز عن فيلم (خاتم نحاس) إخراج فريد الركابي والذي انتجته...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram