يوهان هلمش رومان (1694 – 1758) مؤلف موسيقي يعده السويديون أباً للموسيقى في السويد. فهو أول مؤلف سويدي ماهر حصل على تعليم موسيقي ممتاز درس الفنون الموسيقية في أوروبا على امتداد سنوات، ليعود الى البلاط السويدي ليؤلف أجمل الأعمال.
ولد رومان في البلاط السويدي حيث عمل أبوه عازفاً في الفرقة الملكية، بذلك نشأ وفي يده الكمان كما يمكننا القول، وعزف أمام الملك كارل الثاني عشر للمرة الأولى وهو في السابعة. تعين في فرقة بلاط الملك وهو في السابعة عشرة كعازف كمان وأوبو. ارتباطاً بذلك، ذكرت في كتابة لي عن يوهان ياكوب باخ (1682- 1722) الأخ الأكبر ليوهان سيباستيان، أنه عمل في فرقة الملك كارل الثاني عشر ملك السويد كعازف فلوت (المدى 30 كانون الثاني 2016). منحه الملك اجازة ليذهب في جولة أوروبية ليتعلم من أشهر مؤلفي العصر بين سنة 1716 - 1721، حيث عمل في انكلترا لفترة طويلة في فرقة الأوبرا الملكية في لندن بقيادة جورج فريدريك هندل (1685 – 1759). تركت موسيقى هندل أثراً كبيراً فيه، لكنه تتلمذ كذلك عند يوهان كريستوف بَبوش (1667 – 1752) ولربما التقى بالايطالي فرانشسكو جَمِنياني (1687 – 1762) على الأغلب.
أصبح بعد عودته مساعد رئيس فرقة البلاط، ورئيسها بعد سبع سنوات، وقد أجرى تطويراً كبيراً على الفرقة ورفع من مستواها بفضل ما تعلمه وشاهده في رحلته. سافر في رحلة اوروبية ثانية بين 1734 – 1737 فزار ألمانيا والنمسا وايطاليا وفرنسا وانكلترا، وعاد محملاً بكمية كبيرة من الدراسات والمدونات الموسيقية ليقدمها في ستوكهولم. أصبح عضواً في أكاديمية العلوم الملكية السويدية سنة 1740 تقديراً لباعه الطويل ونشاطه النظري في العلوم الموسيقية. كان أول من نظم الحياة الموسيقية العامة وتقديم الحفلات الموسيقية في ستوكهولم.
ألّف في كل الأشكال الموسيقية عدا الأوبرا، من أهم أعماله متتابعة (سويت) "موسيقى دروتننغهولم" (1744) التي الفها خصيصاً لزواج ولي العهد آدولف فردريك ولوفيسا اولريكه (من بروسيا). ودروتننغهولم هو القصر الملكي السويدي الشهير في مركز ستوكهولم. ألف كذلك 13 كانتاتا للاحتفالات الملكية. و23 سنفونيا (وهي ليست السيمفونية التي نعرفها اليوم بل أشبه بالافتتاحية)، و6 افتتاحيات، و5 متتابعات للاوركسترا وكونشرتات والعديد من السوناتات لمختلف الأدوات. أما أعماله الدينية فأهمها القداس السويدي (1752 لأوركسترا وترية مع أداتي اوبو وكورس ومغنين منفردين، وهو باللغة السويدية وليس بالاتينية كما هو معتاد) وكانتاتات وأناشيد ومزامير وأغاني دينية كثيرة. وقد استمعت مؤخراً الى مختارات من موسيقى دروتننغهولم والقداس السويدي في امسية في أكبر كنائس مدينة مالمو السويدية الجنوبية، وكان الأداء ممتازاً. تتميز موسيقى رومان بالسلاسة ومتانة البناء والتنوع، نلمس فيها ملامحاً من اسلوب هندل الذي تأثر به كثيراً.
اصيب رومان بالصمم لاحقاً، فتقاعد سنة 1745 ليتفرغ لترجمة الدراسات الموسيقية المختلفة الى السويدية، مثل دراسات غاسباريني واستاذه بَبوش.